خلصت تقارير علمية حديثة إلى نتائج غير متوقعة حول تغير درجة حرارة المحيطات، ما يعني إعادة النظر في كل السجلات والتقارير السابقة، فضلا عن فهم أوضح وأدق لظاهرة الاحترار العالمي، خصوصا وأن التقارير الجديدة بينت بما لا يقبل الشك أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات تجاوز التقديرات السابقة.
وبحسب هذه التقارير، فإن ارتفاع درجة حرارة المحيطات ازداد بنسبة 13 بالمئة أسرع مما كان يعتقده الخبراء سابقا، ما يعني أن ثمة تسارعا أكبر في مجال تطور ظاهرة الاحتباس الحراري، ما يفترض إعادة النظر في تقييم هذه الظاهرة.
وبجسب موقع صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية، فقد جاء هذا الاكتشاف بعد أن قام الباحثون بتصحيح البيانات القديمة، بالتنسيق مع البيانات الجديدة وتطبيقها من خلال نموذج المناخ.
تغير المناخ في المستقبل
ووجد الباحثون ارتفاعا واضحا في حرارة المحيطات العام 1992، حيث كانت درجات الحرارة ضعف ما هي عليه في العام 1960، واعتبروا أن “هذا ما أدى إلى حدوث الفيضانات والجفاف”.
وقاد هذا البحث عدد من العلماء في “المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي” National Center for Atmospheric Research (NCAR)، وأظهرت النتائج ارتفاع في درجات الحرارة بنسبة 13 بالمئة أسرع مما كان يُعتقد في السابق.
وتستند الدراسة التي نُشرت في مجلة Science Advances، إلى تحليل التغير في درجات حرارة المحيطات منذ العام 1960، حيث تخزن المحيطات نحو 90 بالمئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ما يشير إلى كيفية تغير المناخ في المستقبل.
وجُمعت معظم البيانات بين عامي 1940 و2000، اعتمادا على أجهزة استشعار صغيرة تسمى “XBTs”، والتي كان يُعتمد عليها في طرق الملاحة الرئيسية منذ الأربعينيات من القرن الماضي.
وكانت النتائج محصورة إلى حد كبير في نصف الكرة الشمالي، حيث جُمعت عينات أقل في الجنوب، كما كان هنالك حد أدنى من البيانات في المناطق المغطاة بالجليد.
تحليل شامل لدرجة حرارة المحيطات
وشكّل هذا التباين في عملية جمع البيانات عائقا رئيسيا في تحقيق فهم أفضل لدرجات الحرارة العالمية. وقام الباحثون بتصحيح الملاحظات المحيطية التاريخية من خلال مقارنتها مع إشارات درجات الحرارة التي تم تحليلها بالكامل من قبل معدات Argo.
وأنشأ الباحثون سجلا محدثا لتغير درجة حرارة المحيطات بين عامي 1960 و2015، حيث أتاحت المعدات الحديثة إمكانية دراسة درجات الحرارة المرتفعة بدقة أكبر.
وانتشرت نحو 3500 من العوامات عبر المحيطات، وذلك لإرسال البيانات لاسلكيا إلى الأقمار الصناعية، من أجل إجراء تحليل شامل لدرجة حرارة المحيطات.
وقال العالم، كيفين ترنبيرت Kevin Trenberth، الباحث المشارك في الدراسة: “إن كوكب الأرض يزداد سخونة أكثر بكثير مما كنا نظن سابقا”، بحسب ما أشار موقع “روسيا الآن”.
وأظهرت الدراسة أيضا أن المحيط الأطلسي والهندي يزداد سخونة في الآونة الأخيرة، وهذا يعني أن المحيطات تؤثر على الطقس والمناخ، مع ارتفاع موجات الحر والجفاف وحرائق الغابات.