لا يوحدنا التراث. يختلف الورثة حول التركة. كل يريد حصته وان يكون الارث المعنوي والمادي لصالحه مؤيداً لأفكاره الراهنة. تتشكل التركة أساساً من ممارسات وأفكار وأشكال اجتماعية متناقضة. ما ورثناه يحوي روايات تنفي احداها الاخريات. والعادات والتقاليد تختلف من منطقة الى اخرى. حتى اللهجات تختلف، المحكي منها لا يكاد يفهمه من ليس من اهله. على كل حال، لا نعرف الكثير عن طرق الطبخ والاكل واللباس في مختلف العصور. معظم ما نعرفه مما هو موروث هو ابنية وبقايا اخرى مادية نراها (أقنية ريّ، طرقات، الخ…)، وكتب هي في غالب الاحيان لمؤلفين ما كانوا قادرين على كتابتها لولا توفر وسائل العيش لهم بواسطة ما يمنحه اياهم أصحاب السلطة. قليل منهم اشتكى من الفقر. هم يعبرون عن عيش وافكار الطبقة العليا في ايام زمانهم. وهذه كانت تتغير بين مرحلة واخرى، وتختلف من منطقة الى اخرى. لا ترث انت الا من يملك، ومن كان يملك هم اصحاب السلطة والتجار وجامعو الضرائب وغيرهم من بيروقراطية السلطة.
يؤدي بنا التراث اذا تبنيناه الى تبني أفكار وعادات تدعم السلطة والاغنياء وتحتقر الفقراء وتجهل طريقة عيشهم. بمقدار ما نحتج على الطبقة العليا حالياً، يجدر الاحتجاج على الطبقة العليا الماضية. تبني التراث خاصة ما نستعمله في المدارس يؤدي الى تنشئتنا على ايديولوجيا يمينية، حتى ولو ادّعينا غير ذلك. نناقض انفسنا حين تدفعنا الفتوة، في كثير من الاحيان، الى تبني تيارات راهنة ” يسارية ” او ” ثورية “، وفي نفس الوقت نتبنى التراث. التناقض كامن في طبيعتنا، اذا اعتبرناه تركيباً مصطنعاً تمّت فبركته في المدارس. تفعل السجون لمن يخالفون القانون، والمستشفيات لمن تسؤ صحتهم، والجندية لمن يتم تجنيدهم، الفعل نفسه. نحن في عالم تصنع فيه المؤسسات التربوية ” طبيعة ” البشري.
كل مجتمع محافظ بالضرورة. مؤسساته التربوية تصنع ذلك. قليل من التراث يصلح للحياة المعاصرة. الكلام عن العادات والتقاليد لا معنى له اذا اريد به توحيد الامة. تعبير الامة ذاته يحمل الكثير من المخاطر اذا جعل ذا اولوية على الدولة. يقضي التجاوز ان نقف خارج التراث، لا لكي نفهمه فقط، بل لكي نستطيع التجاوز وتحقيق الجديد الذي يناسب حالتنا الراهنة.
لا يرث المجتمع خيرة افكار وممارسات الاسلاف، بل ربما يرث أسوأها. وهل أسوأ من طبقة اعتادت في كل العصور على العيش من عمل الغير، ليس فقط باقتطاع فائض الانتاج مع ترك الحد الادنى الضروري للعيش، بل اقتطاع ما يترك للفلاحين وبقية العاملين في الانتاج ما لا يكفي للعيش. لنتذكر ان معظم افراد الطبقات الدنيا كانوا ذوي متوسط اعمار لا يتجاوز خمسة وثلاثين عاماً.
الحذر من تراثنا يتطلب ايضاً الحذر من كل تراث آخر لكل جماعة بشرية اخرى. المطلوب تجاوز التراث كي نتحرر انسانياً. هناك تشابهات ومشتركات بين الموروثات الثقافية البشرية اكثر مما يبدو على السطح. تراثنا لا يحددنا ولا يحدد افعالنا. التراث البشري هو ايضاً جزء من تراثنا. عندما كان مجتمعنا قوياً ومتماسكا، وعندما كانت الدولة قوية، كان المجتمع قادراً على تجاوز نفسه وتعديل ما اصبح تراثاً لنا. لنتذكر ان قواعد اللغة العربية وضعت في مرحلة لاحقة لنزول الوحي. وكان فيها ما يخالف بعض قواعد وتعابير لغة النص المقدس. كان مجتمعاً يسعى لحل مشاكله المباشرة وتلبية حاجاته الراهنة آنذاك. كان يتعامل مع النص المقدس بحرية كما كان يتعامل مع جميع اشكال السلوك الاخرى. كان لديه تراثً وكان لديه قدرة على التجاوز، وكان يستوعب التراثات الاخرى، وكان يفتخر بذلك. ولم يكن لديه دونية ثقافية، ولم يكن يضع نفسه في مواجهة العالم. اعتبر نفسه جزءاً من العالم منخرطاً فيه. كان طبيعياً لديه تبني الثقافة ( الثقافات العالمية ) وكان طبيعياً ان يكون انتقائياً بمعنى ان يختار ما يناسبه من الاخر ليسهم ذلك في صنع هويته. لكنه كان يصنع هويته ولم تكن تصنع له. كان مجتمعاً مفتوحاً تلعب الثقافات الاخرى الكرة على ملعبه. كان يملك الملعب والفريق الثقافي الروحي المستعد للمشاركة، ليس فقط المنافسة، والاستيعاب، وتهنئة الفائز في نهاية الشوط. وكان هو الفائز لأنه كان واثقاً من نفسه حيال تراثه وحيال تراث الاخرين.
لدى طرف كبير ( اطراف متعددة ) في مجتمعنا العربي (مجتمعاتنا) اعتبار ان التراث يقتصر على الدين، وان الدين لا يقتصر على الكتاب المقدس والايمان بل يشمل الحديث والكتابات الفقهية واحكامها التي لم تكن، بنظرهم، مسايرة لأيام زمانها، بل تصلح لكل العصور. قليلون هم الذين يقرأون أصول الفقه حيث القاعدة هي ان ” اليقين غلبة الظن “. ليس لدى هؤلاء شكوك او ظنون يقود البحث فيها الى المعرفة. حدد هؤلاء التراث بتدين لا مجال فيه للعقل والظن والريبة. اغلقوا العقل وسبحوا في بحر الاوهام. ما يعتبرونه التراث هو ما يصنعهم، يصنع افكارهم وينتج شخصيتهم ويقرر سلوكهم. اختصروا المجتمع بالدين، والدين بسلسلة كتابات قديمة تروي احاديث وقصصا لا تقدم شيئاً يشبه الحل لما نحن فيه. نضبت الروح لديهم وما عادوا قادرين على التجاوز والتحرر. انكروا ان التجاوز هو بداية التحرر. التجاوز قرار او سلسلة قرارات تقود الى الوقوف داخل التراث وخارجه. نحن الآن داخله فقط، نسبح فيه، ونعجز عن الوقوف خارجه. تراث يقتضي نقده لكي نعرفه. المعرفة طريق الخروج.
لا بدّ من التساؤل حول قابلية الذين يميلون الى الاسلام السياسي مالياً، هل يقبلون ابن رشد او الفارابي او ابن النفيس او ابن الهيثم او المتنبي او ابا نواس في التراث الذي يعتبرون انهم ينتمون اليه. وهل يقبل اهل مذهب ما رؤوس مذاهب اخرى واتباعهم في التراث المزعوم ؟ هل يعرف العموم تاريخ الاكل والطبخ والملبس كي يقولوا هذا هو التراث ؟ وهل هو موحد اللباس راهناً في المنطقة بين المحيط الاطلسي والمحيط الهندي في جميع المناطق العربية ؟ ناهيك عن الطعام والرقص الشعبي وطقوس الفرح والزواج والختان والدفن وغير ذلك. ليست العادات والتقاليد موحدة. الشيء الوحيد الموحد عبر العصور هو ايديولوجيا الطبقة العليا. ايديولوجيا السلطة، وكتاباتها. وهذه فيها اختلافات ومذاهب حسب المنازعات السياسية. هناك لكل منطقة صغيرة او كبيرة تراث. اما التراث الموحد عربياً فهو وهم من الاوهام. لا يوحد بين تنوع التراث الا الدين. وهذا فيه اختلافات ومذاهب. العامل الآخر هو اللغة الفصحى. العامية في كل بلد تحتاج الى الكثير كي تقترب من الفصحى، اذا حصل ذلك. تفعل وسائل الاعلام فعلها في تقريب مختلف اللهجات العامية من الفصحى، لكن ببطء. والتعويل في الوحدة العربية يجب ان يكون على وحدة الدول، وجميعها يتبنى الفصحى، لا على وحدة الشعوب وجميعها يتحدث بعاميتها. هذا يعيدنا الى نقطة الصفر. الفصحى هي لغة الكتاب المقدس. عودة الى الدين جوهر التراث، لا غير. نواجه مأزقاً لا بدّ من التفكير فيه.
ان السعي الى انتاج تراث موجود وهو نوع من التلفيف. ناهيك عن الانتقائية القسرية، وهذا يقود الى الاستبداد او ما يسمى هندسة المجتمع. القاعدة الاخلاقية لاتباع تيار هندسة المجتمع هي النفاق. يعرفون المجتمع العربي ويعرفون تنوعاته ويشيحون بانظارهم عن ذلك. ويصرون على اوهام وحدة ” العادات والتقاليد “، حتى عندما يرون عند المجتمع ممانعة لذلك، او على الاقل رفضاً ناتجاً عن عدم التجاوب الناتج بدوره عن عدم الفهم، او اعتبار هندسة المجتمع وافدة عليهم كما وفد عليهم الاستعمار والانتداب وخبراؤهم وعلماؤهم واختصاصيوهم. لم يفهم هؤلاء المهندسون، ولو كانت نياتهم حسنة، طبيعة مجتمعاتهم ولا رغباتها ولا ارادتها، فأرادوا حشرها في مقولاتهم. كما يريد الاستبداد حشر الناس في طاعته، كما يريد الاستعمار حشر الناس وتشغيلهم لدى مدنيته.
اذا كان من وحدة عربية فهي ستكون، ان حصلت، وحدة دول، كما الجامعة العربية، لن تكون وحدة شعوب. الشعوب متنوعة الا في مشاعرها السياسية وتوقها لتدمير الاستبداد وممارسة الحرية وحيازة العدالة والعيش الكريم. الاعتماد على التراث، او على ما يسمى العادات والتقاليد، هو اعتماد على التنوع، وربما على التفرقة. سايكس بيكو شعبي. هو في الاساس نابع من فهم خاطىء للدولة ووعي كارثي للسياسة. الوحدة العربية مسألة سياسية ارادية ديمقراطية تمثل كل الشعوب العربية ولا تلغي تنوعها، ويجب ان لا تقدم على ذلك. الدولة هي اداة انتظام المجتمع، وهي الوحيدة التي ستكون سبيل الوحدة العربية، تميز الشعوب والمجتمعات بين مشاعرها والسياسة. اما النخب السياسية والثقافية، خاصة هذه الاخيرة، فهي لا تميز بين الاثنين وبالتالي فهي اما تجهل شعوبها او تتجاهلها، وفي الحالتين استبداد الجهل والظلم.
وعي مفهوم الأمة وحدها يجعلنا نخسر الحاضر والمستقبل. وعينا للدولة والامة يجعلنا نراهن على المستقبل. بدعمنا الدولة يكون الربح أكيداً ومبرراً، لذلك دعم وحدة الدولة لا وحدة الامة. الامة بطبيعتها متنوعة، وهي في أحسن الاحوال تلفيق نابع من ظروف تاريخية، وهم نستطيع او لا نستطيع التخلص منه. دعم الدولة هو الطريق الوحيد الى الانتظام المجتمعي، مع التنوع، والى التقدم وتحقيق سبل القوة والخروج من الحروب الاهلية التي نحن في خضمها. بالسياسة نحقق التقدم والوحدة، اذا شئنا، بالسياسة يكون للدولة معنى من حياة الافراد، والسياسة تجاوز وانخراط في العالم.
التراث ليس اوهاماً. وحدة التراث هي الوهم. وحدة الامة المبنية على التراث وهم اكبر وشديد الخطورة اذ يقود الى الاستبداد. وحدة الدولة، القطرية او الوحدوية، هي المصير الوحيد الممكن لانقاذنا، وهذه ليست بديهية ايضاً الا اذا تحققت بالسياسة. السياسة تستوعب التنوع وتحوله الى مصدر غنى ثقافي. السياسة تقتضي تنازلات، اولها التنازل عن البديهيات، والعمل انطلاقاً من المستقبل لا من الماضي. وفي اساس كل ذلك التنازل للمحليات والاعتراف بها.
تفريغ التراث من توقه ومن اعتبارات الاوهام والخرافات هو الطريق الى استبداد من نوع آخر، استبداد المجتمع الذي يعتبر ان كل من يشكك بالاوهام السائدة هو كافر. الايمان لا يكون الا بين الفرد والله. كل ما عدا ذلك اعتقاد او معتقد. الايمان بصفته متعلقا بالله فإنه يتصل بالمطلق. الاعتقاد بصفته رأياً بشرياً يتعلق بالنسبي. حقائق الايمان مطلقة، ولو كانت وهمية. حقائق المعتقد نسبية حتى ولو كانت صحيحة. أصحاب الايمان لا يقتلون فيما بينهم، لأن فيما بينهم يخضع لما بينهم وبين الله. أصحاب المعتقد أو العقيدة هم دائماً والغون في حرب اهلية. حرب السنة ضد الصوفية، والسنة ضد الشيعة، والمالكية ضد الحنفية والحنبلية وكل المذاهب الاخرى، وبين كل من هؤلاء الشافية في مراحل مختلفة ومناطق مختلفة. انتقال النسبي الى مستوى المطلق حرب بين مطلقات وهمية. وهل يقتل الناس فيما بينهم الا عندما يعتبرون افكارهم مطلقة تعلو على الحياة البشرية ؟
لسنا ابناء التراث، ليس هناك علاقة جينية بيننا وبينه. التراث لا يقرر سلوكنا ومصيرنا. نحن نخلق التراث ونعيد صنعه في كل لحظة من حياتنا. ننظر الى العناصر الموروثة، نعيد صنعها وتركيبها حسب حاجاتنا الراهنة، بالاحرى حول حاجاتنا الموهومة. نجعل التراث صنماً، نعبده، نخضع له. حقيقة الامر اننا نخضع لمن صنعه، للطبقة التي صنعته. هي نفسها الطبقة التي ورثت السلطة عن سابقاتها.
التراث اختراع الحاضر للماضي، اعادة انتاج الماضي على ضوء الحاضر، محاولة الحاضر ان يكون المعنى والمغزى عند فاقد المعنى والمغزى، على حساب الماضي. روح التاريخ لا واعية، ستبقى كذلك ما لم يعر الانسان وعياً صرفاً. التراث جزء من ذلك الوعي. اما اختراع التراث، التراث المزعوم، فهو ادعاء الانتقال من اللاوعي الى الوعي. هو في حقيقة الامر تدمير مطلق للوعي. لا يلزمنا التراث الا بقدر ما لا يلزمنا. تلزمنا معرفة التراث، ما لا يلزمنا هو الالتزام به.
تراثنا الحق هو الفضاء الانساني البشري بكل ابعاده، ونحن جزء منه، للأسف، نحن جزء منسحب من العالم الى خارجه. تراثنا الحق هو استيعاب التراث البشر، استيعاب الانسانية، استيعاب الآخر، اعتباره جزءاً منا. ننخرط في العالم، نكون جزءاً منه بقدر ما يكون جزءاً منا.
التراث المخترع نصنعه ونضعه في مواجهة الحداثة، هو الوجه الآخر للحداثة. القوى المسيطرة، وهي قوى رأسمالية تضع المحلي الثقافي الخاص بها في مواجهة الثقافة العالمية. دونية ثقافية تمارسها نخبنا الثقافية والسياسية دون دراسة جديدة وجدية للتاريخ اليومي لشعوبنا ومجتمعاتنا. تخترع هذه النخب تاريخاً خاصاً بمجتمعها. تستودع فيه الصفات والممارسات التي تريد، تغفل في الوقت نفسه التاريخ التعاوني، تعاون الناس الفقراء في وجه السلطة. يختفي هذا التاريخ التعاوني ليبرز مناضلون هامشيون كانوا هم الذين اورثوا الطبقة السياسية الحالية دعامتها المعنوية. الطبقة السياسية عندنا ليست فقط واجهة الطبقة الراسمالية من اصحاب الرأسمال والودائع الكبرى في المصارف. هي طبقة سياسية تريد ايهام الناس انها وريثة نضال ما. نضال إما لم يكن موجوداً أو انه كان يتوجه عكس ما كانت هذه الطبقة. عند الحديث عن مدينة ما، تقاتل المدينة برمتها ضد المحتل ليس فقط الطبقة العاملة وبقية الفقراء يزاح الامر ويوضع لدى ازلام السلطة. تسيطر الطبقة الحاكمة على التراث بعد تلفيقه او تجييره لصالحها. يصير التراث تعييناً برواية السلطة نفسها. كاد التراث يندثر، ولكن تعمل الرأسمالية لاحيائه على المنابر. هي في الحقيقة تلغي الجانب التعاوني من التراث، وهو الجانب الشيوعي الحقيقي وتطمسه. تصنع الرأسمالية للتراث كباريهات، تنقلها الى ساحات ومهرجانات القرى، وتسميها للناس تراثهم وهم لا يفقهونها. تخترع الرأسمالية فولكلورها.
التراث هو الوجه الآخر للحداثة. الحداثة ضرورية لكنها في نفس الوقت هي ما انتجته الرأسمالية حول العالم، نسير في مسارها، ونخترع تراثاً يناسبها لجلب السواح. نبيعهم اوهاماً عن التراث لتلبية رغباتهم في الاطلاع والسرور.
تناقضنا اننا نسلم التراث للطبقة الرأسمالية ونرفع لواء حرية تضعنا في مواجهة العالم. نحن ايضاً سواح في بلدنا، سواح يخبئون رؤوسهم في الرمل ويتغاضون عن المشكلة الحقيقية وهي ان التراث الذي يُخترع ويُصنع لنا هو اداة بيد الرأسمالية من ناحية، وبيد الاسلام السياسي من ناحية اخرى. الفلكلور بيد الرأسمالية، الدين بيد الاسلام السياسي، واحد للمهرجانات وآخر للسيطرة على وعي الناس. لا يضير أهل الدين ان يكون الفولكلور بجانبهم. هناك توزيع عمل. زوجات سادة السياسة بحاجة الى شيء يفعلونه. تحويل الشعب الى مقولة موجوداتها اناس منسجمون يحبون بعضهم ( دون التعاون) يسمح للطبقة المسيطرة ان تواصل نهبها من دون رادع، الا في احوال قليلة. الشعب منقسم طائفياً. يستسلم لزعاماته السياسية، وهؤلاء يبيعونه في سوق النخاسة. شعب يدفع الضرائب لتحويل الطبقة الرفيعة وهو مستسلم. فلتكن تسليته بالذات، ليس اختراع التراث بريئاً. نرى تراكم نتائجه المادية في المصارف.
اختراع التراث ليس عملية بريئة، هو جزء من اعادة هيكلة المجتمع لحساب تياري الطبقة الرفيعة وتيار الاسلامي السياسي . كل منهما يخترع تراثاً ويتاجر به. لا انقاذ من ذلك الا بدراسة التاريخ… وهذا هو موضوع المقالة التالية.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This