Green Area
أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد إعلان تشكيل الحكومة، أن حكومته ستنكب على معالجة ما يمكن معالجته من أزمات، ومنها النفايات والكهرباء.
صدق الرئيس الحريري بوعده، وكانت باكورة الحلول التي أقدمت عليها الحكومة، إعدام طيور النورس التي تجمّعت في محيط مطار بيروت الدولي بسبب خطأ ارتكبه اعضاء الحكومة نفسها في السنوات الماضية، وذلك عبر اصطيادها رغم ان القانون يمنع اصطياد هذا النوع من الطيور.
عذر من أعطى الضوء الاخضر لتطبيق هذا الامر، أقبح من ذنبه وذنب المستفيدين من مطمر يملأ جيوبهم بالاموال، تماماً كما يملأ المنطقة بالنفايات.
فالنورس، حسب تعريف مجلة “صيد”، هو من فئة الطيور المائية التي تتغذى على القمامة بشكل رئيسي، تنظّف الشواطئ بالتهامها الفضلات من مخلّفات الانسان والحيوانات النافقه، كما انها تتغذّى على الأسماك والدّيدان والحشرات والرخويات المائية وبيوض وصغار الطّيور.
طيور النورس هذه، بأنواعها الأربعة عشر المتواجدة في لبنان لا تعتبر طريدة صيد، وهي محمية دولياً حسب اتفاقية حماية الطيور المائية الاوراسية -الافريقية (AEWA).
اعتاد لبنان الضرب بعرض الحائط بمختلف القوانين والاتفاقيات، خصوصاً البيئية منها، فشرّع اصطياد منظّف فضلاته ومخلّفاته تحت عنوان “سلامة الطيران”.
بعيداً من الدخول في التفاصيل التي باتت متداولة في الايام الاخيرة، وبينما دان البيئيون والجمعيات البيئية والصيادون المحترمون هذه الجريمة، دان “مركز الشرق الأوسط للصيد المستدام” هذا “الانتقام الجائر من طيور النورس عبر قتلها بصورة بشعة”، لافتا إلى أن طيور النورس محمية بمعاهدات دولية.
في هذا الاطار، وكخطوة أولى للدفاع عن هذا الطائر النظيف في وجه هذا القرار الفاسد، أعلن المركز سنة “2017 سنة النورس”، وذلك “بصفته شهيد الجهل وكاشف الحقيقة، لأنه قتل ظلما، وهو المؤشر الحقيقي لسلامة البحر ونظافته، وان كثرته في هذا الموقع هي فضيحة لفشلنا في معالجة النفايات، وهو الذي أعاد ملف الفشل إلى الواجهة ليتحرك الناس من جديد دفاعا عن صحتهم وصحة اولادهم”، متمنيا “على مجموعات الصيادين المحترفين والجمعيات البيئية الجادة، اقامة حملات توعية ومنشورات ورسومات تعيد إلى النورس اعتباره، وتوعية الأجيال القادمة لأهميته البيئية”.
وطالب وزارة المالية “بإصدار طابع بريدي للنورس، يكون بمثابة اعتذار أخلاقي يقوم به الكبار، لطائر يعمل على مدار الوقت لينظف نفاياتنا من البحر من دون أي أجر او شكر أو معاهدة أو ضمان. فمن الضعف ان نكافئ مخلوقا سخره الله لنا لينظف شواطئنا بالقتل”.