يتكشف يوما بعد يوم الحجم الهائل للتلوث ونتائجه على الصحة العامة، يكفي أنه نذكر أنه في العام 2015 – بحسب دراسة نشرت نتائجها في منتصف شهر شباط (فبراير) الماضي 2017 – قضى أكثر من أربعة ملايين شخص بسبب تلوث الهواء، أكثر من نصفهم في الصين والهند الدولتين اللتين تعانيان من أعلى مستويات التلوث في العالم.

وأشار موقع معهد “هيلث إيفكتس إنستيتيوت” Health Effects Institute في ولاية ماساشوستس الأميركية، إلى أن العام 2015 شهد مقتل 2.2 مليون نسمة نتيجة التلوث وآثاره في الصين والهند، ولفت المعهد خلال تدشين قاعدة بيانات حول التأثير العالمي للتلوث على الصحة- أن نحو 92 بالمئة من سكان العالم يعيشون في مناطق يعتبر الهواء فيها الهواء ملوثا وغير صحي.

وخلصت نتائج الدراسة إلى أنه تم تسجيل 1.1 مليون حالة وفاة مبكرة في كل من الصين والهند.

 

وفيات الأطفال دون الخامسة

 

وفي تقرير صدر يوم أمس الإثنين 6 آذار (مارس) الجاري، قالت “منظمة الصحة العالمية” World Health Organization الـ WHO إن “ربع حالات الوفاة العالمية لأطفال دون الخامسة يعود إلى البيئات غير الصحية أو الملوثة، بما في ذلك المياه غير النظيفة والهواء الملوث والتدخين السلبي وانعدام أو عدم كفاية النظافة”.

وجاء التقرير صادما في ما خلص إليه، إذ أشار إلى أن مثل هذه البيئات غير الصحية والملوثة يمكن أن تؤدي إلى حالات إسهال وملاريا والتهاب رئوي، وتودي بحياة 1.7 مليون طفل سنويا.

واعتبرت مارغريت تشان Margaret Chan المدير العام لـ “منظمة الصحة العالمية” World Health Organization في بيان نشرته “رويترز” إن “البيئة الملوثة بيئة قاتلة… ولا سيما للأطفال الصغار دون الخامسة”.

واضافت تشان: “أعضاء أجسام الأطفال وأجهزتهم المناعية التي في طور النمو وأجسامهم، ومسالكهم التنفسية الأصغر تجعلهم يتأثرون بسرعة بشكل خاص للهواء والماء الملوثين”.

 

الخطر مدى الحياة

 

وذكرت المنظمة في تقريرها أيضا “إن التعرض الضار يمكن أن يبدأ والطفل جنين في رحم أمه وهو في طور النمو، ثم يستمر بعد ذلك إذا تعرض الرضع والأطفال الصغار للهواء الملوث في الداخل والخارج وللتدخين السلبي”.

وشدد التقرير على أن هذا الأمر يزيد، وعلى نحو كبير من خطر تعرض الأطفال للالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى الخطر مدى حياتهم من الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل الربو. وقال التقرير إن تلوث الهواء يزيد أيضا من الخطر مدى الحياة من الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية والسرطان.

ورأت الدكتورة ماريا نيرا Maria Neira، وهي خبيرة في “منظمة الصحة العالمية” World Health Organizationفي مجال الصحة العامة، أن الأطفال يدفعون الثمن باهظا، سواء من حيث الوفيات والأمراض، وحثت الحكومات في مختلف دول العالم على بذل المزيد من الجهود لجعل جميع الأماكن آمنة للأطفال.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This