بعد نحو أسبوعين من التحضيرات المتواصلة، تمكنت “جمعية Green Area الدولية” من إجراء صورة شعاعية للسلحفاة “لاكي”، بعد مبادرة من قبل إدارة “مستشفى غسان حمود الجامعي” في مدينة صيدا، التي رحبت بهذه الخطوة، آخذة في الاعتبار أن لا مراكز علمية في لبنان يمكنها معالجة السلاحف والكائنات البحرية، ما يعتبر تقصيرا من قبل الجهات المعنية في الدولة المفترض أن توفر مركزا مختصا لمثل هذه الحالات، خصوصا وأن الكائنات البحرية والسلاحف خصوصا تمثل حلقة أساسية في توازن البيئة البحرية ونظمها الإيكولوجية.
وفي هذا المجال، وفي سياق متابعتها للسلحفاة “لاكي” التي تعرضت للاعتداء على شاطىء الرميلة الصيف الماضي في 14 حزيران (يونيو) 2016، نفت “جمعية Green Area الدولية” أن يكون نقلها اليوم الى المستشفى بسبب تدهور حالتها الصحية، وإنما استكمالا لمراحل عدة تطلبها علاجها منذ منذ 8 أشهر، فأنجزت الجمعية اليوم بالتعاون مع فريق الانقاذ البحري – مركز الجية التابع للدفاع المدني الذي ما زال يتابع وضعها يوما بيوم، رعاية واهتماما، تم اليوم نقل السلحفاة من مرفأ الجية إلى “مستشفى غسان حمود الجامعي” في مدينة صيدا، حيث خضعت للتصوير الشعاعي (سكانر) بإشراف المدير الطبي في المستشفى الدكتور أحمد الزعتري، ومدير قسم التصوير الشعاعي الدكتور علي كنج وأطباء ومشاركة أطباء وممرضين، من أجل إجراء تشخيص طبي دقيق، ليتم بعد ذلك وضع خطة واضحة لمتابعة علاجها.
وجاءت هذه الخطوة ثمرة تعاون بين ” Green Areaالدولية” والدفاع المدني ووزارة الزراعة ممثلة بالدكتور محمد سكرية الذي تابع علاجها منذ الأيام الأولى بتكليف من الوزارة، فضلا عن “نقابة الغواصين اللبنانيين المحترفين” ممثلة برئيسها محمد السارجي، و”مستشفى غسان حمود الجامعي” الذي قام بتجهيز فريق طبي كامل لفحص ودراسة حالة “لاكي”، وكان اللافت للانتباه أن إدارة المستشفى رفضت أن تتقاضى أي بدل مادي، وأثنى القيمون عليها على عمل جمعية Green Area، كونها متطوعة بدورها دون مقابل لمعالجة السلحفاة، بحسب ما أشار الدكتور الزعتري.
وبحسب بيان أصدرته الجمعية “كان لا بد من القيام بإجراء الصورة لتشخيص حالة السلحفاة بشكل كامل، ولمعرفة المشاكل التي ما تزال تعاني منها”، وأشار البيان إلى أنه “بعد الحصول على تقرير الطبيب المختص بالاستناد إلى الصورة الشعاعية سوف نبدأ مرحلة جديدة من العلاج”، لافتة إلى أن “هذا التقرير سيعرض مفصلا على وسائل الإعلام”.
وأضاف البيان: “إن هذه الخطوة اليوم ليست النهاية وإنما خطوة في مراحل العلاج، وسنظل نعمل لإجراء كل المحاولات والخطوات المطلوبة، وصولا إلى إعادة تأهيلها وإعادتها إلى بيئتها الطبيعية”، وبحسب بيان الجمعية، فإن “إعادة التأهيل قد تتطلب منا الاستعانة بخبرات من خارج لبنان، واعتماد طرق علمية ومدروسة”.
