حددت “مؤسسة إلين ماك آرثر” Ellen MacArthur Foundation عناوين رئيسية لمواجهة الأضرار العالمية الناجمة عن استخدام البلاستيك، والمرشحة للتفاقم وتصل إلى مستوى كارثة بيئية كونية، تهدد كل أشكال الحياة على الكوكب، ولا سيما على البحار والمحيطات.
ودعت إلى تنسيق الاتصالات لتبني مفاهيم وأفكار جديدة، تؤسس لاقتصاد مرن يحقق أفضل الممارسات في مجال استخدام البلاستيك.
إن الابتكارات الحالية والجهود المبذولة للتخفيف من البلاستيك في مجال الاقتصاد، تمثل إمكانات ثبت أنها مجزأة جدا وغير منسقة ولن يكون لها تأثير على نطاق واسع، وبحسب ما أشار “المنتدى الاقتصادي العالمي” The World Economic Forum، فإن مثل هذه الجهود تحتاج إلى أن تستكمل في سياق مبادرة تعاون عالمية مشتركة، تتوافق مع حجم التحدي، وستقوم المؤسسة “مؤسسة إلين ماك آرثر” بإطلاق مثل هذه المبادرة لتكون بمثابة آلية حوار عالمية تدفع في اتجاه التحول نحو “اقتصاد جديد للبلاستيك” The New Plastics Economy.
وثمة بوادر إيجابية في هذا الاتجاه، خصوصا وأن المؤسسات الاقتصادية المعنية في مجال التعبئة والتغليف أثبتت مرارا وتكرارا قدرتها على الابتكار في مجال إنتاج البلاستيك، ويمكنها تسخير إمكانيانها وقدراتها في تحسين دائرية البلاستيك والتغليف، والمضي قدما نحو نظام اقتصاد جديد للبلاستيك.
إعادة التدوير
وفي هذا السياق، ذكر تقرير جديد مشترك صادر عن “مؤسسة إلين ماك آرثر” Ellen MacArthur Foundation و”المنتدى الاقتصادي العالمي” The World Economic Forum، أن حوالي 165 مليون طن من البلاستيك تغزو المحيطات، أي 25 مرة أثقل من الهرم الأكبر في الجيزة، ولفت التقرير إلى أنه بحلول العام 2050 سيفوق عدد قطع البلاستيك أعداد الأسماك في المحيطات.
وعزا التقرير السبب إلى استخدام البلاستيك على نحو متزايد، وصل إلى (20 ضعفا) في السنوات الـ 50 الماضية.
وتكمن المشكلة الأساسية في عدم إعادة استخدام وتدوير أكبر كمية ممكنة من نفايات البلاستيك، ما تسبب بارتفاع نسبة تلوث المحيطات.
وتحقق التقرير من مدى حجم البلاستيك الملوث للمحيطات، ويمكن مقارنة الأمر مع إلقاء محتويات شاحنة مليئة بالبلاستيك كل دقيقة في المحيط.
ويجري إعادة تدوير 14 بالمئة فقط من أغلفة البلاستيك التي تعتبر أكبر مصدر لتلوث المحيطات، وفقا للتقرير. ويمكننا الحد من كميات البلاستيك الكبيرة الملقاة في المحيطات من خلال إعادة تدويرها بشكل أكبر.
ويمكن أن تساعد الشركات في عملية إعادة التدوير، حيث يتم إنفاق نحو 80 مليار دولار على الأقل لصنع المواد البلاستيكية الجديدة من الصفر سنويا، وهذا يعني أنه يمكننا الحد من استخدام البلاستيك في حياتنا اليومية، ما يقلل من نفايات البلاستيك التي ينتهي أمرها في المحيطات.
