من المعروف في كل بلدان العالم أن الخطوط البيضاء العريضة على مسار الطرقات توضع لتأمين ممر آمن للمشاة عند الإنتقال من الرصيف إلى الرصيف المقابل. وهي تشبه خطوط “حمار الوحش” Zebra، وتسمى في بعض البلدان بهذا الإسم. وتعني، من بين إشارات المرور، أن الأفضلية بالمرور على هذه الخطوط هي للمشاة، وعلى السائقين التوقف عند رؤية واحد أو أكثر من المشاة يقطعون الشارع عليها.
ولكن من الضروري أيضا إضافة علامات مرورية للسائقين تنبههم مسبقا بوجود “ممر للمشاة”، لكي يتحضروا للوقوف في حالة وجود مشاة يقطعون الطريق من رصيف إلى آخر.
في بيروت، على شارع “سامي الصلح”، الذي يمتد من مستديرة الطيونة باتجاه قصر العدل، هناك في بداياته ممرا مخططا للمشاة، يقطع شارع “سامي الصلح” باتجاه شارع “بدارو”. الغريب في هذا الممر أنه يبدأ من جهة سامي الصلح على رصيف وينتهي في وسط بداية شارع “بدارو”. نعم في وسط الشارع، أي في منتصفه، حيث سيل من السيارات يتدفق من شارع “بدارو” ليصب في شارع “سامي الصلح” باتجاه مستديرة الطيونة.
موقع هذا الممر يعاني من خطأ هندسي أو تنفيذي، حيث يجب أن يصحح اليوم قبل الغد، وعدم انتظار وقوع حوادث دهس للمشاة كي تتحرك الأجهزة المعنية لتصحيح هذا الأمر. حيث من الضروري إزاحة الممر بضعة أمتار نحو الشمال، أي باتجاه قصر العدل، لكي يتصل بالرصيف المقابل، وهكذا ينتقل المواطن من الرصيف الأيمن إلى الرصيف الأيسر وبالعكس، وليس إلى وسط الشارع المقابل المكتظ بالسيارات.
وجب أيضا إضافة إشارات مرور في الإتجاهين لتنبيه السائقين بوجود هذا الممر، والتحضر للوقوف عند مرور المواطنين من رصيف إلى آخر.
ربما من الضروري أن يصار إلى حملات توعية في وسائل الإعلام تذكر السائقين بأن وجود هذه الخطوط البيضاء العريضة ليس للزينة، بل لتحديد ممر آمن للمشاة عليهم احترامه.