يعود أصل الاسم الحقيقي لجزيرة أرواد السورية الجميلة، والصديقة الحميمة للبيئة، الى الكلمة اليونانية “أرادوس”، في حين أسماها الفينيقيون “أرفاد” أي الملجأ أو الملاذ، ويبلغ طول الجزيرة حوالي 700م وعرضها بحدود 500م، وجيولوجياً تعود الصخور السطحية في الجزيرة، والتي لا ترتفع عن سطح البحر أكثر من  14م، الى العصر الجيولوجي الرابع، لتأتي تحتها صخور رملية من العصر البليوسيني من العصر الثالث، تليها طبقة من صخور المارن والغضار والكلس من العصر الكريتاسي من العصر الثاني.

يعتمد سكان الجزيرة المقيمون (حوالي تسعة آلاف نسمة)، بشكل أساسي على صيد السمك، وصناعة المراكب وصيانتها، حيث تبلغ حصة أرواد 30 بالمئة من مجموع قوارب الصيد الموجودة على شواطىء طرطوس (1500 قارب)، ما يدل على أن الأرواديون يعشقون البحر وكل ما يمت له بصلة، من الصيد الى صناعة القوارب مروراً باستخراج الاسفنج وثمار البحر من القاع.

 

حصاد المياه العذبة

 

إضافة الى شهرتهم في صيد مختلف أنواع الأسماك مثل السلطان إِبراهيم، الفريدي، السردين، البلاميدا (الطون) والسرغوس. اشتهر الأرواديون، منذ القدم، بكونهم يصيدون المياه العذبة من قلب البحر، وذلك للتغلب على مشكلة نقص المياه العذبة الصالحة للشرب، فبعد أن اكتشفوا وجود فوارات (ينابيع) من المياه العذبة في قاع البحر، على الطريق بين الجزيرة واليابسة بعمق 10 – 7م، أبدعوا في استخراجها، مستخدمين أداة كبيرة مصنوعة من الرصاص تشبه جرس الكنيسة، وتتصل بأنبوب نحاسي أو جلدي يصل الى سطح الماء، وبمجرد تنكيس الجرس على النبع، تخرج المياه عبر الأنبوب لتصب في حوض مخصص لها. ذلك حتى عام 1953 حيث بدأ الارواديون بحفر أباراً في الجزيرة، ليشربوا من مياهها العذبة.

ورغم ان مياه نهر “السن” قد وصلت الى الجزيرة عام 1993، إلا أن بعض السكان لا يزالون يجمعون مياه الامطار في أحواضٍ وحفر موجود في البيوت.

 

صديقة للبيئة… ولكن

 

يعيش سكان الجزيرة الذين يبلغ عددهم حوالي تسعة آلاف نسمة على 50 بالمئة من مساحتها فقط، لأن الباقي صخور وتربة وما يحيط بها، لا يستخدمون اي نوع من وسائل النقل عدا الدراجات الهوائية، في حين تتزود الجزيرة بالطاقة الكهربائية والهاتف عن طريق كابلات ممدودة في قاع البحر عبر الشبكة السورية للكهرباء والهاتف، ويطلق عليها السكان المحليون اسم (الزيرة)، ومؤخراً اتجه معظم السكان الى استخدام نظام الطاقة الشمسية، ومن الجدير ذكره أنه لا توجد على الجزيرة أي منشأة صناعية ملوثة للبيئة.

كل ذلك والجزيرة تعاني من التلوث، بسبب وجود مكب للنفايات، يشكل مصدراً مهماً لتلوث مياه البحر، حيث تجتمع على شواطىء الجزيرة، كل أنواع النفايات ابتداء بما ترميه السفن العابرة والراسية في ميناء طرطوس، الى الكميات الهائلة من أكياس النايلون وعلب الكرتون وغيرها من النفايات التي يتركها الزائرون يومياً، وليس انتهاء بما يتركه عمال النظافة بعد فرزهم للعبوات الفارغة بأنواعها البلاستيكية، الزجاجية والمعدنية، كذلك تعتبر مياه الصرف الصحي الآتية من مدينة طرطوس ملوثاً خطيراً لشواطىء الجزيرة.

 

هل من مهرب

 

توجد الى الجنوب من جزيرة “أرواد” الواقعة أمام “طرطوس” أربعة جزرٍ صغيرة هادئة ونظيفة، وهي بالترتيب: النمل، العباس، أبوعلي والمخروط، يلجأ اليها السياح الذين يحبون الغطس والسباحة.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This