انطلقت فعاليات “منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي الثامن عشر”، الذي تنظمه “هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة” في الإمارات العربية المتحدة، وتركزت المناقشات في اليوم الأول على موضوع القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، وشدد الباحثون والمشاركون والخبراء على ضرورة تأمين قاعدة بيانات واضحة، من خلال تقديم المعلومات والإحصائيات اللازمة للمحافظة على التنوع الحيوي، من حيوانات، وطيور، وأشجار وغطاء نباتي.
وتناول الخبراء في الجلستين الصباحية والمسائية المخاطر المحتملة لفقدان التنوع الحيوي، عارضين للحلول الناجعة في هذا المجال، كما ناقشوا أيضا أساليب وطرق متابعة التنوع الحيوي في المنطقة العربية، وكذلك كيفية إعطاء الأولوية للعينات والأنواع، فضلا عن دراسة الخلل والفجوات الموجودة في المنطقة.
وخُصص جزء من النقاشات للأشجار المهددة بالانقراض، وتم تناول هذه القضية للمرة الأولى في المنتدى وعلى مستوى المنطقة عموماً، حيث يعمل الخبراء على تصنيف الأشجار المهددة.
رفع مستوى الوعي
ويشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 160 خبيراً ومختصاً، يتناولون أربعة موضوعات ومحاور أساسية، هي الموضوع التصنيفي، الذي يركز على تقييم القائمة الحمراء الإقليمية للأشجار في شبه الجزيرة العربية، ومناقشة التهديدات الرئيسية للوصول إلى توصيات حول سبل المحافظة عليها، وموضوع المناطق المحمية، من أجل تقييم فاعلية إدارة أدوات التتبع، والموضوع البيطري، الذي يناقش التغذية والطفيليات الداخلية للحيوانات المجترة، مع التركيز على دور التغذية والرعاية الصحية الوقائية، بالإضافة إلى ورشة عمل إقليمية حول أنواع متعددة من النسور في الشرق الأوسط.
وأكد الباحثون والخبراء ضرورة التعاون المشترك من أجل التخطيط الصحيح للمحميات، ورفع مستوى الوعي، والتعاون والتنسيق عالي المستوى بين الجهات المعنية بخصوص القائمة الحمراء.
وأعد الخبراء خارطة لتوزيع الأصناف، ووضع علامات لكل صنف، من أجل الحصول على المعلومات والبيانات عند الحاجة لها.
وفي جلسة أخرى، تم التطرق إلى الفرق بين القائمة الحمراء الدولية والقائمة الحمراء الإقليمية، وكيفية التعامل مع الأنواع المهددة بالانقراض وفقاً للحالة المحددة للنوع في المنطقة والعالم، وناقش الخبراء كيفية التصنيف وعلاقتها ببعض الأنواع والمساحات الكبيرة، بالإضافة إلى مسألة الهجرات من خارج الإقليم والتي تلعب دوراً مهماً في عملية التصنيف، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المنطقة، أي منطقة في العالم، يجب أن تعتمد على مواردها وخبرائها في التقييم، والتمحيص، والبحث، والمتابعة، بكل ما يتعلق بمكونات التكاثر وجهود الإنقاذ من خارج المنطقة، حيث تتطلب القائمة الحمراء بأن يكون لكل صنف بيانات مدعومة في فئتها ومجموعتها ومحتويات التحليل لكل صنف.
182 محمية في العالم العربي
وفي سياق أعمال المنتدى، قدم توني ميلر من مركز نباتات الشرق الأوسط في الحدائق الملكية ببريطانيا، محاضرة تتعلق بالأشجار ومخاطر الانقراض، وتطرق إلى بعض الأنواع منها، مثل شجرة الستريوسبيرمن التي يوجد منها 14 شجرة فقط، وشجرة أنتييارس وهي شجرة نادرة أيضاً، وغيرها من النباتات والأشجار.
ولفت ميلر إلى أن التوسع العمراني وشق الطرق وما شابهه من أعمال البنية التحتية، ستؤدي إلى تدمير 40 بالمئة مما تبقى من غابات في المنطقة العربية، كما تطرق إلى أشجار شبه الجزيرة العربية، وذكر بأن البروبورس جيليفلورا هي الأكثر تعرضاً للمخاطر.
وأشار إلى بعض النباتات التي ما زالت موجودة في السعودية، والمعروفة باسم بروسبس كوليزيانا، لافتاً إلى أن من أبرز أسباب انخفاض الأشجار والقطع قلة التكون الضبابي والتغيّر المناخي والتغيّر السكاني.
واستعرضت الجلسة المسائية، قائمة بالمحميات في المنطقة العربية، حيث يبلغ عددها 182 محمية، منها 41 بالمئة محمية تتوافر لها بيانات ومعلومات مكتملة، و40 بالمئة من دون معلومات، و19 بالمئة تحت الدراسة، وتمت إعادة الخرائط وفق كل دولة، من أجل أن يكون هناك بيانات كاملة لكل محمية في كل دولة.
وتضمنت الجلسة بعض التوصيات، من بينها ضرورة بناء التخطيط استناداً إلى المعلومات البيولوجية، وأن تكون المساحات التي يتم تخصيص الميزانيات والجهود لها بأحجام مناسبة، وأن يتم التأكيد على ضرورة عدم المساس بالمحميات، وعدم اندثارها بسبب التوسع العمراني.