تابع greenarea.info في مقالات عدة، مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الإنتخابية، لا سيما تلك المشككة بظاهرة الاحتباس الحراري، وكان قد عرض أيضا للرسالة المفتوحة التي وجهها إليه 2300 عالماً قبيل تنصيبه رئيسا، يدعونه فيها لدعم البحث العلمي، باعتباره مدخلا رئيسيا لصياغة السياسات العامة، مشيرين إلى أن إهمال هذا الأمر يهدد بشكل مباشر صحة وسلامة الأميركيين والناس في كافة أنحاء العالم، وطالبوه باحترام العلم وإلا “فليستعد لحرب”!.

 

وعود ترامب الإنتخابية

 

إلا أن ترامب تابع ومنذ يومه الأول في البيت الأبيض، تنفيذ وعوده الإنتخابية، خصوصا في مجال تغير المناخ واعتباره “خدعة صينية”، ومنذ اليوم الأول اختفت صفحة المناخ على موقع البيت الأبيض، ووضعت (الصفحة) في الأرشيف مع معظم النشاطات والقوانين المتعلقة بالتغير المناخي، والتي كانت قد أقرت في فترة الرئيس السابق باراك أوباما، واستبدلت بصفحة بعنوان “خطة الطاقة الأولى في أميركا”  An America First Energy Plan، والتي تدعو إلى زيادة الإنتاج النفطي إلى حدود أكبر، كما اختفت عبارة “تغير المناخ” من كافة الروابط على الموقع.

 

مسيرة نسائية

 

وكانت أول المسيرات الإحتجاجية بعد تنصيب ترامب، مسيرة للنساء في العاصمة واشنطن، وأتت كرد فعل على تنصيبه رئيسا، ورفضا لآرائه السياسية، استقطبت 440 ألف مشارك من النساء والرجال، مع أن الدعوة كانت تطمح لمشاركة نحو 200 ألف كأقصى حد، ولم تقتصر المسيرة على واشنطن فحسب، بل شملت 500 مدينة في الولايات المتحدة، كما شاركت أكثر من 100 منظمة نسائية حول العالم بمسيرات مماثلة، وقدرت أعداد هذه المسيرات بحوالي 673 مسيرة، ووصل عدد المشاركين في هذه المسيرات إلى أكثر من 3،3 مليونا، مطالبين بحقوق المرأة ومساواتها بحقوق الرجل، عدا عن مطالب بالحقوق الإنجابية، إصلاح قوانين الهجرة، التمييز الديني، حقوق المثليين وغيرها، وأشارت مصادر أنه من المتوقع أن تتحول هذه المسيرة إلى حركة منظمة.

 

مسيرة العلماء

 

أما المسيرة التي يخطط إليها علماء من الولايات المتحدة الأميركية، فقد دعوا فيها للمشاركة الواسعة والعامة في الولايات المتحدة الأميركية وحول العالم، وبالفعل فقد جذبت صفحة “مسيرة العلم” March for Science على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” Twitter أكثر من 280 ألف متابع، أما على صفحة التواصل الإجتماعي فيسبوكFacebook  فبلغ عدد المتابعين والمنتسبين أكثر من 600 ألف حتى تاريخ 29 كانون الثاني (يناير) الساعة الواحدة بعد الظهر، وأصدرت المجموعة بيانا على موقعها الخاص على شبكة الإنترنت قالت فيه: “ثمة أمور نتقبلها كحقائق، منها أن الأرض أصبحت أكثر احترارا بسبب النشاط الإنساني، وأن تنوع الحياة نتج عن عملية التطور”، وانتقد البيان المعارضة التي ينتهجها كل من ترامب، ونائبه، مايك بنس Mike Pence ورفضهما لهذه الحقائق، خصوصا وأنهما عبرا مرارا عن شكوكهما حول دور النشاط الإنساني في الاحتباس الحراري، ونظرية التطور، وهذا ما دعا العلماء الى ترك أبحاثهم ومعاملهم والتخطيط لمسيرة كبيرة، لا سيما أن ما عبر عنه ترامب ونائبه من أهداف بدأت الإدارة الجديدة إجراءات تطبيقها.

وأكد القيمون على الصفحة أن مسيرتهم هي نقطة انطلاق ولن تكون النهاية، وتعبر هذه المسيرة عن موقف العلم في وجه السياسة الآنية، وأنها ليست حزبية أو سياسية، وإن كان الغرض منها  أن يكون لها تأثير على صناع السياسة، خصوصا لجهة خفض التمويل الذي تنوي الإدارة الجديدة إنتهاجه، بالإضافة إلى تقييد العلماء.

كما أشاروا إلى استماعهم لكافة وجهات النظر من أي شخص يهمه المشاركة، وتقبلهم النقد البناء، ووقوفهم إلى جانب القضايا المحقة وتسليطهم الضوء على الحقوق إن كانت للإنسان بكل ألوانه وإثنياته وميوله الجنسية، وحقوق الملكية الفكرية وغيرها، وسيعلن عن تاريخ إطلاق المسيرة حال انتهاء التحضيرات.

 

إجراءات حكومية وردود فعل

 

وفقا لمعلومات تناقلتها وكالات أنباء عدة، تلقى الموظفون في وكالة حماية البيئة، وإدارات الداخلية والزراعة والصحة والخدمات البشرية أوامر بإرسال النشرات الإخبارية فقط، وعدم إدخال تحديثات على محتوى المواقع الرسمية، كما وصلت أوامر بالحصول على موافقة من كبار المسؤولين قبل التحدث إلى وسائل الإعلام، وفي بعض الحالات إلى الكونغرس، وهذا ما دفع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالكتابة إلى الرئيس ترامب لتذكيره أن هذا الأمر مخالف للقانون، أي التدخل في التواصل بين الموظفين الفيدراليين والكونغرس.

كما مُنعت إدارة الحدائق الوطنية National Park Service من التغريد على موقع “تويتر” بعد نشرها صور مقارنة بين تنصيب الرئيس الحالي ترامب والرئيس السابق أوباما، وفي مبادرة تحدٍ قامت إدارة “حدائق بادلاند” بنشر مشاركات وتغريدات عدة عن تغير المناخ بشكل تتحدى فيه ترامب وسياساته، ومؤخرا رفع سبعة ناشطين من منظمة Greenpeace العالمية لافتة قرب البيت الأبيض كتبوا عليها كلمة “مقاومة” RESIST، وروّجت حسابات “وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة” United States Environmental Protection Agency و”ناسا” NASA حقائق جديدة حول تغير المناخ، في تحدٍ واضح لترامب.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This