نسمع من حين لآخر عن ازدياد حالات تقوس أو اعوجاج الظهر نتيجة عوامل وأسباب عدة، يبقى أبرزها قلة الحركة، فضلا عن أن هذا المرض يؤثر كثيرا على صحة الظهر لدى الاطفال، خصوصا وقد ساد الاعتقاد ان ثقل الحقيبة المدرسية وراء ازدياد وانتشار هذا المرض، لكن تبين أن التقوس هو نتيجة العامل الوراثي، وهنا ثمة سؤال: هل من وسائل حماية لصحة الظهر من التقوسات المؤلمة؟
أسبابه
ان تقوس الظهر عبارة عن تحدب في العمود الفقري والظهر، ما يجعلك تشعر بأن ظهرك منحنٍ للأمام قليلاً، وبالتأكيد يجعل شكلك غير لائق، كما إنه مع الوقت قد تشعر ببعض الألم، ولكن ما هو سبب هذه المشكلة؟ وكيف يمكن علاجها؟
يعرف هذا المرض بالــ (Scoliosis)، وهو من أكثر انواع تشوهات العمود الفقري شيوعاً، ويحدث نتيجة اعاقة عضلية عظمية تسبب انحناءً جانبيا في العمود الفقري أو عظام الظهر، وهو أكثر حدوثا بعد سن العاشرة، ونادرا ما يحدث قبل ذلك، وتمثل فيه الفتيات اربعة أضعاف نسب الذكور، أما بالنسبة لمن هم اكبر سنا فيكون المرض لديهم عبارة عن تطور الحالة منذ الصغر نتيجة عدم تشخيصها وعلاجها.
تجدر الاشارة الى ان تطور المرض يؤدي بالنهاية الى الإعاقة التي لها اثر جسدي ونفسي مع ارتفاع آلام ظهر وعيوب جسدية، فاذا كان الإنحناء في منطقة الصدر فإن ذلك يتسبب الضغط على الرئة والقلب نتيجة اختلاف شكل وحجم القفص الصدري، ما يؤدي الى صعوبة في التنفس، ومن أهم اسباب تقوس وتحدب الظهر لدى الأطفال هو الجلوس بشكل خاطئ وغير صحيح في المدرسة أو أمام التلفاز والكمبيوتر لساعات طويلة، أو وقوف الطفل لفترات اطول بشكل خاطئ ما يجعله عرضة للإصابة بتحدب الظهر، كما أن الضعف في الرؤية يؤدي أيضا إلى تحدب الظهر، كون هذا الأمر يجعل الطفل يميل إلى الأمام كثيرا ليتأمل ما يشاهده بوضوح فينحني الظهر أيضا ويتحدب.
الجدير ذكره إن كبار السن أكثر عرضة من أي فئة عمرية أخرى لتحدب الظهر، وهناك طريقتان للعلاج إما التقويم أو التدخل الجراحي، وفي أغلب الحالات يكون الانحناء خفيفا الى متوسطا لا يستدعي التدخل الجراحي.
على الأهل الانتباه
في هذا السياق قال الاخصائي في امراض العظام الدكتور بيار الجميل لـ greenarea.info : “من الضروري معالجة الأوعاج في العمود الفقري في عمر ست لعمر 13 سنة سنوات كي لا يتطور بشكل سريع، عندها يؤثر على القلب والرئة والتنفس والجهاز الهضمي ما يستدعي إجراء عملية جراحية للحد من المضاعفات الصحية على الولد، خصوصا وان العوارض تزداد مع الوقت في حال تم اهمال الطفل المصاب بالمرض الذي هو نتيجة مشاكل خلقية في الاعصاب، ويبدأ ظهره في الانحناء نحو الامام تدريجيا مع الوقت، وهنا على الاهل الانتباه الى ذلك، وايضا اطباء المدارس، بحيث يتوجب عليهم الكشف المستمر على صحة الطلاب خصوصا الصغار منهم، حيث يمكن وضع نوع من المشدّات في حال كانت درجة الانحناء نحو 30 درجة قبل البلوغ، مع الاكثار من جلسات العلاج الفيزيائي، فضلا عن اهمية الدعم النفسي للولد نظرا لما يعانيه في هذه الفترة الدقيقة من ضغوطات نفسية نتيجة الالم المستمر، مع اهمية زيادة الوعي الصحي حول هذا المرض، لان ما يجب معرفته أنه كلما كبر الانسان يصبح العلاج اصعب، بينما في الصغر يكون العلاج اسهل، كون العظام تكون في طور النمو”.
شد العضلات
وقال الاخصائي في أمراض المفاصل الدكتور ياسر ياغي لـgreenarea.info : “اهم ما يجب التوقف عنده انه أصبح هناك وعي اكثر لدى الناس لمعرفة مرض تقوس الظهر وكيفية علاجه، وثمة أنواع عدة لهذا المرض منها ما هو خلقي حيث يبدأ بألم بسيط في الظهر ومن ثم يتطور في حال لم تتم المعالجة بشكل صحيح، وكم من المرات يتطور المرض وصولا إلى اجراء عملية جراحية دقيقة مع اخذ الاحتياطات في اجرائها تفاديا للفشل، كما وانه يجب معرفة ان التقوس في الظهر يزداد ليس فقط عند الصغار فحسب، بل ايضا عند النساء لاسباب هورمونية، لذا نشدد على اهمية الاكتشاف المبكر عن طريق التشخيص الصحيح والدقيق، تفاديا لاي مضاعفات تؤثر على صحة الظهر مستقبلا، ونشدد هنا على الوقاية واللجوء الى شتى انواع الحركات الرياضية كالسباحة ورياضة الكرة كونها تزيد من شد العضلات في الجسم، تفاديا لاي تطور في المرض يستدعي خضوع المريض لعملية جراحية”.
الرياضة هي الاساس
أما الاخصائي في امراض العظام الدكتور رامز عواد، فقال لـgreenarea.info : “ليس هناك زيادة في حالات تقوس الظهر، انما اكتشافه صار اسهل، والناس يلجأون إلى العلاج”، وأضاف: “لهذا المرض أسباب عدة، فإذا كان الانحناء تحت 30 درجة فليس ثمة ضرورة لإجراء عملية جراحية الا اذا تخطى الانحناء الـ 30 درجة، وهناك ضرورة للتنبه منه، بحيث يجب اجراء عملية جراحية لتقوس الظهر عند الاطفال مهما اشتد الوضع الصحي، لان العظام تكون في طور النمو، ومن المحتمل ان يتحسن الوضع الصحي عند الولد في حال خضع للعلاجات الصحيحة مع التشديد على ممارسة الرياضة”.
وأوضح الاخصائي في امراض المفاصل الدكتور انطوان حبيس لـ greenarea.info أن “التشخيص صار ادق لجهة الكشف المسبق وتحديد الاسباب التي تؤدي للاصابة بتقوس الظهر، وهناك أسباب وراثية، لكن الوقاية تكمن في مضاعفة ممارسة الرياضة والمشي لساعات بصورة مستمرة، كما ان العلاج يتراوح بين وضع المشدّ والجراحة اذا استدعى الامر ذلك، مع الاشارة الى ان ليس من الضروري ان يؤدي حمل الحقيبة المدرسية الى تقوس الظهر، لكنه يزيد من آلام الظهر”.