تناولت دراسة بريطانية حديثة الأخطار الناجمة عن صناعة الخبز، وتأثيرها على تغير المناخ، الناجم عن الاحتباس الحراري، إذ بينت الدراسة أن هذه الصناعة تتسبب بانبعاثات خطيرة تؤثر سلبا على المناخ.
وقبل عرض نتائج هذه الدراسة، لا بد من الإشارة إلى أن صناعة الخبز في كافة مراحلها لا يمكن اعتبارها خطرا بيئيا داهما، إذا ما تمت مقارنتها مع الانبعاثات الناجمة عن استخدام الوقود الأحفوري، ولكنها تبقى دراسة تحدد حجم الانبعاثات الناجمة عن صناعة الخبز، وقد اتخذت بريطانيا نموذجا.
وفي هذا السياق، جاءت الدراسة مفصلة، إذ لحظت حجم ومدى الخطر الواقع على البيئة المحيطة نتيجة لصناعة الخبز بمراحلها المختلفة، وخلصت الدراسة إلى أن إنتاج الرغيف الواحد يكلف البيئة انبعاثات من ثاني أوكسيد الكربون تقدر بنصف كيلوغرام، وفق الدورية العلمية المتخصصة ” النباتات الطبيعة” Nature Plants.
نسبة كبيرة من الانبعاثات
أجريت الدراسة في بريطانيا المعروفة بأنها تعاني من انبعاثات كربون تقدر بنحو 12 مليون كيلوغرام في السنة الواحدة، وأظهرت نتائج تستند إلى إحصائيات دقيقة وليست تقديرية.
كما أفادت بأن ثلثي الانبعاثات التي تعاني منها البلاد ناتجة عن النشاط الصناعي لإنتاج أسمدة (النيتروجين) المستخدمة في زراعة القمح، وهي عملية تتم في درجة حرارة مرتفعة باستخدام الغاز الطبيعي.
وينتج عن نثر الأسمدة النيتروجينية على التربة الزراعية نسبة كبيرة من الانبعاثات، خصوصا من غاز أوكسيد (النيتروز) والذي يعتبر أحد الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ويمكن تجنب 30 بالمئة من انبعاثات هذا الغاز عن طريق تغير طريقة وضعه على التربة.
يذكر في هذا المجال، بحسب “أخبار الآن” أن 60 بالمئة من محاصيل العالم تتم زراعتها بمساعدة أسمدة يدخل فيها غاز (الميثان) وثاني أوكسيد الكربون و(الأمونيا) و(النيتروجين)، حيث تسهم جميعها في تسريع من عملية نمو النباتات، ولكن في نفس الوقت تسبب انبعاثات كارثية للبيئة.