تتشدد فيتنام في تبني تشريعات جديدة تمنع الإتجار بالحيوانات البرية، في محاولة لمنع اندثار الكثير من الأنواع، خصوصا وأن هذا البلد الآسيوي كان حتى الأمس القريب مركزا رئيسيا للاتجار بالحيوانات البرية، وتأتي الإجراءات الحكومية لتواجه كل أشكال التعرض للحياة البرية، وتغيير بعض عادات الفيتناميين، ومنها، اعتبار الكثير من الحيوانات البرية، بينها آكلات النمل الحرشفية والسلاحف، من الاغذية وأطباق الطعام المفضلة لديهم.
وكان ممثلون لأكثر من 50 دولة ومنظمة حكومية قد اتفقوا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي على خطة عمل لمكافحة التجارة غير الشرعية في أشكال الحياة البرية خلال مؤتمر دولي استضافته العاصمة الفيتنامية هانوي، واتخاذ إجراءات للقضاء على الاتجار غير المشروع في أجزاء حيوانات الحياة البرية.
اندثار أجناس كثيرة
ويتركز الطلب على أجزاء الحيوانات، لا سيما العاج وقرون وحيدي القرن، بصفة خاصة في فيتنام والصين، وتعتبر فيتنام واحدة من أكبر مستهلكي أنياب الفيلة وقرون وحيد القرن في العالم.
وكان الأمير وليام دوق كامبريدج قد أكد خلال المؤتمر “اننا لا نتحرك بالسرعة المطلوبة في مواجهة الأزمة، لا تزال حيوانات وحيد القرن والفيلة وآكلات النمل الحرشفية والأسود تقتل بأعداد مخيفة”.
وذكر الأمير المعروف بدفاعه عن الحيوانات، بأن آخر الدراسات تشير الى تراجع بنسبة 30 بالمئة في أعداد الفيلة الافريقية خلال الاعوام السبعة الاخيرة “مما يؤكد صحة مكامن الخوف الاهم لدينا”، وحذر من اندثار أجناس كثيرة، في حال عدم القيام بأي تدابير حكومية للتصدي لهذا الخطر.
جدل قانوني
وفي مواجهة استخدام الحيوانات البرية في المطبخ والطب التقليدي أعلنت الشرطة بجنوب فيتنام يوم الثلاثاء 10 كانون الثاني (يناير) إلقاء القبض على رجل كان يقوم بنقل بيض 116 سلحفاة بحرية، كان قد سرقه من منتزه وطني، وذلك بعد أشهر من الجدل القانوني بشأن ما إذا كان امتلاك مثل هذا البيض غير قانوني.
وقال تران فان ثي، نائب رئيس شرطة منطقة كون داو في إقليم با ريا فونج تاو، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إنه جرى إلقاء القبض على بان فان تان (29 عاما) في الخامس من كانون الثاني (يناير) الجاري، بعد اتهامه “بانتهاك قواعد حماية الحياة البرية النادرة المعرضة للخطر”.
وأضاف أنه على الرغم من أن القائمين على حماية الغابات قد ألقوا القبض على تان في حزيران (يونيو) الماضي بعد ضبطه متلبسا بسرقة البيض في منتزه “كون داو الوطني” في جزيرة كون داو، إلا أنه تم الإفراج عنه بعدما رفض مدعي عام المنطقة القضية على أساس أنه لا يوجد قانون يحظر الحصول على البيض من البرية.
وقد أثارت القضية جدلا بين المسؤولين القانونيين، مما دفع حكومة الإقليم للطلب من مكتب الادعاء الاقليمي والمحكمة العليا وضع تعريف للقضية.
وخلصت الهيئتان إلى أن البيض نتاج “الحيوانات البرية” مثلما ينص قانون العقوبات. وقالت “صحيفة توي تري” إن القانون ينص على أن أي شخص يصطاد ويقتل وينقل أو يتاجر بصورة غير قانونية في الحيوانات البرية النادرة أو “ما ينتج عن هذه الحيوانات” سوف يواجه غرامات إدارية تتراوح ما بين 5 و 20 مليون دونج (2230-223 دولار) أو السجن لمدة تتراوح ما بين ستة أشهر إلى ثلاثة أعوام.