أظهر العقاب من نوع الصقر الحوامCommon buzzard الذي عُثر عليه مصابا في منطقة الجنوب أنه يأبى الأسر وميدانه السماء، عندما مزّق شباك القفص بعد ان استعاد قوته، ولم ينتظر إعادة إطلاقه في أواخر الربيع كما كان مقررا، صحيح أن إصابته لم تكن بليغة، ولا كسور في أحد جناحيه تقعده عن الطيران طوال حياته، لكنه قاوم الأسر، رافضا الأغلال ما إن أصبح قادرا على المواجهة والعودة إلى حياته على دروب ومسارات هجرته الموسمية.

وكانت جمعية Green Area الدوليةقد أحضرت العقاب من مدينة صور إلى مركز التعرف على الحياة البرية والمحافظة عليهاThe Animal Encounter في مدينة عاليه في 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي 2016، بالتعاون مع ناشطين بيئيين ومواطنين رفضوا ترك العقاب لمصيره في منطقة زبقين الجنوبية، ما يؤكد أن هناك وعيا حيال ما يتهدد الطيور المهاجرة من أخطار، وسائر الكائنات التي تمثل قيمة بيئية وطبيعية على مستوى التنوع البيولوجي في لبنان.

buteo1

الصقر الحوام

ينتمي هذا العُقاب إلى فصيلة البازيات، واسمه العلمي Buteo buteo، ويعرف أيضا باسم الحوام الشائع أو حوام السهول هو طائر جارح يقطن المناطق الصحراوية المفتوح ذات الأشجار متوسطة الارتفاع، ويتغذى على الطيور الصغيرة وبعض الزواحف والحشرات، يعد الطائر مهاجرا عابرا نادرا وزائرا شتويا نادرا في معظم أنحاء العالم العربي.

وقال رئيس المركز في عاليه الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية كلية العلوم البروفسور منير أبي سعيد لـ greenarea.info: “هذا النوع يمر فوق لبنان خلال هجرته من أوروبا إلى أفريقيا أو العكس، وقد أصيب بجناحه الأيمن في الخريف أي خلال موسم هجرته، ولكن تمكن من البقاء حيا يؤمن ما تيسر له من غذاء إلى أن عثر عليه أحد المواطنين، خصوصا وأنه فقد الكثير من وزنه بسبب الجوع، إذ غالبا ما تكون الجوارح سمينة أكثر، وتأكدت من ذلك من خلال صدره الذي بدا ضامرا جدا يوم إحضاره إلى المركز“.

ثقافة بيئية

وأكد أبي سعيد أن ما ساعد على شفائه بسرعة أن جناحه المصاب لم يتعرض لكسر، فضلا عن أنه كان يتناول الطعام بشكل طبيعي، وقال: “في العادة أضع في الأقفاص نوعا من الشبك يمكن للطائر المصاب في حال شفي تماما وأصبح قادرا على العودة إلى حياته الطبيعية أن يمزقه، وأضعه في القسم العلوي من القفص، وهذا ما حصل مع العقاب، إذ تمكن من تمزيق الشبك وهذا يعني أنه بات قادرا على الطيران والهجرة“.

ونوه إلى أنه أصبح هناك ثقافة معززة بالوعي حيال البيئة، وهناك كثيرون يبدون الاهتمام، خصوصا وأننا نستقبل كل عام مئات الطيور المصابة، يجلبها مواطنون يطلبون منا الاهتمام بها وعلاجها، والمركز أساسا أنشىء للتوعية من جهة، ولمعالجة الحيوانات البرية والطيور على أنواعها، وأكد أبي سعيد على أهمية العقاب في التوازن البيئي، لأنه أثناء عبوره فوق لبنان يصطاد القوارض والحشرات، لافتا إلى ان هذه الأنواع ممنوع صيدها، فهي طيور لاحمة لا تؤكل، ولكن للأسف يصطادونها للتسلية وهذا أمر غير مقبول“.

وأثنى أبي سعيد على ما تقوم به جمعية Green Area الدولية في هذا المجال، منوها بالجهود التي بذلها أيضا الناشط وسيم بزيع وأبناء بلدة زبقين“.

بيان الجمعية

وأعلنت جمعية Green Area الدوليةاليوم أن طائر العقاب المعروف بـ (الصقر الحَّوام) والذي عثر عليه مصابا في منطقة الجنوب استعاد حريته، بعد أن تماثل للشفاء في (مركز التعرف على الحياة البرية والمحافظة عليها) في مدينة عاليه، وأكدت أن هذه الخطوة جاءت بعد تنسيق وتعاون مع ناشطين بيئيين ومواطنين من بلدة زبقين قضاء صور، منوهة إلى اننا قادرون على تكريس الاستدامة والحفاظ على التنوع الحيوي بالوعي والثقافة ومراكمة رأي في مواجهة ممارسات مدمرة لبيئة لبنان الغنية بتنوع نظمها الإيكولوجية“.

وقالت في بيان أن هذه الخطوة جاءت في سياق جهود الجمعية الرامية إلى معالجة الحيوانات والطيور المصابة، ومن أجل تعميم ثقافة تؤسس لمفاهيم صديقة للبيئة“.

وأشارت إلى أن الطائر الجارح كانا مصابا بطلق ناري، ونوهت إلى أن جمعية Green Area الدولية تعاونت قبل أشهر عدة مع الناشط البيئي المهندس وسيم بزيع، الذي تواصل مع أبناء بلدته زبقين قضاء صور الذين عثروا على العقاب مصابا، وتم إحضار الطائر إلى مدينة صور، وقامت جمعية Green Area بنقله إلى (مركز التعرف على الحياة البرية والمحافظة عليها) Animal Encounter في مدينة عاليه، وسلمته إلى رئيس المركز الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية كلية العلوم البروفسور منير أبي سعيد، فيما كان العُقاب في حالة يرثى لها بسبب الإصابة والوهن والجوع“.

وإذ شكرت الجمعية الناشط بزيع وكل من ساعد في هذه القضية، ولا سيما المواطن جميل بركات الذي عثر على الطائر وشقيقه حسيب الذي أوصله لـ Green Area في مدينة صور وأهالي بلدة زبقين، نوهت بالجهود التي بذلها البروفسور أبي سعيد في هذا المجال“.

وقالت: “خضع العقاب (الصقر الحوام) وهو من نوع Commom bussard لعلاج وعناية في مركز التعرف على الحياة البرية، وكان مصابا بجناحه الأيمن وفقد الكثير من وزنه بسبب الجوع، وما ساعد في علاجه تناوله للطعام بشكل طبيعي، وكنا بصدد إطلاقه في البرية في الربيع، لكنه تمكن من تمزيق الجزء العلوي من القفص والطيران مجددا، إذ أن الأقفاص المخصصة للطيور الجارحة في المركز تكون مجهزة في القسم العلوي منها بنوع من الشبك اذا تمكن الطائر في تمزيقه فهذا يعني أنه بات قادرا على العودة إلى حياته الطبيعية“.

وأشارت الجمعية في بيانها إلى أن العقاب ما إن يحلق عاليا حتى يستهدي إلى مساره بغريزته، ففي البداية يكون تحليقه عشوائيا إلى أن يستهدي إلى مسار معين“.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This