كأنه لا يكفي المحيطات والبحار ما تتعرض له من تبعات خطيرة ناجمة عن ظاهرة الاحترار العالمي، لتواجه أيضا التلوث والصيد الجائر، ما يعني أن ثمة أخطارا مضاعفة تستهدف الثروة السمكية، وما تمثل من مصدر أساسي للغذاء، فضلا عن تهديدات تطاول النظم الإيكولوجية البحرية.
وعندما نتحدث عن المحيطات، فإننا نقصد الجزء الأكبر من الغلاف المائي على سطح الأرض، والمياه هي مصدر على “الكوكب الأرزق”، خصوصا وأنها تحتل نحو 71 بالمئة من مساحة الأرض، أي ما يعادل 510 مليون كيلومترا مربعا.
ولمعرفة أهمية المحيطات، لا بد من الإشارة إلى أنها تشكل جزءا لا يتجزأ من كافة أشكال الحياة المعروفة، وتعتبر أيضا جزءا من دورة الكربون، ومن تأثيرات وأنماط المناخ والطقس، فضلا عن أن تقديرات العلماء تشير إلى أن هناك أكثر من مليوني نوع من أنواع المخلوقات البحرية.
حوض سباحة للنفايات!
وفي هذا المجال، أطلق جوزيه غرازيانو دا سيلفا José Graziano da Silva المدير العام لـ “منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة” Food and Agriculture Organization of the United Nations الـ “فاو” FAO يوم الجمعة الماضي 24 آذار (مارس) الجاري نداء، دعا خلاله العالم إلى الكف عن التعامل مع المحيطات وكأنها “حوض سباحة للنفايات” لمنع التلوث، وذلك مع انطلاق سفينة أبحاث قيمتها 65 مليون دولار في أوسلو لمساعدة الدول في إدارة ثرواتها السمكية.
وستساعد السفينة التي تحمل اسم “د. فريتجوف نانسن” Dr Fridtjof Nansen ويبلغ طولها 75 مترا، وتمولها دولة النرويج في معرفة مخزونات الأسماك، خصوصا قبالة أفريقيا، من أجل تجنب الصيد الجائر والتلوث اللذين استنفدا الكثير من الثروات السمكية على مستوى العالم.
وستبدأ السفينة، بحسب “رويترز”، أول مهمة لرسم الخرائط قبالة غرب أفريقيا في أيار (مايو) المقبل، وذلك ضمن برنامج مشترك بين هيئات ومؤسسات الأمم المتحدة المعنية والنرويج.
وقال غرازيانو دا سيلفا بالمناسبة: “لقد غرسنا هذه الفكرة لفترة طويلة وهي أن المحيط مثل حوض سباحة للنفايات حيث نلقي به بكل ما لا نحتاجه”، مضيفا أن “هذا المفهوم يجب أن يتغير.”
الصيد الجائر
وشاركت رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرغ Erna Solberg في مراسم تدشين السفينة المزودة بمعدات عالية التقنية من أجهزة الموجات فوق الصوتية إلى المعامل وغيرها من مستلزمات البحث العلمي.
وقالت سولبرغ لرويترز أن “أكبر مشكلة على مستوى العالم هي أننا نمارس الصيد الجائر… لأن الرقابة محدودة جدا”. ويزيد التلوث، الذي يتراوح من المخلفات الصناعية إلى الأكياس البلاستيكية التي تستعملها الأسر، بالإضافة إلى التغير المناخي من الضغوط البيئية على المحيطات.
وتعتبر هذه السفينة النسخة الأحدث من سفينة أبحاث حملت نفس الاسم، وعملت قبالة الساحل من أجل أكثر من 60 دولة في العقود الأخيرة الماضية، ما ساعد في تحديد مناطق الصيد من نيكاراغوا إلى سريلانكا.