يتمتّع كل بلد بخاصية غذائية معينة، فإذا كان الزيتون ملك المائدة اللبنانية على سبيل المثال، فمن المتعارف عليه أن شوكولا الـ “نوتيللا” ملك الحلويات العالمية دون منازع.
تكمن جاذبية كل نوع من الطعام بخصائصه ومكوناته، ويعتبر زيت النخيل من المقوّمات الاساسية لطعم الـ “نوتيللا” المميز الذي تباع منه عبوتان كل ثانيتين ونصف الثانية في كافة انحاء العالم.
أبحاث هيئة سلامة الغذاء الاوروبية حول هذا المنتج تدعو للتساؤل حول امكانية أفول نجمه بشكل سريع، فتقرير الهيئة قد كشف ان استهلاك زيت النخيل المكرر عند درجة حرارة تزيد عن 200 درجة مئوية، يمكن ان يؤدي الى الاصابة بالسرطان اكثر من أي زيت آخر! إلا أنها لم توص المستهلكين بالتوقف عن تناوله، وقالت إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتقييم مدى الخطورة.
خبر وقع كالصاعقة على عشاق الـ “نوتيللا”، الا ان التدقيق في الموضوع يشير الى شكوك مشابهة تحدثت عنها “منظمة الصحة العالمية” في وقت سابق، وأشارت اليها صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية.
حتماً سيكون وقع هذا الخبر كالصاعقة على محبي هذا النوع من الشوكوماكس، نظراً لانتشاره بشكل كبير في كافة اصقاع الكرة الارضية، وحسب ما ورد في موقع “تلغراف” والموقع الرسمي للشركة ( الذي لم يعد موجودا)، فقد كانت لـ “نوتيللا” شبكة اجتماعية أُنشئت عام 2003، وكان فيها أكثر من 150 ألف عضو يتشاركون الصور والأفكار حول استخدام “نوتيللا”.
وأصبح هناك مقاهٍ مخصصة لـ “نوتيللا” فقط، في نيويورك وشيكاغو، وفيها يمكن تناول الـ “نوتيللا” مع أي شيء موجود. كما أن بعض المطاعم والمقاهي أوجدت ما يسمى Nutella Bar تقدم من خلاله “نوتيللا” مع الفطائر وغيرها.
ولا تقتصر المعلومات عند هذا الحد فحسب، بل وصلت الى درجة الاحتفال بيوم عالمي لـ “النوتيللا” في الخامس من شباط (فبراير) من كل عام.
أمام هذا الواقع، لا يمكن للشركة المصنّعة ان تقف مكتوفة الايدي، فسارعت “فيريرو” الإيطالية إلى تنظيم حملة دعائية تركز على أنها تستخدم زيت النخيل في أهم منتج لها “بطريقة آمنة”.
وقالت الشركة إنه دون استخدام زيت النخيل المكرر فإن شوكولا “نوتيللا” سيفقد قابلية الفرد التي تميزها. وقال مدير المبيعات في الشركة فينشنزو تابيلا: “صناعة الـ (نوتيللا) دون زيت النخيل سيؤدي إلى منتج رديء. ستكون خطوة للوراء”.
وبينما لم تحظّر أيضاً الإدارة الأميركية للأغذية والعقاقير استخدام زيت النخيل في الطعام، تجدر الاشارة الى ان درجات الحرارة المرتفعة تستخدم لتخليص زيت النخيل من رائحته ولونه الأحمر الطبيعي، إلا أن “فيريرو” تقول إنها تستخدم عملية صناعية تمزج فيها درجات حرارة أقل من 200 درجة مئوية وضغطاً منخفضاً للغاية للتقليل من الملوثات.