حذر تنظيم “داعش” من أن سد الفرات في مدينة الطبقة يواجه خطر الانهيار بسبب ضربات التحالف، ما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واقتصادية في العراق. وقال “داعش” في بيان، إن سد الفرات يواجه خطر الانهيار الوشيك بسبب الضربات الجوية وارتفاع منسوب المياه، وإنه توقف عن العمل وتم إغلاق كل فتحات الفيضان، بينما أفادت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم بأن السد “مهدد بالانهيار في أية لحظة نتيجة الضربات الأميركية وبسبب الارتفاع الكبير في منسوب المياه التي يحجزها السد”.

والسد الواقع على نهر الفرات على بعد نحو أربعين كيلومتر من معقل “داعش” في الرقة هو أكبر سد في سوريا، وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنه علم من مصادره الخاصة أن السد توقف عن العمل، لكن “داعش” ما زال يسيطر على منشآت التشغيل ومولدات الطاقة.

ونقلت وسائل إعلام إلكترونية في دمشق عن مدير “المؤسسة العامة لسد الفرات” نجم صالح، قوله إن السد “تعرض لضرر كبير نتيجة غارات التحالف الدولي، الأمر الذي يهدد الحياة بشكل كامل في محافظتي الرقة ودير الزور، وصولاً إلى الداخل العراقي”. وأضاف: “الكارثة بدأت بالفعل، غرف التحكم انهارت، الوضع كارثي، يجب أن تتوقف الولايات المتحدة الأميركية فورا،

ويجب البحث عن سبيل لإدخال فرقة إنقاذ سريعة لمحاولة معالجة ما يمكن معالجته وإلا فإن الكارثة ستقع لا محالة”.

لم يأتِ التحذير من جهة واحدة، بل حذرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من فيضان كارثي في سوريا في حال انهار سد الفرات بسبب ارتفاع منسوب المياه واجراءات تنظيم الدولة، والضربات الجوية التي ينفذها التحالف تحديداً عند سد الطبقة (الفرات) المعرض للخطر نتيجة ارتفاع منسوب المياه والإجراءات التي يتخذها “داعش” الذي يسيطر على السد، فضلاً عن الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وقال تقرير للأمم المتحدة إن منسوب مياه النهر ارتفع حوالي عشرة أمتار منذ 24 كانون الثاني (يناير) لأسباب عدة، بينها سقوط الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة، إضافة إلى فتح “داعش” ثلاث بوابات للسد، ما أدى إلى غمر المناطق الواقعة على ضفتي النهر باتجاه المصب بالمياه. وأضاف: “وفقاً للخبراء المحليين، فإن أي ارتفاع آخر في منسوب المياه سيغمر قطاعات ضخمة من الأراضي الزراعية على طول النهر، وقد يضر بسد الطبقة، الأمر الذي ستكون له تداعيات إنسانية كارثية في كل المناطق ناحية المصب”.

وأكد التقرير أن أضراراً لحقت بالفعل بمدخل السد نتيجة الضربات الجوية للتحالف الدولي، مشيراً على سبيل المثال إلى أن ضربات جوية على ريف الرقة الغربي يوم 16 كانون الثاني (يناير) أضرت بمدخل سد الفرات، محذراً من أن أي أضرار أخرى قد تلحق بالسد ستؤدي إلى فيضان واسع النطاق بالرقة وحتى دير الزور التي تبعد 140 كيلومتراً عن الرقة باتجاه المصب ويحاصرها تنظيم “داعش”، وتضم العديد من الحقول النفطية.

يبلغ طول سد الفرات 4500 متر، بارتفاع يتجاوز الستين مترا، وتتشكل خلفه بحيرة كبيرة بطول 80 كيلومتر وعرض 8 كيلومترات وتحتجز كمية مياه تبلغ 14 بليون متر مكعب، وفي حال انهيار السد، فإن المياه ستغمر محافظة الرقة بارتفاع يصل إلى 15 مترا، ومحافظة دير

الزور بارتفاع يصل إلى نحو 4 أمتار، بالإضافة إلى غمر أجزاء من العراق بارتفاع يصل إلى نحو 3 أمتار، فيما شهدت محافظة الرقة حركة نزوح كبيرة من السكان، بعدما أذاع “داعش” خبر تضرر السد عبر مكبرات الصوت، إضافة إلى نشر الخبر وتعميمه عبر جميع وسائل الإعلام التابعة له.

وقد بدأ الآلاف من سكان مدينة الرقة السورية بالخروج من المدينة والتوجه الى الريف الشمالي والجنوبي. ووفق تقديرات مختلفة، فإن انهيار السد خلال أقل من عشر دقائق، سوف يؤدي إلى تدفق المياه إلى سد البعث، الذي يبتعد عن سد الفرات نحو 30 كيلومتراً، ويحجز في بحيرته 90 مليون متر مكعب من المياه، وستجرفه السيول لينضم إلى الكارثة متجهاً إلى الرقة، بسرعة تتجاوز 120 كيلومتراً/ساعة، وخلال أقل من نصف ساعة ستصل المياه إلى الرقة، وتغمرها بارتفاع قد يتجاوز 20 متراً، وخلال ساعتين ستصل إلى دير الزور ومنها إلى البوكمال والعراق.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This