ظاهرة غير معهودة من قبل في جمهورية التشيك Czech Republic في أوروبا الشرقية، فالخنازير البرية تشع لأسباب غير مجهولة، إذ أكد خبراء رصدوا هذه الظاهرة، أن السبب غير منفصل عن كارثة “تشرنوبيل” Chernobyl في أوكرنيا في 26 نيسان (أبريل) 1986، وتصنف عالميا بأنها أسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي شهدتها البشرية حتى الآن.

ويبدو أنه بعد ثلاثين عاما، ما تزال آثار الإشعاع موجودة، وإن تراجعت خلال السنوات الماضية، ما يؤكد خطر الطاقة النووية لأغراض سلمية، خصوصا وأن التجارب أكدت أن ليس ثمة طاقة نووية آمنة، وهذا ما تأكد بعد كارثة فوكوشيما Fukushima، عقب الزلزال الكبير الذي ضرب اليابان في 11 آذار (مارس) 2011، فضلا عن حوادث متفرقة بعضها جرى التكتم عنه.

 

طعام مشع

 

ولاحظ الناس هذا الشتاء وجود ظاهرة غير معتادة، إذ بدت ذكور الخنازير البرية Wild boar مشعة في غابات تشيكيا، وذلك خلال اصطيادها، ويقبل التشيكيون في هذه الفترة على تناول لحوم الخنازير البرية، كون لحومها تعتبر بالنسبة لهم من أفضل الأكلات الشعبية.

لكن، وبحسب الخبراء، فإن الخنازير ذاتها ليست مشعة، لكنها تتغذى على طعام مشع، خصوصا وأن البرد واستمرار تساقط الثلوج يرغمانها على تناول الكمأ Truffle الخطأ. والكمأ المقصود هنا، هو فطر عيش الغراب (مشروم) ينبت تحت الأرض في منطقة سومافا الجبلية التي تتشارك فيها التشيك مع النمسا وألمانيا. وتمتص تلك النباتات مستويات عالية من نظير الـ “سيزيوم – 137” Caesium-137 المشع.

وقبل نحو ثلاثة عقود أسفرت “كارثة تشرنوبل النووية” في أوكرانيا عن انبعاث قدر لا بأس به من هذا النظير المشع الذي وصل في نهاية الأمر إلى “جبال سومافا” Šumava mountains.

 

قضية موسمية

 

وفي هذا السياق، ولشرح هذه الظاهرة وأسبابها، قال الدكتور جيري درابال Jiri Drapal من الإدارة البيطرية العامة State Veterinary Administration في تشيكيا لوكالة “رويترز” العالمية إن “ذكور الخنازير البرية في غابات تشيكيا تتغذى حاليا على الكمأ”، لافتا إلى أنها “تلتهم معه نظير الـ (سيزيوم – 137) Caesium-137  وهو ما يجعل لحومها ملوثة بالإشعاع.

 

وفي هذا المجال، يمكن للخنازير البرية أن “تتوهج” لفترة طويلة من الزمن. وقال درابال “إنها قضية موسمية”، إلا أنه أشار إلى أن لحم الخنازير المعرضة لهذا النوع من الإشعاع يحظر تناول لحمه، أي “اللحوم المشعة”.

لكن الموسم سيكون طويلا فنصف دورة حياة نظير الــ (سيزيوم 137) تصل إلى 30 عاما، وهي الفترة المطلوبة لتراجع مستويات الإشعاع في هذا النظير إلى النصف.

وقال درابال: “يمكننا توقع العثور على غذاء (متشبع بالإشعاع) لعدد من السنوات المقبلة”.

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This