لم يتنبه العالم إلى خطر النفايات البلاستيكية على البيئة البحرية إلا في مطلع الألفية الثالثة، على الرغم من تحذيرات كانت قد أطلقتها مؤسسات وجمعيات بيئية دولية في النصف الثاني من القرن الماضي، فالكثير من النفايات البلاستيكية غزت وتغزو البحار والمحيطات، وتؤثر بشكل خاص على الحيتان والدلافين والطيور والسلاحف، فضلا عن الأسماك التي تتغذى عليها، علما أن هذا التلوث يطاول الإنسان أيضا، بعد أن وجد العلماء أن هذه السموم تدخل إلى السلسلة الغذائية وتستقرّ بالنهاية في أجسادنا، مع ما تحمله من مخاطر صحية.
وتؤكد تقارير علمية، أن ثلثي الطيور والأحياء البحرية ابتلعت جزيئات البلاستيك جنبا إلى جنب مع الغذاء، وأنه خلال الخمسين سنة الأخيرة، وصلت هذه النسبة إلى 80 بالمئة، ويعزو العلماء سبب تراجع أعداد أنواع كثيرة من الطيور إلى تلوث المحيطات بكميات كبيرة من جزيئات البلاستيك.
قتل رحيم
وقد أثار العلماء أمس الجمعة 3 شباط (فبراير) هذه المشكلة في تقارير عدة، بعد عثور خبراء في مجال علوم البحار على أكياس بلاستيكية في معدة حوت يبلغ طوله ستة أمتار، قدرت بنحو ثلاثين كيسا، كانت كفيلة بالتسبب بانسداد معدته وإصابته بإعياء شديد، ولم يتمكن الأطباء المختصون من إنقاذه، وفشلت عدة محاولاتهم فاضطروا لإطلاق النار عليه وقتله قتلا رحيما، ثم بادروا إلى تشريحه ودراسته.
وأكد خبراء من “جامعة برغن” of BergenUniversity في النرويج أن “الكتلة المتكونة من أكياس البلاستيك شملت أوراقا للف الحلوى وحقائب خبز بلاستيكية سدت الجهاز الهضمي للحوت” حتى أنهم لم يعثروا على أي آثار لطعام في معدته.
أطول شريحة من البلاستيك
وقال الخبير في علوم الحيوان (Zoologist) تيري ليزليفاند Terje Lislevand: “لم يكن الأمر يتعلق بوجود اللفافات البلاستيكية في جزء واحد من معدته بل ملأتها تماما”، وأضاف: “أعتقد أنه كان يتألم، ولا أعتقد أن من المريح أن يكون لديك مثل تلك الأشياء في معدتك”.
وعمد الخبراء إلى قتل الحوت المريض، بعد عدة محاولات فاشلة لإعادته للمياه العميقة قرب “جزيرة سوترا” Sotra Islands في غرب النرويج.
وبحسب ليزليفاند “إنها أطول شريحة من البلاستيك عثر عليها أثناء عملية التشريح التي تمت يوم الخميس (أمس الأول) وزادت عن المترين.
وكان الخبراء قد حذروا منذ وقت طويل من ملايين الأطنان من المواد البلاستيكية، وهي تتحرك في شمال المحيط الهادئ، لافتين إلى أنها قتلت أعدادا كبيرة من الحيوانات