كم من حوادث أليمة نسمع عنها بين الحين والآخر عن ضحايا الاختناق نتيجة الاستعمال الخاطىء لوسائل التدفئة، وغالبا ما تكون الاسباب متعددة، لكن يبقى أبرزها قلة المعرفة، فضلا عن استعمال وسائل تدفئة أقل كلفة، وغير آمنة، وهذا ما يفسر كثرة الإصابات التي تصل إلى اقسام الطوارىء في المستشفيات.
“نتلقى حوالي ثلاث حالات اختناق يوميا من أصل 120 حالة تصل الى المستشفى بحالة طارئة، كل ذلك بسبب اعتماد وسائل تدفئة لا تتوافر فيها شروط السلامة”، هذا ما أكده لـ greenarea.info رئيس جمعية طب الطوارىء في لبنان الدكتور ابراهيم ضو، متوقفا عند ابرز المشاكل التي تعترض صحتنا عند اللجوء الى التدفئة الخاطئة، قائلا: “للأسف قد يلجأ الناس احيانا الى اعتماد وسائل تدفئة رخيصة الثمن انما تكلفتها على الصحة كبيرة، خصوصا اذا حصل احتراق غير كامل يؤدي إلى انتشار غاز الكربون CO، ما يسبب عند التنشق وجعا في الرأس ودوارا وهبوطا في الضغط وتقيوءا، لدرجة ان المصاب من المحتمل ان يفقد وعيه واحيانا لا يعرف السبب، نتيجة قلة الوعي، وايضا مع عدم توفر ماكينة لفحص كمية الكربون في الغرفة، كما هو الحال في فرنسا، حيث توجد في البيوت آلات تفحص كمية الـ CO لتجنب اي حوادث صحية قد تحصل، وهي ايضا متوفرة عند المسعفين لمعرفة وتحديد سبب الاختناق”.
وأضاف ضو: “عند استعمال اي نوع من المدافىء يجب ان يكون هناك منافذ ليتجدد من خلالها الهواء، خصوصا بالنسبة لمدافئ الحطب، وننصح بوضع تدفئة مركزية توزع الهواء الساخن بشكل مدروس، مع اهمية تهوئة الغرفة دون اللجوء الى الحرق، ويجب التنبه الى ان هناك نوعا من المدافئ يعتمد على الكهرباء التي تحرق الاوكسجين، وغير مستحبة اجمالا، لان من المحتمل ان يخرج منها أوكسيد الكربون، وبالتالي قد تلحق الاذى الصحي في حال أسيء استعمالها، كونها تحرق الاوكسيجين في الهواء بحيث يكون الانسان معرضا للاختناق، كما ان هناك نوعاً آخر من المدافئ يعمل على (الكومبرسور) ويدور الهواء في داخلها افضل من غيرها، انما نفضل الشوفاج المركزي المزود بميزان لقياس الحرارة في البيت، يعلمنا عن وضعية الحرارة التي يجب ان تكون 25 درجة كحد اقصى، لان اي زيادة قد تلحق الضرر الصحي بالانسان، مع تحاشي قدر المستطاع البرد، خصوصا للاطفال والعجزة ذوي المناعة الضعيفة، كونهم الاكثر تعرضا للامراض الجرثومية، ومن الافضل اتخاذ الحماية من اي تغيير في الحرارة عند الصقيع والبرد كارتداء القفازات والقبعة الشتوية، وتفادي شرب النبيذ او اي نوع من الكحول، لانها تلحق الاذى الصحي ولا تزيد من تدفئة الجسم”.
الأخصائي في الجهاز التنفسي الدكتور جورج خياط قال لـgreenarea.info: “ان عملية الاحتراق غير الكاملة تؤثر على الرئة وتؤدي الى الاختناق، كما ان الهواء الجاف يؤذي الاشخاص المصابين بالربو والحساسية، ولذلك يجب ألا يخرج من وسائل التدفئة اي دخان كحرق الخشب او الحطب، مع اهمية ان تكون درجة الرطوبة معتدلة، لان الهواء الساخن في الغرفة الناتج عن التدفئة يزيد من الاختناق والدوار، خصوصا لدى المصابين بالحساسية الصدرية”.
الأخصائي في الطب الداخلي الدكتور عبدو فرام قال لـ greenarea.info : “من الضروري جدا معرفة اختيار اي نوع من المدفأة يجب أن نقتني، تجنبا لاي تداعيات صحية قد تطرأ فجأة، فاذا كانت المدفأة على الكهرباء لا تؤدي الى امراض صدرية بالغة، اما اذا كانت على الغاز فهنا المشكلة بحد ذاتها نتيجة احتمال تسرب الغاز من دون ان ندري، ما يؤدي الى الحساسية وانتفاخ الرئة، خصوصا وان حوالي 70 بالمئة من الشعب اللبناني انتقل منذ زمن بعيد من استعمال الكاز الى الغاز للتدفئة، وما اكثرها في الاحياء الشعبية، لذا علينا التنبه لجهة كيفية استعمالها”.
الخبير في البيئة الدكتور ولسون رزق حذر عبرgreenarea.info من خطورة سوء استعمال التدفئة، فقال: “لا شك هناك عدة وسائل تدفئة من الغاز والكهرباء والحطب والمازوت فكل على حدة لها خصوصياتها، انما الاخطر هي تلك التي يستخدم فيها الفحم، لا سيما عندما لا يكون هناك منافذ للتهوئة، والامر ذاته بالنسبة لمدفأة الغاز، والخطورة نفسها عند استعمال المازوت للتدفئة من دون صيانة المدفأة، ومعرفة ما اذا كانت صالحة للاستعمال ام لا، لان اي احتراق غير كامل سيؤدي حتما الى شتى الأنواع من أمراض صدرية نحن بغنى عنها”.