مع تزايد ظاهرة تربية الحيوانات الأليفة في المنازل، تشير المعلومات إلى انه من بين اسباب هذه الظاهرة رغبة الاطفال ممن يعانون أزمات نفسية، والحاجة الماسة إلى تربية حيوانات اليفة للراحة والتخلص من الكبت الذي يدفع بهم إلى الاحباط والقلق والاكتئاب، إلا أن سبحة الاسئلة تكر: هل هذه الطريقة سليمة ومضمونة كعلاج نفسي؟ إلى اي مدى هناك ضرر صحي على الطفل من الحيوان الاليف؟ ما هو رأي ذوي الاختصاص من اطباء نفسيين وبيطريين حول هذه الطريقة العلاجية الحديثة؟

عادةً، يكشف الحيوان الأليف شخصية مربيه، فمثلاً القطط يحبها الإنسان هادئ الطباع، لأن عدد ساعات نومها أكثر من عدد ساعات استيقاظها، وبالتالي يشعر الإنسان الهادئ أنها منعزلة عنه ويلعب معها وقتاً قليلاً حسبما يشاء، أما الكلاب فيحبها الأشخاص الأكثر نشاطاً وذوو العضلات، وهذا يفسر اقتناء الرجال لها، فالكلاب تحب الحركة الكثيرة، وبالتالي الشخص المربي للكلاب يحب المشاركة، أما الخيل فيعشقها محبو الرياضات القوية، ومحبو المشاركة الجادة، فالفارس والحصان يندمجان في الفروسية ليصبحا كياناً واحداً.

أما عن رعاية الحيوانات الأليفة، فهي في كل الأحوال فرصة جيدة للاستثمار في الجانب التربوي للاطفال، إذ يمكن من خلال الحيوانات أن تتعلم الفتاة والطفل، بل أفراد الأسرة جميعا جملةً من المعاني الجميلة، ومنها تحمل المسؤولية وتقديم الرعاية والرحمة والحنان والصبر والنظافة والرفق بالحيوان والقدرة على استنباط حاجة الحيوان من حركاته، وبالتالي تُشكل للأطفال فرصة لتنمية مهاراتهم وقدراتهم العقلية. كما تُشكل للفتاة على سبيل المثال فرصة لغرس معاني الأمومة والاهتمام والنظافة، إلا أن البعض يصل إلى حد الإدمان، وهنا تبدأ الخطورة.

 

علاج نفسي ولكن ليس الحل

 

في هذا السياق، قال الأخصائي في الطب النفسي للاطفال الدكتور جون فياض لـ greenarea.info : “منذ زمن بعيد نلاحظ عددا مهما من الاطفال يرغبون في تربية الحيونات  الاليفة كتعبير عن مشاعر داخلية نفسية تعكس مدى اهتمامهم بالحيوان الاليف،  سواء في المنزل أم غيره، حيث اشارت الدراسات الطبية النفسية الاخيرة إلى ان الاهتمام الكبير من قبل الطفل للحيوان الاليف سببه أزمة نفسية يعاني منها، حيث يحأول ان يخفف منها عبر اللجوء إلى الاعتناء بحصان أو كلب أو هرة، كون هذه الطريقة بالنسبة له تعطيه المزيد من  الاطمئنان النفسي والهدف من الحياة، والتدريب على كيفية تحمل المسؤولية، خصوصا  الاطفال المصابون بالتوحد، وايضا الذين يشعرون بالوحدة في العائلة من دون ان يتلقوا اي الاهتمام من قبل اهلهم، أو الذين هم في دار الأيتام،  وعند المعنفين نفسيا، فيلجأون إلى هذه الطريقة في تربية الحيوان للتخفيف عما في داخلهم من ازمات نفسية، الا ان هذا الامر متوقف حسب تقبل الاهل لهذه الطريقة العلاجية النفسية لاطفالهم، التي من الممكن ان تساعد الطفل، لكن ليست الحل، لذا لا يمكننا  تعميمها كحل علاجي نفسي”.

أما الأخصائية الدكتورة راغدة اشقر، فقالت: “قبل عمر 12 سنة لا يجوز ان يهتم الطفل بأي حيوان أليف في المنزل، لانه يكون غير قادر على التوفيق بين دروسه وبين العناية بالحيوان بشكل كامل، وهذه الطريقة العلاجية في حال أدمن عليها تجعله بعيدا عن عائلته، وتحول دون تقربه من أهله وإخوته فيكون عالمه متمثلا بالتركيز اكثر على الحيوان في المنزل، وهذا ما يجعله منطويا على نفسه اكثر، عدا احتمال تعرض الطفل لأي اذى صحي وجسدي  اما اذا رغب من وقت لآخر في تربية الحيوان الاليف وهذه ليست مشكلة بحد ذاتها، لكن شرط ألا تصل إلى درجة الهوس”.

 

حماية صحة الطفل

 

بدوره، قال الأخصائي في الطب البيطري الدكتور فضل الله منير: “نعلم ان لجوء الطفل إلى تربية الحيوان الاليف سببه انه يعتبره صديقا له، يواسيه ويفشي له اسرارا لا يخبرها لاهله، خصوصا اذا كان الطفل وحيدا ففي هذه الحالة يحتاج إلى رفيق قريب منه، لذلك تربية الحيوان  الاليف تساعده في الخروج من ازمته النفسية، مع الاشارة إلى انه لاحظنا في الفترة الاخيرة شيوع شراء الحيوانات الاليفة خصوصا الهررة والكلاب لرغبة الاطفال في تربيتها، انما المهم ان يكون قد خضع الحيوان الاليف لسلسلة من اللقاحات البيطرية الضرورية، مع كشف صحي دقيق من قبل الطبيب البيطري قبل وضعه في المنزل، من اجل حماية صحة الطفل من أي جراثيم تنقل اليه كداء الكلب”.

الأخصائي في الطب البيطري الدكتور غابي اليان قال لـgreenarea.info: “ليس هناك  من خطورة على الطفل في حال أعطي الحيوان الاليف ادوية ضدد الدود واللقاحات  الاساسية، مع اهمية الرقابة والكشف المستمر على سلامة صحته”.

 

الوبر يزيد من امراض الحساسية

 

وقال الأخصائي في طب الاطفال الدكتور بيار شديد لـgreenarea.info : “صحيح ان لجوء الطفل إلى تربية الحيوان الاليف تساعده نفسيا، انما في الوقت نفسه هناك خوف من ان يلحق به الاذى صحيا، نتيجة الوبر الذي يخرج منه والذي يصيب الطفل بشتى انواع من الحساسية، عدا انه فيما يكون يلهو معه هناك خوف من ان يدوس الطفل على ذنب الحيوان عندها يتعرض إلى اشد الهجوم من الاخير إلى حد الحاق بالطفل بالاذى الجسدي وهذا ما يجب التنبه إليه نظرا لخطورته”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This