بعد تقرير صادم حذرت فيه من أن ما يصل إلى 1.7 مليون طفل في كافة أرجاء العالم، أو واحد من كل أربعة أطفال دون سن الخامسة يموتون سنويا جراء التلوث (راجع greenarea.info)، عرضت “منظمة الصحة العالمية” في تقرير صدر أمس لمخاطر التلوث الناجم عن زيادة حجم النفايات الإلكترونية والكهربائية بنسبة 19 بالمئة بين عامي 2014 و2018، لتصل إلى 50 مليون طن متري بحلول عام 2018، وحذرت من أن هذه المشكلة تهدد الصحة بشكل عام والأطفال على نحو خاص”.

وتعتبر النفايات الإلكترونية المكونة من أجهزة كمبيوتر مستعملة وهواتف خلوية وبطاريات وآلات كهربائية منزلية، والتي يتم التخلص منها حرقا أو رميا في الطبيعة خطرا على البيئة والصحة في آن، خصوصا وأنه تحتوي على نسب عالية من المواد السامة، وأخطرها: الزئبق، الرصاص والزرنيخ. وعندما تجد النفايات الإلكترونية طريقها للمكبات الخاصة، فإن تلك المواد السامة تبدأ بالتسرب للخارج الأمر الذي يتسبب بتلويث التربة والماء والهواء، ما يتسبب بالكثير من المشاكل الصحية.

 

إعادة التدوير

 

وتتخلص الدول الصناعية من هذه المخلفات الصناعية الإلكترونية عن طريق تصديرها إلى الدول الفقيرة والنامية، علما أن إعادة تدويرها واستخلاص المعادن الموجودة داخلها، وإعادة استخدام ما تبقى منها يعتبر الخيار الأمثل الذي يمكن من مواجهة التهديد الذي تتسبب به، إلا أن الدول الصناعية تؤثر ترحيلها بدلا من معالجتها وإعادة تدويرها، الأمر الذي يزيد الأعباء البيئية والصحية على سكان الدول الفقيرة، التي غالبا ما توظف الأطفال في مجال استخراج المعادن القابلة لإعادة الاستخدام.

وجاء تقرير منظمة الصحة تحت عنوان “لا تلوث في المستقبل! تأثير البيئة على صحة الأطفال”، وأشارت فيه إلى أن نحو 270 ألف طفل يموتون خلال الشهر الأول من العمر بسبب ظروف مثل الولادة المبكرة التي يمكن الوقاية منها من خلال الحصول على المياه النظيفة وتوفير خدمات الصرف الصحي في المرافق الصحية، فضلا عن الحد من تلوث الهواء.

ولفت التقرير أن حوالي 570 ألف طفل دون سن 5 أعوام يموتون سنوياً من جراء أمراض الجهاز التنفسي من قبيل الالتهاب الرئوي الناجم عن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة وفي الأماكن المفتوحة ودخان التبغ غير المباشر.

 

الصحة البيئية للأطفال

 

وبحسب التقرير أيضا، يتعرض 361 ألف طفل دون سن 5 أعوام للوفاة بسبب الإسهال، نتيجة لصعوبة الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي، فيما يموت 200 ألف طفل دون سن الخامسة بسبب الإصابات غير المتعمدة المعزوة إلى البيئة، مثل حالات التسمم والسقوط والغرق.

ويتعرض الأطفال بشكل متزايد للمواد الكيميائية الضارة عن طريق الغذاء والماء والهواء والمنتجات المحيطة بهم. وفي نهاية المطاف فإن المواد الكيميائية، مثل الفلورايد والرصاص والمبيدات الحشرية المحتوية على الزئبق والملوثات العضوية الثابتة، وغيرها من السلع المصنعة تجد طريقها إلى سلسلة الغذاء. وعلى الرغم من تخلص جميع البلدان تقريباً بالتدريج من البنزين المحتوي على الرصاص، لا يزال الرصاص ينتشر على نطاق واسع في الدهانات، ما يؤثر على نمو الدماغ.

وتسعى الأمم المتحدة للصحة بالتعاون مع البلدان المتقدمة إلى وضع مجموعة من الأهداف التنموية لتوجيه التدخلات المتعلقة بالصحة البيئية للأطفال، فضلا عن وضع نهاية لوفيات المواليد والأطفال حديثي الولادة والأطفال دون سن الخامسة بحلول عام 2030.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This