كلنا يعلم أن التدخين يؤدي إلى أمراض خطيرة، خصوصا سرطان الرئة، ولذلك تحول بعض المدخنين إلى السجائر الإلكترونية، ظنا منهم أن ضررها أقل بالمقارنة مع السجائر العادية، لتبين الأبحاث والدراسات الآثار السلبية لهذه السجائر على الصحة.

وفي هذا السياق، ولأن ليس ثمة معلومات طبية وافية، سلط greenarea.info الضوء على دراسة علمية أعدتها الجامعة الاميركية في بيروت، تناولت فيها المخاطر الصحية الناتجة عن السيجارة الالكترونية، والتقى أيضا بعض ذوي الاختصاص في مجال الصحة، من أجل تحديد مخاطر السجائر العلمية على من لجأوا إليها بديلا عن السجائر العادية.

خلصت الدراسة إلى أن “بعض المواد المضافة كالمنكهات على السائل في السيجارة الإلكترونية تصبح سامة عندما تتبخر، وهو ما يناقض إدعاءات العديد من المصنعين بأن السجائر الالكترونية لا ينجم عنها إلا بخار الماء غير الضار والنيكوتين”. وازاء هذه المعلومات الدقيقة حول مضار السيجارة الالكترونية، فإن السيجارة الالكترونية ليست البديل أو الحل للحد من التدخين، وهنا يبقى ثمة سؤال: إلى اي مدى هناك توعية صحية للحد من مضار السيجارة الالكترونية؟

العصير الإلكتروني!

قُدمت السجائر الإلكترونية في البداية كحل بديل لتدخين السجائر العادية أو النارجيلة، وكان هدف المصنعين تقديم حل أقل ضرراً من السجائر العادية التي تحتوي على مواد سامة ومسرطنة، فهي تحتوي على جهاز إلكتروني يعمل بالبطارية، يقوم بتسخين فتيلة تساعد في تبخير محلول يسمى “العصير الإلكتروني” ينتج عنه بخار كثيف برائحة زكية تختفي سريعاً، ولا يحتوي على ثاني أوكسيد الكربون، إذ ان المحلول يحتوي على نسبة من النيكوتين، وهو متوفر أيضاً من دون النيكوتين، حسب اختيار الذين يريدون الإقلاع عن التدخين.

دراسة الجامعة الأميركية

وبالعودة إلى الدراسة التي أعدها أعضاء في مركز دراسة المنتجات التبغية في الجامعة الأميركية في بيروت، مع طالبة الماجستير سارة سوسي التي كتبت أطروحتها حول هذا الموضوع، تحت إشراف المشاركة في الكيمياء التحليلية الدكتورة نجاة صليبا، فإن “الشركات المصنعة للسجائر الالكترونية تدعي في كثير من الأحيان بأن النكهات التي تضيفها إلى السوائل في السجائر الإلكترونية هي إضافات آمنة لأنها تستخدم عادة في الأطعمة”، لكن هذه الحجة مضللة “لأن المواد الغذائية المضافة مخصصة للابتلاع، وليس للاستنشاق، ولأنها يمكن أن تتحول كيميائيا عند تسخينها في السيجارة الإلكترونية. وعلى سبيل المثال، فمركبات السكاريد التي تستخدم لإضفاء نكهة حلوة، تتحلل إلى مركبات الفيوران السامة في السجائر الإلكترونية”.

وأشارت الدراسة إلى أن “استخدام هذه المضافات محظور على نطاق واسع في السجائر التقليدية، ولكنها موجودة بقوة في نكهات مختلفة كثيرة من سوائل السجائر الإلكترونية، تماما كما تضاف نكهات الفواكه والحلوى إلى تبغ النارجيلة. وهذه النكهات بحد ذاتها مثيرة للجدل، إذ يخشى أن تشجع غير المدخنين على التدخين، وخصوصا الأطفال”.

وخلصت الدراسة إلى أن “مركبات الفيوران تلعب دورا مثبتا في تركيز المحليات في سائل السيجارة الإلكترونية وطاقتها الكهربائية.،كما أن مستويات الفيوران في كل نفخة سيجارة إلكترونية مماثلة لتلك الموجودة في نفخة السيجارة التقليدية”.

في هذا الاطار قالت سوسي لـgreenarea.info : “توقفنا عند موضوع السجائر الالكترونية لانها لا تخضع لقوانين السجائر العادية منذ تصنيعها سنة 2006 في أميركا، فاصبحت متاحة لجميع الناس، وبنسبة عالية للمراهقين، وسلطنا الضوء في الدراسة حول سبب هذا الادمان عليها، وتبين لنا ان المواد التي تخرج منها ضارة، والمفلت للنظر انه في بعض الدولة ممنوع استعمالها لانه لم تحدد ما اذا كانت غير ضارة، وحتى اليوم وضمن دراسات معترف بها عالميا، يمنع اضافة منكهات على السجائر الالكترونية لما تحتوي على مادة النيكوتين، وهناك خوف من ان ينتقل المراهق في الادمان من السجائر العادية إلى السجائر الالكترونية”.

إدمان آخر!

في هذا السياق، قالت الاخصائية في أمراض الرئة الدكتورة ميرنا واكد لـ greenarea.info :” ان كل الدراسات العلمية التي اجريت في العالم وصلت إلى نتيجة ان السجائر الالكترونية ليست خالية من الضرر، ولا تساعد على توقيف التدخين، انما تولد ادمانا

اخرا، وهي ليست الحل للحد من اضرار التدخين، واذا لم يكثر الحديث عنها لأن ليس هناك الكثير من الناس يلجأون اليها”.

وقال الأخصائي في امراض الرئة الدكتور جودي بحوث لـ greenarea.info: “ليس لدينا دراسة كافية لمعرفة آثار السيجارة الالكترونية على الصحة، انما كل شيء يدخل إلى الجسم فيه مادة كيمائية لا بد من ان يكون له اثر وتفاعل، وحتى اليوم لم تدرس بعد عن الآثار السلبية للسيجارة الالكترونية بصورة كافية، فصحيح ان الهدف منها توقيف التدخين، ولكن ليس ان تحل مكان التدخين مثلما يحصل اليوم، وهذا ليس حلا”.

إلى رأي الاختصاصي في طب الرئة والعناية الفائقة الدكتور عبدو علم الذي أكد لـ greenarea.info أن “السيجارة الالكترونية ليس لها الضرر نفسه مثل السيجارة العادية التي تحتوي على النيكوتين والسموم عند احتراقها”، ورأى أن “السيجارة الالكترونية ما زالت افضل نوعا ما، إنما تأثيرها على الصحة غير محسوم، لا سلبا و لا ايجابا، كونها ما زالت تحت التجربة وحديثة الاكتشاف”.

سموم عند الاحتراق

الا ان الاهم ما كشف عنه الاخصائي في الطب الداخلي الدكتور عبدو فرام لـ greenarea.info، إذ قال: “إن مادة غليسيرول الموجودة في السجائر الالكترونية مركبة من مادة الغليسيرين النباتي، وفيها ايضا النيكوتين، وعند استعمالها يتم حرق الغليسيرين السام الذي نتنشقه اثناء التدخين للسيجارة الالكترونية فتؤثر على الرئة والمعدة معا، انما تظل اقل ضررا نوعا ما من التدخين العادي الذي فيه شتى انواع من السموم”.

بالمقابل، قال الاخصائي في أمراض القلب الدكتور سلام معماري لـ greenarea.info: “عادة يؤثر ان التدخين على القلب، حيث ذكرت دراسة علمية منذ فترة انه في اميركا يموت 5 ملايين شخص في السنة نتيجة الادمان على التدخين، ويتوقع أن يرتفع هذا سنة 2030 إلى 8 ملايين وفاة، انما يجب الاخذ بعين الاعتبار ان التدخين مضى عليه سنوات عدة تستطيع الابحاث تحديد آثاره السلبية على الصحة، انما تداعيات السجائر الالكترونية فما زالت الابحاث عنها في بدايتها، كونه لم يمر عليها سوى سنوات قلائل لحسم آثارها السلبية على الصحة، الا ان ما نعلمه هو ان التدخين يساهم في تسرع نبضات القلب وتشنج الشرايين إلى حد النشاف، كما وان الاذى يطاول الرئة عدا ارتفاع ضغط الدم”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This