يجهد العلماء في أرجاء الكوكب الأزرق من أجل استكشاف كل ما هو غريب ونادر في عالم الحيوانات البرية والبحرية، وحتى النباتات، ورغم كل ما توصل اليه العلم حتى يومنا هذا، الا ان الاكتشافات الاخيرة تثبت انه ما تزال هناك كائنات لا نعرف عنها شيئا، وكائنات جميلة ونادرة يجب العمل على حمايتها من كل الانشطة البشرية التي تهدد وجودها.

 

“سبيكة” البحر الكوبية

13-01-17-davidbowie

اكتشف اثنان من علماء الأحياء البحرية الاسبانية الاسبوع الفائت، في مياه كوبا البحرية، “سبيكة” لها قدرة عجيبة على تغيير لونها من شفاف إلى ألوان زاهية، لتحتل بهذه الخاصية مكانة الحرباء بين الرخويات البحرية.

ويصادف هذا الاكتشاف، ذكرى وفاة ديفيد بوي David Bowie (اسمه الحقيقي ديفيد روبرت جونز، وهو ممثل ومغني روك بريطاني توفي عام 2016)، فقد اطلق العلماء على هذا الحيوان الجميل اسم ديفيد.

العالمان اللذان اكتشفا هذا الكائن الجميل، هما يوبولدو مورو، من مركز خدمة التنوع البيولوجي في جزر الكناري، وخيسوس أورتيغا من جامعة أوفييدو في إسبانيا وباحث مشارك في معهد علم المحيطات من هافانا.

وقال مورو إن “التغيير الطوعي للون كان بمثابة مفاجأة كبيرة وجميلة. هذا النوع من الحيوانات البحرية، يقوم بتغيير لونه كالحرباء بدافع التمويه، او بسبب التخفي من حيوانات مفترسة او بهدف مغازلة الاناث من ذات الفصيلة، ويعد هذا الأمر عملاً فريداً وليس شائعاً جداً بين الكائنات الحية البحرية كاملة”.

تتميز الرخويات رأسيات الأرجل مثل الأخطبوط “”pulpos والكالامار calamares بانها تغير لونها بإتقان، مثلها في ذلك مثل سمكة الترس (سمكة لها قدرة فائقة على تغيير لون جسمها، حتى انها تستطيع ان تتلون كرقعة الشطرنج اذا وضعت فوقها)، ولكن لم يسبق ان وجد رخوي مثل سبيكة البحر هذه.

في الواقع، يحق لكل الباحثين، عندما يكتشفون حيوانا جديدا أو نوعا جديدا أن يختاروا الاسم الذي يرونه مناسباً، مع الوصف التشريحي للكائن المكتشف، وهذه ليست المرة الاولى التي يسمى اكتشاف في الطبيعة باسم موسيقي، في محاولة لدمج الموسيقى والطبيعة، حيث تم سابقاً اكتشاف حيوان بحري وسمي باسم “tanialeonae Inbiocystiscus” نسبة الى تانيا ليون، الملحنة الكوبية الشهيرة ومديرة الأوركسترا.

 

تنين البحر الياقوتي

 

ينتمي تنين البحر الى فصيلة بحرية نادرة جداً، وهو سمكة بحرية ترتبط بحصان البحر. لا يتجاوز طولها 45 سم، موطنه الأصلي جنوب وغرب أستراليا، وغالبا ما يبقى في المياه الضحلة معتدلة الحرارة.

اكتسبت هذه الكائنات اسمها من مظهرها، حيث تغطي جسمها نتوءات تشبه أوراق الشجر الطويلة. ولكنها لا تستخدم تلك النتوءات في لسباحة بل كوسيلة للتخفي، حيث تتحرك بواسطة زعانفها الصدرية وليس بواسطة تلك الموجودة على رقبتها ولا زعانفها الظهرية، وغالباً ما يتحرك التنين بحركات رصينة، ما يعطي انطباعاً بأنه أحد الأعشاب البحرية.

قبل أن يكتشف علماء الأحياء البحرية في “معهد سكريبس لعلوم المحيطات” جوزفين ستيلر وغريغ روس، جنبا إلى جنب مع نيريدا ويلسون، ومتحف أستراليا الغربية، في عام 2015،  نوعاً جديداً من تنين البحر، لونه أحمر داكن، لم يكن هناك سوى نوعان معروفان من تنانين البحر، وهي تنين البحر المورق وتنين البحر العشبي، عندها عرفوا عن التنين الاحمر  بشكل خاطئ على أنه تنين البحر العادي.

“روبي” هو الاسم غير العلمي لتنين البحر الاحمر، وسمي كذلك نسبة الى لونه (الياقوتي)، أما اسمه العلمي فهو (Phyllopteryx dewysea)، وينتمي لعائلة (Syngnathidae)، التي تضم أيضاً فرس البحر وتنين البحر الورقي. ويعتقد بأن سبب لونه المائل للأحمر لأنه يعيش في المياه العميقة.

وقد تمكن الباحثون في معهد سكريبس لعلوم المحيطات ومتحف أستراليا الغربية، الاسبوع الماضي، من تصوير تنين بحر “روبي”، في أرخبيل بحوث في أستراليا، وذلك بعد عدة أيام من البحث، والعمل بواسطة مركبة مصغرة جداً غاصت الى عمق اكثر من 50 متراً، وتمكن هؤلاء الباحثون، من تصوير هذا الكائن الصغير، والذي له شكل تنين، لمدة تقارب النصف ساعة.

ووجد العلماء أن من بين أهم السمات المميزة لهذا الحيوان، أنه لا يوجد لديه زوائد على شكل ورقة، كتلك التي  يستخدمها أقرانه (التنين المورق الازرق والتنين العشبي الاخضر) من ذات الفصيلة للتمويه عن أنفسهم بين الأعشاب البحرية، ويعتقدون أن تنين البحر “روبي” خسر تلك الزوائد التي على شكل اوراق خلال تطور الأنواع، وهو يستخدم اللون الأحمر للتمويه في المياه العميقة والضعيفة الإضاءة. إضافة الى ذلك فقد تمكنوا من تصويره عندما كان يأكل فريسته.

كما اعتبر العلماء ان تصوير هذا الكائن، كان مهمة صعبة للغاية، لانه يتصرف بشكل غريب جداً، ومختلف عن اقرانه من تنانين البحر، كما يعدون ما قاموا به تقدماً علمياً كبيراً، ومساهمة مهمة في حماية الحياة البحرية، وقد وضع التنين “روبي” ضمن قائمة المخلوقات المهددة بالانقراض والمحمية رسمياً من قبل الحكومة الأوسترالية، كونها مخلوقات مهددة بالانقراض. بسبب التلوث وتأثير الصناعة، بالإضافة إلى اصطيادها من قبل الغواصين المعجبين بشكلها المميز.

 

 

 

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This