واكب “greenarea.info” النشاط النوعي الذي أطلقته “الجمعية اللبنانية للمسالك البولية” The Lebanese Urology Society حول “المثانة مفرطة النشاط”، Overactive Bladder (OAB)، وتخلله إطلاق دليل المسالك البولية UROGUIDE Lebanon بتاريخ 3 آذار (مارس) 2017، بالتعاون مع شركة “أستيلاس فارما” الشرق الأوسط وشمال وغرب أفريقيا Astellas Pharma EMEA بحضور عدد من أعضاء الجمعية ومسؤولين من الشركة وفاعليات ومعنيين ومهتمين، بهدف تعزيز الوعي العام حول المثانة السليمة والأعراض البولية غير الطبيعية، خصوصا وأن نسبة كبيرة ممن يعانون من هذه الأعراض يتحرجون من استشارة الأطباء المختصين.
وتهدف الحملة إلى توجيه المواطنين وتوعيتهم حول دور المثانة كعضو حيوي في الجسم، فضلا عن فهم نشاطها الطبيعي والمرضي، من خلال تقديم نشرات ومواد ومحاضرات تثقيفية علمية في كافة المناطق اللبنانية، فضلا عن تقديم توجيهات سلوكية للتعامل السليم مع أعراض هذا المرض.
المثانة مفرطة النشاط
تصيب أعراض المثانة مفرطة النشاط حوالي 400 مليون شخص حول العالم، وتعتبر مشكلة طبية شائعة، وتصيب كبار السن بمعدلات أكبر، إلا أنها تصيب الرجال والسيدات من مختلف الفئات العمرية، ويؤكد معظم المرضى (حوالي 65 بالمئة) أن حياتهم اليومية تتأثر بصورة سلبية إن كانت من الناحية الإجتماعية أو المهنية، وحالة “المثانة مفرطة النشاط” هي مجموعة من الأعراض البولية تشمل الرغبة الملحة والمفاجئة للتبول دون سابق إنذار، وبشكل متكرر والإستيقاظ ليلا مرات عدة، ما يؤدي إلى شعور بالقلق عند التواجد بعيدا عن دورات المياه، وبالخوف من التبول المفاجئ في الأماكن العامة.
ويزيد هذا الأمر من عزلة المرضى وشعورهم بالإحراج، ما يؤدي لتكوين صورة سيئة عن أنفسهم، ويؤثر بشكل كبير على الأنشطة اليومية للفرد، ويتسبب باضطرابات في نوعية النوم، فضلا عن حدوث مشاكل في الحياة الشخصية والعملية، وعلى الرغم من شيوع هذا المرض، إلا أن كثيرا من المرضى يترددون في استشارة الطبيب.
خوري: تنظيم ندوات ومحاضرات للعموم
وبحسب رئيس الجمعية اللبنانية للمسالك البولية البروفسور الأخصائي ورئيس قسم المسالك البولية في مستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل، والأستاذ المحاضر في جامعة الروح القدس الكسليك رغيد خوري “أردنا في هذه المناسبة إطلاق حملة حول أعراض شائعة وهي (المثانة مفرطة النشاط) أو Overactive Bladder، وهو موضوع حساس يطاول جميع فئات المجتمع من نساء ورجال وأطفال، ونظرا للإحراج الناجم من هذا المرض، يتأثر المريض من الناحيتين الإجتماعية والمهنية ولا سيما النفسية”.
وأشار إلى ان الـ “Overactive Bladder ليست مرضا بل مجموعة أعراض بولية، شعور مفاجئ بالتبول متكرر ليلا ونهارا، لتصل إلى مرحلة تسرب البول، واللافت أنه على الرغم من صعوبتها وإزعاجها، فإن الإحصاءات تؤكد أن 45 بالمئة من المصابين بهذه المشكلة لا يستشيرون طبيبهم المختص، فارتأينا أن نطلق هذه الحملة، وهدفها توعية وتوضيح الأمر بالنسبة للناس للتمييز بين الأعراض الطبيعية وغير الطبيعية، والتي يتوجب على إثرها استشارة الطبيب”.
ولفت إلى “اننا سنتابع غدا (السبت) في مؤتمر خاص في أوتيل فينيسيا بهدف توحيد المعلومات ووضع آلية وبرنامج عمل لكل السنة، ولكل مناطق لبنان، وسيعمل المؤتمر على برنامج لتنظيم ندوات ومحاضرات للعموم، وتوزيع مواد تثقيفية موثقة وإرشادات عملية وتوصيات علاجية، وستكون هذه المعلومات موجودة على الموقع الإلكتروني الخاص بالجمعية www.uroleb.org”.
لافتا إلى إطلاق دليل أعراض المسالك البولية على الرابط http://bit.ly/Uroguide، وأكد خوري على “دور الإعلام في التوعية الطبية والمساهمة بنشر أخبار هذه الحملة ودعوة المواطنين لحضور الندوات والمحاضرات بهدف تعزيز الوعي في هذا المجال”.
صقر: تغيير نمط الحياة
وأشار رئيس قسم المسالك البولية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي ورئيس قسم المسالك البولية في مستشفى جبل لبنان والمعالج في مركز الشرق الأوسط الصحي في بصاليم والأمين العام لجمعية اللبنانية للمسالك البولية الأخصائي في المسالك البولية وجراحتها الدكتور غازي صقر إلى أن” المثانة مفرطة النشاط وبلهجتنا (المـِبـْوَلة المـْعَصْبة) هي حالة من الشعور بالحاجة المفاجئة لاستعمال المرحاض، ولا يستطيع المريض أحيانا السيطرة على نفسه وقد يتسرب البول”.
وقال: “يبقى المريض خائفا، فيعتكف في منزله، فلا يذهب إلى العمل، وإن حصل وخرج من البيت يعاين الأمكنة حيث تتواجد فيها مراحيض، وقد يتسبب بتبليل نفسه، وقد تحصل هذه الحالة في النهار والليل، وهذه العوارض ليست مرضا بحد ذاته، ولكن يمكن أن تكون ناتجة عن مرض، وقد تؤدي هذه الأعراض بألا يعيش المريض حياة طبيعية، وقد ارتأينا السعي بحملة حول هذا الموضوع، نظرا لشيوع هذه المشكلة”.
وأضاف صقر: “تشير الإحصائيات في العالم إلى أن هناك 500 مليون حالة، ومن الممكن أن تكون أكثر، أما في لبنان فقد قامت شركة Ipsos سابقا بإحصائية شملت النساء وجدت فيها أن 40 بالمئة يعانين من (المثانة مفرطة النشاط)، ولم يسبق لهن استشارة أو متابعة الحالة لدى أخصائي، وهو ما يؤكد أن عددا كبيرا يعاني من هذا المرض على الرغم من وجود خيارات علاجية فعالة من شأنها أن تحسن جودة ونوعية حياة المريض”.
وأردف صقر: “تصيب هذه الحالة بشكل أكبر الأفراد من الجنسين بعد الأربعين، وبعد سن اليأس (الأمل) لدى النساء، ولدى الرجال الذين يعانون من أعراض في البروستات، والإضطرابات العصبية والإصابات في الدماغ والعمود الفقري لدى الجنسين، كما أن النظام الغذائي والإفراط في استهلاك الكافيين والكحول وزيادة الوزن تلعب دورا في هذه الحالة، وقد تكون بسبب زيادة النشاط العصبي، أو أن عضلة المثانة مهيجة، ما يتسبب بهذه الأعراض وينعكس هذا الأمر على حياة المريض، فينعزل عن النشاط الإجتماعي بسبب الخجل، وعن العمل وقد يترك عمله، وقد تتسبب باستيقاظه ليلا، واسراعه نحو المرحاض وتعثره ما يعرضه لإصابات خطرة وكسور، وتؤثر في طريقة حياته، عدا عن التسبب بالتهابات في المجاري البولية وتقرحات في الأعضاء التناسلية والجلد”.
أما عن كيفية التشخيص، فقال صقر: “يسأل الطبيب المختص المريض أسئلة معينة عن الحالة المرضية، وإن كان يعاني من حالات مرضية أخرى، وعاداته في الطعام والشراب، فضلا عن الفحص السريري والمخبري ليتأكد أن ليس ثمة حالة مرضية تتسبب له بهذه الأعراض، وقد يطلب من المريض تسجيل عدد المرات التي يتوجه فيها إلى المرحاض، وكمية البول التي يخرجها في كل مرة، ونوعية الطعام والشراب وكميتهما، وقد نجري تحاليل مخبرية للبول للتأكد من عدم وجود التهاب أو دماء في البول، وقد نجري تصويرا صوتيا وتخطيطا للمثانة، لنعرف أسباب هذه الأعراض”.
وأضاف: “الرسالة التي نحاول إيصالها من هذه الحملة أن الأفكار المسبقة الخاطئة لدى المرضى، مثلا أن امرأة لديها خمسة أولاد وتجاوزت الأربعين من العمر، فمن الطبيعي أن تعاني من هذه الأعراض، وأن الحالة وراثية، وفي حالة الرجال أن يعانوا من البروستات أو بسبب التقدم في العمر، فإن هذه التفسيرات غير صحيحة، بل يوجد حلول وقد تكون سهلة، بتغيير نمط الحياة، وخفض الوزن، وتغيير في طبيعة ونمط الطعام، وتخفيف القهوة والدخان، ومعظم الحالات تتجاوب مع هذه التغييرات، وقد نستعمل علاجات تكون كافية، فهذه الرسالة نوجهها لعموم الشعب، بألا يبقوا في منازلهم، بل أن هناك حلولا وليس ضروريا اجراء عملية جراحية، بل إن 80 بالمئة من الحالات تتجاوب مع حلول بسيطة، ويمكن أن تتحول الحالة إلى درجات أكبر من السلس البولي المرافق، ما يتطلب الجراحة”.
سليمان: السيطرة على المرض
وقال المدير الطبي الإقليمي في شركة “استيلاس فارما”: “اليوم نطلق حملة التوعية بـ (المثانة مفرطة النشاط) في لبنان ودليل المسالك البولية في لبنان UROGUIDE Lebanon بهدف زيادة التوعية والمعلومات للمواطنين حول المثانة السليمة وأعراض المسالك البولية غير الطبيعية، كما تقدم هذه الحملة للمرضى والعموم توصيات علاجية وسلوكية، ما سيمكن المرضى لا سيما من لم يسبق لهم استشارة اخصائي، من التعرف على الأعراض وإدراك حالتهم والإتجاه لطبيب المسالك البولية بهدف معاينتهم والسيطرة على المرض وتحسين نوعية حياتهم”.