تعود الحوادث وتتكرر عند شاطئ عدلون، لتذكر بأن ما نادى به “الجنوبيون الخضر”، لجهة الإسراع في تصنيف وحماية الشاطئ اللبناني وإعلان شاطئ عدلون محمية طبيعية، كان ولا زال مطلبا بالغ الاهمية.
وفي هذا السياق وثق المرصد الأخضر في “الجنوبيون الخضر” سلحفاة نافقة في حالة تحلل على شاطئ عدلون عثر عليها أصدقاء من البلدة صباح الخامس من آذار (مارس) الجاري 2017. وتبين بعد الكشف عليها انها تعود لفصيلة السلاحف الخضراء Green Turtle المهددة بالانقراض، وتظهر الحبال الملتفة عليها أنها نفقت إختناقا قبل أن يلفظها البحر، وهي أولى السلاحف الخضراء النافقة الموثقة من فترة، والاولى التي يوثقها “الخضر” على ساحل عدلون خلال هذا العام 2017، إذ سبق للمرصد ان وثق ثلاث سلاحف خلال العام الماضي 2016.
شاطئ عدلون موقع لتعشيش السلاحف
ويعد ساحل عدلون أحد اهم مواقع الساحل اللبناني تنوعا بيولوجياً، وأحد خمسة عشر موقعا ذات اولوية قصوى للحماية بحسب تقرير مشروع “مراقبة المصادر البيئية في لبنان” Environmental Resource Monitoring in Lebanon الــ ERML، والصادر في آب (أغسطس) 2012 عن جامعة البلمند، بإشراف وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، كما صنفه تقييم نشاط تعشيش السلاحف على الساحل اللبناني ٢٠٠٣ Marine turtle nesting activity assessment on the Lebanon coast 2002 شاطئ عدلون موقعاً لتعشيش السلاحف.
هذا وطالبت الجمعية وزارة البيئة بالمسارعة الى اتخاذ اجراءات حماية للشاطئ، كما أوصى بذلك تقرير ERMLمنذ اربع سنوات.
وتعمل جمعية “الجنوببون الخضر” على إعلان شاطئ عدلون محمية طبيعية وثقافية، وقدمت لهذه الغاية طلباً ومطالعة لوزارتي البيئة والثقافة، وهو موضوع أثاره “الخضر” في اجتماعهم الأخير مع وزير البيئة طارق الخطيب.
جمول: اليوم الوطني للسلاحف البحرية
وقال عضو لجنة الحياة البرية والمحميات وحدة المرصد الأخضر في جمعية “الجنوبيون الخضر” المتخصص في البيولوجيا البحرية بهاء جمول لـ greenarea.info: “يولي المرصد موضوع توثيق حالات التعدي ونفوق السلاحف البحرية – فضلاً عن باقي الحيوانات البحرية المهددة – إهتماماً خاصاً للدور الحيوي الذي تلعبه على الساحل اللبناني والمهددة بالإنقراض بفعل التلوث وإستخدام الشباك والديناميت وغيرها من طرق الصيد غير المشروعة”.
وأشار إلى أن “السلاحف البحرية مكون فريد في النظم الإيكولوجية المعقدة، لذلك فهي تعتبر مؤشر بيولوجي لصحة النظام البيئي البحري والساحلي، وتسهم في الحفاظ على التوازن البيئي لهذه النظم”.
ولفت جمول إلى “أهمية السلاحف على الصعيدين الاقتصادي والثقافي، سواءً في دورها البيولوجي هذا، وأيضا باعتبارها جزءا من الوعي الشعبي والتراثي ومصدرا لتعزيز السياحة البيئية. ومن هذا المنطلق جاءت مبادرة جمعية الجنوبيون الخضر في طرح اليوم الوطني للسلاحف البحرية، كإشارة لأهمية الحفاظ على هذا الكائن الحيوي المهدد بالانقراض والمحمي بموجب القانون اللبناني والإتفاقيات الدولية والتي لبنان عضو فيها، بالأخص إتفاقية التنوع البيولوجي 1992. ببساطة أكثر، تخيلوا عالماً لن تتاح فيه للأطفال الفرصة للتعرف على السلاحف البحرية أو معرفة ما تبدو عليه”.
عبود: مؤشر خطير على التردي البيئي
وقالت عضو لجنة العلاقات والاعلام في “الجنوبيون الخضر” المهندسة الزراعية ابنة بلدة عدلون آية عبود لـ greenarea.info: “هذه الحادثة ليست الاولى وسبق لنا ان وثقنا في الجمعية والمرصد الأخضر ثلاث حالات نفوق للسلاحف البحرية العام الماضي على طول شاطئ عدلون، ولا نستبعد ان يكون هناك حالات نفوق اخرى، بل نرجح ذلك، وهذا مؤشر خطير على التردي البيئي نتيجة التلوث ورمي الحبال والشباك في البحر واستخدام الديناميت، وهذه هي أكبر المشاكل والتحديات والمتواصلة والتي تهدد النظم الإيكولوجية وهو ما يؤثر على التنوع ووفرة مصائد الأسماك ويهدد لقمة عيش الصيادين وعوائلهم في المنطقة ككل وعلى اقتصاديات المنطقة”.
وأضافت: “من جهة اخرى، تؤكد هذه الحادثة على وجود نشاط للسلاحف البحرية على ساحل عدلون، وبالتالي على غنى المنطقة وتنوعها البيرلوجي، وهذا ما اكدت عليه الدراسات التي استندنا اليها في مقترحنا لاعلان الشاطئ على امتداد ٥ كلم جنوبي المرفأ الجديد محمية طبيعية وأثرية حيث توجد الاثار الفينيقية والرومانية”.
وناشدت عبود “وزارة البيئة والأجهزة الأمنية بالتدخل السريع لوقف هذه الأعمال واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الشاطئ”، لافتة إلى أن “هذا ما شدد عليه تقرير مشروع “مراقبة المصادر البيئية في لبنان” والصادر في آب (أغسطس) 2012 والذي أشرفت عليه وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة، واوصت الوزارات المختصة التدخل لحمايته باعتباره موقعا ذي ” أولوية قصوى” للحماية وإعلان الموقع محمية طبيعية وأثرية من موقع المرفأ وإلى الجنوب منه أي على مسافة تمتد 5 كلم إلى الجنوب من الشاطئ علماً أن الشاطئ هو 9 كلم عقارياً ليكون مقدمة لبناء بنية تنموية للبلدة العزيزة على قلوبنا جميعاً”.
وختمت عبود شاكرة بإسم الجمعية أهالي البلدة والاصدقاء فيها الذين يبلغون عن حالات نفوق السلاحف، وكذلك الامر للذين يشاركون الجمعية القلق حيال ما يجري في المنطقة”.