يكاد لا يمضي يوم ولا نعثر على سلحفاة بحرية نافقة أو مصابة على امتداد الشاطىء اللبناني، وهذا ما يؤكد أن هذه الكائنات البحرية الرائعة باتت مهددة على نحو كبير، ما يتطلب من سائر الجهات المعنية اتخاذ تدابير وإجراءات صارمة، للحد من حالات النفوق شبه اليومية، لا سيما وأن السلاحف تمثل أهمية بيئية في النظم الإيكولوجية البحرية، وفقدانها أو تراجع أعدادها يعني ازدياد أعدائها الطبيعيين، خصوصا قناديل البحر التي تعتبر مصدر غذائها الرئيسي.
عثر صباح اليوم عناصر من فريق الانقاذ البحري – الدفاع المدني على سلحفاة من نوع “كاريتا كاريتا” Caretta caretta طافية على سطح المياه في بيروت، بجانب الجامعة الاميركية، وتمكن العناصر من سحبها واجراء فحص أولي لها تبينت على اثره الاسباب الاولى لنفوقها، فقد بدا واضحا وجود أكثر من صنارة صيد عالقة في فمها، بينها صنارة وكيس نايلون تسببا لها بالتهابات وأورام، كما انه لم يمض وقت طويل على نفوقها، بحسب عناصر الانقاذ البحري.
أنثى طولها متر واحد
على الفور بادر مركز الجية بالاتصال بـ “جمعية Green Area الدولية” التي اجرت عدة اتصالات للتواصل مع “مركز علوم البحار” في الشمال دون جدوى، وتم التنسيق مع مدير شاطئ الرملة البيضاء والمنسق العام لـ “حملة الازرق الكبير” Operation Big Blue نزيه الريس لاستقبال السلحفاة النافقة، ووضعها كأمانة الى حين الاتصال بالمراكز المعنية وأخذ القرار المناسب بدفنها أو تشريحها لضرورة توثيق الحالة وتسجيلها نظرا لاهمية البحث العلمي وضرورته.
وأشارت رئيس “حملة الأزرق الكبير” عفت إدريس إلى أن “السلحفاة تعرف باسم السلحفاة البحرية ضخمة الرأس Loggerhead (Caretta caretta)، وهي أنثى طولها متر واحد نفقت بعد ابتلاعها كيس نايلون”، ولفتت إلى أنه “تبين أيضا أن هناك صنارة عالقة في لسانها ما ضاعف من إصابتها”.