استعدادا لـ “مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات”، المقرر انعقاده مطلع حزيران (يونيو) المقبل، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة الاستماع البرلمانية السنوية لعام 2017، ناقش فيها برلمانيون دوليون ومسؤولو الأمم المتحدة القضايا المتعلقة بسلامة المحيطات، ودورهم باعتبارهم صناع قرار في الحفاظ على كوكب الأرض، وضمان الرفاه البشري في القرن الحالي وما بعده.
وعقدت الجلسة تحت عنوان “عالم أزرق: الحفاظ على المحيطات وحماية الكوكب وضمان رفاه الإنسان في سياق جدول أعمال 2030″، A World of Blue: Preserving the Oceans, Safeguarding the Planet, Ensuring Human Well-being in the Context of the 2030 Agenda وتحدث فيها بيتر تومسون Peter Thomson رئيس الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة وصابر تشودري Saber Chowdhury “رئيس الاتحاد البرلماني الدولي” Inter-Parliamentary Union.
وأكد تومسون أن “المحيطات هي شريان الحياة الأساسي لكوكبنا، فهي تغطي ثلثي سطح الأرض وتحتوي على 97 بالمئة من مياه الأرض، كما أنها توفر أكثر من 50 بالمئة من الأوكسجين الذي نتنفسه، ولهذا فإن حياة البشر ترتبط ارتباطا وثيقا، بل وتعتمد على المحيطات”.
وقال: “إن سلامة المحيطات قد أضحت في حلقة مفرغة من التدهور الخطير. والأنشطة البشرية تسببت في هذا الوضع، وبالتالي فإن هذه الأنشطة هي التي ينبغي عليها عكس هذه الدورة. إذا فشلنا كمجتمع دولي في اتخاذ إجراءات حاسمة في هذه الأوقات المحورية، فسوف نفقد مرحلة التعافي في حياة المحيطات. إن المحيط يقع في قلب العلاقة الحساسة والمعقدة بين البيئة والمناخ والحياة على البر والحياة تحت الماء”.
أما رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، صابر تشودري، فقد أشار إلى الخطر الذي يحدق ببلاده (بنغلادش) جراء الاستخدام غير المستدام للمحيطات والبحار، وقال: “من الممكن أن يكون هناك 30 مليون لاجئ في بنغلاديش بسبب تغير المناخ على مدى العقدين المقبلين. نحن لسنا وحدنا. هناك العديد من البلدان في وضع مماثل. بالطبع نحن بحاجة لسياسات وأماكن لاستيعاب مهاجري المناخ. بعيدا عن الخسائر البشرية، هناك بالطبع التكلفة الاقتصادية والآثار المترتبة عليها. صحتنا كبشر تعتمد على المحيطات. ومع تلوث المحيطات والبحار أكثر وأكثر بالبلاستيك والأسمدة وكل أنواع النفايات، فإن ذلك سيؤثر سلبا على سلسلة الغذاء ويحرم الملايين من سبل كسب رزقهم”.
وتوفر الجلسة البرلمانية فرصة للبرلمانيين للتفكير في المحيطات وصلتها الحميمة بأهداف التنمية المستدامة مثل تغير المناخ والاستهلاك المستدام وأنماط الإنتاج والأمن الغذائي والمخاطر الصحية المرتبطة بالتلوث وغيرها من القضايا.