بات من المؤكد أن “دورة الألعاب الأولمبية الصيفية – طوكيو 2020” Tokyo 2020 Olympics، لن تكون حدثا رياضيا دوليا فحسب، فمع التكاليف الكبيرة التي ستتكبدها اليابان لاستضافة هذه الاحتفالية الرياضية الكونية، أعلنت اللجنة المنظمة في وقت سابق تخفيض ميزانية الأولمبياد لتصبح بين 15 و16,8 مليار دولار، بعد الضغوط التي تعرضت لها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي 2016، وستكون اليابان أول دولة في العالم تصنع ميداليات الدورة 32 للأولمبياد من مواد معاد تدويرها.
وكان المنظمون قد تعرضوا لانتقادات كبيرة من أجل تخفيض كلفة الألعاب، ولذلك تم اعتماد موازنة جديدة أكثر تفصيلا بعد نقاشات بين اللجنة المنظمة ومسؤولين يابانيين آخرين، وأعضاء في اللجنة الأولمبية الدولية، فيما وعد حاكم طوكيو يوريكو كويكي بخفض كلفة استضافة الألعاب، موضحاً أنه يمكن اقتطاع مبلغ 340 مليون دولار، بإجراء تعديل على منشآت الكانوي كاياك والكرة الطائرة والسباحة.
وكانت اللجنة الأولمبية الدولية قد رفضت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي 2016، الميزانية التي اقترحها حاكم طوكيو، وقدرت بـ17,78 مليار دولار، وطالبت بتخفيضها.
رسالة بيئية
وسيبعث منظمو الألعاب الأولمبية برسالة بيئية إلى العالم من خلال تصنيع ميداليات البطولة من معادن يعاد تدويرها، من هواتف محمولة وأجهزة يتبرع به الجمهور للشعور بالإسهام المباشر في المسابقة.
صحيح أن مثل هذا الإجراء يعتبر جزءا من جهود تهدف للترويج لسبل الاكتفاء وتوفير النفقات بعد تضخم ميزانية الحدث العالمي إلى أكثر من ثلاثة تريليون ين ياباني (26.5 مليار دولار) في مرحلة من المراحل، رغم إعلان مسؤولين عن خفض المبلغ إلى 16.8 مليار دولار في وقت لاحق من العام الماضي، لكنه في الوقت عينه يمثل في رمزيته خطوة على طريق الحفاظ على موارد الأرض، عبر استرداد المخلفات الإلكترونية وإعادة تدويرها، لتتزين أعناق الرياضيين بالذهب والفضة والبرونز المصنعة من مخلفات ورفع ضررها البيئي والصحي.
وتأمل اللجنة المنظمة جمع ما يصل إلى نحو ثمانية أطنان من المعادن: 40 كيلوغراما من الذهب و2920 كيلوغراما من الفضة و2994 من البرونز من هواتف محمولة بالية، وأجهزة منزلية صغيرة يتبرع بها اليابانيون من مختلف أنحاء البلاد، بحسب ما أشارت وكالات أنباء عالمية الأربعاء 2 شباط (فبراير) الجاري.
موارد الأرض محدودة
ومن المتوقع أن تفضي هذه الخطوة، بحسب المنظمين، إلى جمع طنين من المعادن النفيسة الثلاثة (ذهب، فضة وبرونز)، مؤكدين أنها ستكون كافية لصنع كافة ميداليات الألعاب الأولمبية، فضلا عن دورة ألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة وعددها خمسة آلاف ميدالية.
وقال مدير الألعاب الرياضية باللجنة كوجي موروفيشي Koji Murofushi في مؤتمر صحفي أن “الموارد على الأرض لها حدود، لذلك إعادة تدوير هذه الأشياء واستغلالها في استخدامات جديدة سيجعلنا جميعا نفكر في البيئة”.
وأضاف موروفيشي، وهو بطل أولمبي سابق حائز على الميدالية الذهبية في أولمبياد أثينا 2004 في مسابقة رمي المطرقة “إن إقامة مشروع يسمح لكل شعب اليابان بالمشاركة في تصنيع الميداليات التي ستلتف على أعناق الرياضيين أمر جيد حقا”.