“حملوا حقائبهم وأحلامهم ومضوا، تاركين في نفوسنا غصة عصية على الزمن، رحلوا وما زالوا بيننا، في أحلامنا، في وجداننا وفي ضمائرنا”، كلمات أودعتها “نقابة الغواصين المحترفين في لبنان” في قعر البحر، توجهت بها إلى من قضوا على متن الطائرة الإثيوبية المنكوبية قبل سبع سنوات، لتخلد ذكراهم بعد أن ابتلعتهم البحر ولفظهم مع أحلامهم الذاوية بقايا وأشلاء آدمية.
ولهذه الكارثة وقع كبيرة على أعضاء وناشطي النقابة، كان ولما يزل، مع فقدان رفيق وزميل كان ينتشل من يتعرضون للغرق، وإذا بزملائه ينتشلونه من بين حطام الطائرة، وحملت اللوحة أيضا: “ألبير عسال، ما زالت المرافىء حزينة لفراقك، وما زالت النوارس في كل صباح تسألنا عنك، رفاقك في نقابة الغواصين المحترفين في لبنان 25-1-2017”.
حملت هذه اللفتة أرقى معاني الوفاء، وأرَّخت لمأساة من فقدوا أحبة في ذلك اليوم العاصف، وستبقى اللوحة “شاهدا” على قبر أمنيات لم تتحقق.
تخليد واستذكار الضحايا
وفي هذا اليوم، أحيت “نقابة الغواصين المحترفين في لبنان” و”معهد صيدون للغوص” ذكرى ضحايا الطائرة الإثيوبية المنكوبة، من نوع “بوينغ 737-800″، وبينهم عضو النقابة ألبير جرجي عسال، بوضع لوحة رخامية في قعر البحر، في الموقع الذي استقرت فيه أجزاء من الطائرة، التي سقطت بعد خمس دقائق من إقلاعها من “مطار رفيق الحريري الدولي” في 25 كانون الثاني (يناير) 2010، وعلى متنها 90 راكبا نصفهم من اللبنانيين (7 من طاقم الطائرة، 54 لبنانيا، 22 إثيوبيا وعراقي وسوري وكندي من أصل لبناني وروسية من أصل لبناني وفرنسية وبريطانيان من أصل لبناني).
وجاءت هذه البادرة لتخليد واستذكار الضحايا، وإعلان المنطقة البحرية حيث ترقد في القاع بقايا الطائرة منطقة محمية، لما تمثل لأهالي الضحايا، ومراعاة حرمة الموت حيث لما تزل هناك بعض المقتنيات الصغيرة للركاب.
بيان
وصدر عن النقابة والمعهد بيان مشترك، جاء فيه: “قام فريق من (نقابة الغواصين المحترفين في لبنان) و(معهد صيدون للغوص) اليوم بوضع لوحة رخامية عند بقايا حطام الطائرة الاثيوبية المنكوبة، التي سقطت في قاع بحر الناعمة في 25 كانون الثاني (يناير) 2010، وقضى على متنها ما يقارب الـ 97 راكبا وراكبة، ومن بينهم الشهيد ألبير جرجي عسال عضو “نقابة الغواصين المحترفين في لبنان”.
السارجي
وقال نقيب الغواصين المحترفين في لبنان محمد السارجي بالمناسبة “ان الهدف من عمليات الغوص للبحث عن بقايا الطائرة المنكوبة كان من أجل وضع لوحة رخامية تكريما وتخليدا لذكرى الشهداء الذين قضوا على متن الطائرة المنكوبة”.
وطالب النقيب السارجي “الحكومة اللبنانية بحماية الموقع حيث تتواجد بقايا حطام الطائرة، واعلانها منطقة محمية ذات طابع إنساني احتراماً لخصوصية ما لم ينتشل من بقايا أشلاء الضحايا وممتلكاتهم في قاع البحر”.
وقال السارجي لـ greenarea.info الذي واكب مراسم إحياء المناسبة عند ساحل الناعمة إن “هذا اليوم محفور في ذاكرتنا، إذ فقدنا زميلا عزيزا وأحباء وأناس من كل أنحاء العالم”، لافتا إلى أن “أقل ما نقوم به تجاه من قضوا في هذه الكارثة هو تخليد ذكراهم حيث