أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن الكوارث الطبيعية المتعلقة بالطقس مثل الفيضانات وموجات الحر كانت تحدث بصفة شبه يومية خلال السنوات العشر الأخيرة، أي ضعف ما حدث خلال العقدين الماضيين، وان قارة آسيا المنطقة الأشد تضررا. وتوقع “المزيد من الأحوال الجوية القاسية والكوارث المتعلقة بالطقس خلال العقود المقبلة”.
في هذا السياق، أكد عدد من علماء المناخ أن ما يسمى بالـ “أنهار الخفية” الموجودة في طبقات الغلاف الجوي هي السبب وراء الكوارث المناخية التي تحدث في مناطق خطوط العرض الوسطى للأرض.
ووفقا للعلماء، فإن “تلك الأنهار المتشكلة من أبخرة المياه الموجودة في طبقات غلاف الأرض هي السبب وراء 75 بالمئة من الرياح العاتية، والهطولات المطرية القوية التي تضرب مناطق خطوط العرض الوسطى لكوكبنا، وتلك الظاهرة تسببت بحدوث أكثر من 19 كارثة مناخية بين عامي 1997 و 2003”.
وأوضح العلماء أنهم توصلوا إلى تلك النتائج بعد دراسات مطولة شملت أحوال الطقس والتغيرات المناخية وهطولات الأمطار التي حصلت بين عامي 1997 و 2014، وقارنوا تلك الدراسات بمعدلات تبخر المياه من كوكب الأرض، والتي حصلوا عليها من محطات دراسة الطقس الموجودة في غرب كندا وشمال أوروبا وأميركا الجنوبية، حيث يمكن رصد تبخر الماء لمدة 30 إلى 35 يوما كل عام.
يذكر أن عددا من علماء المناخ الأميركيين كانوا قد تحدثوا في وقت سابق عن علاقة “الأنهار الخفية” بالانقراض الجماعي للعديد من الكائنات الموجودة على سطح الأرض، وبينوا أن ما يسمى بالـ “الأنهار الخفية” عبارة عن كميات كبيرة من بخار الماء المحمولة في الهواء، الموجود في طبقات الغلاف الجوي، ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة بسبب توزعها بين الغازات المختلفة التي تحيط بكوكبنا.
لا بد من الاشارة في هذا المجال الى ان كوارث الطقس قتلت منذ عام 1995 حوالي 606 آلاف شخص، وأصبح 4 مليارات و100 الف شخص بين مصاب ومشرد. ومثلت 90 بالمئة من مجمل الكوارث. وكان عام 2002 الذروة عندما تضرر 200 مليون شخص بالجفاف في الهند وعاصفة جليدية في الصين أثرت على 100 مليون شخص، وكان اعصار “نرجس” أضخم الكوارث إذ أودى بحياة 138 ألف شخص في ميانمار عام 2008.
وتوصل التقرير المسمى “الكلفة الإنسانية للكوارث المتعلقة بالطقس” إلى حدوث 335 كارثة متعلقة بالطقس في المتوسط سنويا بين آب (أغسطس) من عام 2005 وحتى العام الجاري، بارتفاع 14 بالمئة عن الفترة بين 1995-2004، وتقريبا ضعف ما حدث من كوارث بين عامي 1985 و1994.
وقدر مكتب الأمم المتحدة للحد من الكوارث الخسائر السنوية الناجمة عن الكوارث في العالم بـ 300 مليار دولار، مشيرا الى ان من بين الدول الأكثر تضررا الولايات المتحدة والصين والهند والفلبين واندونيسيا.
