أطلقت منظمة آفاز Avaaz العالمية حملة واسعة حول العالم، دعما لأهالي وسكان منطقة شكا اللبنانية، بسبب ما يتعرضون له من مخاطر تتهدد صحتهم من جراء تنشقهم غبار مادة “الاسبستوس” المسرطنة، وأشارت إلى أنه “حان الوقت كي نضع حداً لهذا الاستهتار بحياتنا، ودعونا نقف إلى جانب أهالي منطقة شكا قبل فوات الآن”.
وبحسب “آفاز” Avaaz “يفتك الهواء القاتل بمنطقة شكا منذ عشرات السنين ليس بسبب المعامل المسببة للتلوث المنتشرة في المنطقة وحسب، بل بسبب مخلفات شركة اترنيت لبنان التي تتسبب بانتشار غبار مادة الاسبستوس المسرطنة في الهواء، ما أدى إلى إصابة العشرات من سكان المنطقة بالسرطان”.
وقالت: “مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية يتذكر السياسيون ضرورة العمل من أجل مصلحة ناخبيهم. لذا دعونا نكثف الضغط عليهم من أجل وضع خطة آمنة لإزالة الأطنان من مادة الاترنيت التي تنشر غبار الموت مع هبوب كل نسمة هواء، بعد أن أهملت الحكومات المتعاقبة هذا الملف طويلاً”، ورأت أن الفرصة سانحة الآن لتغيير هذا الواقع.
كي لا يتنفس الناس غبار الموت
وأضافت آفاز: “دعونا نذكر الحكومة الجديدة بمصير أكثر من ٣٠٠ عامل من عمال الشركة وغيرهم العشرات من أبناء المنطقة الذين توفوا نتيجة إصابتهم بالسرطان. ما إن نجمع عدداً كافياً من التواقيع سنقوم بتسليم عريضتنا إلى الحكومة اللبنانية مباشرة بالتعاون مع ناشطين محليين من شكا. ودعت إلى “التوقيع على العريضة الآن، كي نتأكد من عدم وقوع المزيد من الضحايا”.
وقال: “عمد مالك الشركة السويسري في ثمانينيات القرن الماضي إلى بيع الشركة بثمن بخس من أجل التهرب من دفع تعويضات للضحايا، بعدما أُجبر على إغلاق شركة مماثلة في إيطاليا تسببت بموت المئات نتيجة تعرضهم لغبار الاسبستوس. لتعلن الشركة إفلاسها لاحقاً وتغلق تاركة وراءها أكثر من ٧٠٠ عامل دون تعويضات، وأطنانا من الاترنيت السام في الهواء الطلق”.
ولم تنسَ آفاز وزارة البيئة التي “تهربت تاريخياً من مسؤوليتها تجاه التخلص الآمن من هذه المادة التي لا يمكن طمرها خوفاً من انتشارها في التربة والمياه الجوفية”، ورأت أنه “يمكننا استغلال قرب موعد الانتخابات ووعود العهد الجديد بمحاربة الفساد، لنسلط الضوء مجدداً على هذه القضية، ولتكثيف الضغط على الحكومة من أجل إقرار خطة آمنة لتخليص أهالي شكا من الموت المخيم قربهم، وكي لا يتنفس المزيد من الناس غبار الموت”.
وأشارت إلى أن “الشعب اللبناني عايش مختلف الأخطار خلال العقود الماضية، لكن الخطر مختلف هذه المرة فهو ناجم عن الهواء الذي نتنفسه. لطالما توحد مجتمعنا من أجل خوض التحديات التي تهدد صحتنا ومستقبلنا، دعونا نتوحد اليوم مجدداً كي لا يتنفس الناس غبار الموت مرة أخرى”.
وأوردت آفاز تحقيقا نشره موقعنا greenarea.info بعنوان “شركة اترنيت لبنان”… حارس قضائي على موتنا، دعما لهذه القضية وإطلاع الرأي العام على تبعاتها الخطيرة، ووضعت رابط التحقيق: https://greenarea.com.lb/ar/198164.
رسالة إلى رئيس الحكومة
ووجهت “آفاز” رسالة إلى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ووزير البيئة طارق الخطيب ووزير الصحة غسان حاصباني، جاء فيها:
“كمواطنين لبنانيين مهتمين، نحن نطالبكم بوضع خطة آمنة لإزالة مخلفات شركة اترنيت لبنان التي تنشر غبار مادة الاسبستوس المسرطنة في الهواء الطلق في المنطقة ومحيطها. تسببت هذه المخلفات بوفاة أكثر من ٣٠٠ عامل وموظف من عمال الشركة وغيرهم العشرات من أبناء المنطقة بعد إصابتهم بالسرطان. وجميع سكان المنطقة الآن معرضين لمواجهة هذا المصير في مرحلة لاحقة من حياتهم إن لم يتم إزالة هذه المخلفات على الفور. كما نطالبكم تغطية نفقات علاج المصابين حالياً والذين ستظهر عليهم الأعراض لاحقاً. حماية لبنان تكمن في ضمان سلامة المواطنين وعدم الاستهتار بصحتهم، وقد حان الوقت للقيام بذلك”.