كم من المرات سمعنا أن شخصا فقد بصره بسبب العدسات اللاصقة، فإلى أي مدى يعتبر هذا الأمر صحيحا؟ وهل المسألة متوقفة على نوعية العدسات فحسب، أم أنها مرتبطة بسوء استعمالها وقلة التوعية في التوجيه والتثقيف الصحي؟
استعمال العدسات اللاصقة ليس فقط للتباهي بجمال العيون أو للتخلص من النظارات، انما للضرورة احكام صحية لا بد من التعرف عليها من خلال أخصائيين في طب العيون، شددوا على اهمية الحفاظ على نظافة العدسات اللاصقة.
حوادث عدة حصلت نتيجة سوء استعمال العدسة اللاصقة، خصوصا وأنها أدت إلى فقدان النظر في بعض الاحيان، والجدير ذكره ان الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب القرنية الشوكميبي، هم أولئك الذين يرتدون العدسات حيث تصاب العين بطفيلة اسمها الأميبية، تتواجد ما بين السطح الداخلي للعدسة ومقلة العين يسمح لها باختراق القرنية، ولذلك من المهم استخدام محاليل تعقيم خاصة لغسل العدسات، لأنه إذا انتشرت في العين فقد تهدد العصب البصري.
انطلاقا من ذلك، ومن كثرة ما سمعناه من أناس كانوا ضحية سوء استعمال العدسة اللاصقة من دون أي توجيه لجهة طريقة وضعها، التقى greenarea.info أخصائيين في مجال طب العيون، بينوا السبل الأنجع لاستخدام العدسات.
تجريح متكرر للقرنية
بدأيةً، قال الدكتور وليد شيخاني: “ان سوء استخدام العدسات اللاصقة قد يلحق الاذى في العيون إذا لم يحسن استعمالها بشكل صحيح، لأنه في اغلب الاحيان لا يتم استشارة الطبيب المختص، بل يتوجه الناس إلى مراكز بيع النظارات لشرائها من دون أي توجيه في اختيارها، وإذا كانت مفيدة في استعمالها، علما أن أي خطأ من هذا النوع يؤدي إلى تمزق في القرنية مثلما حصل مع أحد المرضى، وقد عالجته من الآثار السلبية، أي تجرح القرنية، وهذا ما يؤدي في ما بعد إلى التهاب جرثومي في العين يحتاج إلى معالجة الطبيب المختص في العيون”.
وأضاف: “من هنا، وتجنبا لحصول أي ضرر، فمن الافضل اللجوء إلى طبيب العيون لتحديد نوعية استعمال العدسة اللاصقة، ومن الافضل استعمال عدسة one day أي الاستعمال اليومي، حيث ليس هناك من استعمال مكثف للعدسة نفسها وخطورة نقل الجراثيم، كما يجب التركيز على نظافة العدسة حتى لا نصل في ما بعد إلى تداعيات اكبر كفقدان النظر، عدا عن أنه من غير المستحسن استعمال العدسة اللاصقة إذا كان العين فيها مشكلة مثل نشفان الدمع او مشاكل في القرنية، وحده الطبيب المختص في العيون يحدد ذلك، كما ننصح ان لا نترك العدسة اللاصقة في العين اثناء النوم، تجنيا لأي تعرض لتجرح في القرنية، مع ضرورة اتباع النظافة، وغسل اليدين باستمرار اثناء استعمال العدسة اللاصقة تفاديا لأي حصول التهابات حادة في العين”.
التهاب المتكرر في العين
من جهته، قال الدكتور جهاد منسى: “هناك ارشادات صحية لا بد من الاخذ بها، خصوصا لدى الذين يستعملون العدسة اللاصقة، والتشديد في استخدام نوعية جيدة منها، ومن الضروري إراحة العين من دون الأكثار في استعمال العدسة لوقت طويل في النهار، ونزعها عن العين اثناء النوم، ففي الليل لا تفرز العين الكثير من الدمع، مما يؤدي إلى تجرح في القرنية، إلى حد أنها تزيد من التهاب شبكة العين، أما إذا احمرت العين فيجب فورا نزع العدسة تجنبا لأي مضاعفات صحية في القرنية، وإذا استمر الاحمرار اكثر من 24 ساعة يجب استشارة الطبيب فورا مع التنبه أنه احيانا لا يعرف المريض أن لديه نشافا في دمع العين فيضع العدسة دون استشارة الطبيب، عندها يلحق الاذى في القرنية دون ان يدري بذلك، كما وأنه إذا اهمل حالته المرضية لفترة طويلة دون علاج فقد يصل به الأمر إلى العمى، وهذه الحالات نادرا ما تحصل”.
قلة النظافة
أما الدكتور عبدو خوري، فقال: “من مساوىء العدسة اللاصقة أنها قد تزيد من الحساسية في العين، فمن الافضل عدم وضعها بشكل متواصل حتى تظل العين مرتاحة، كما وأنه يجب التنبه على استعمال نوعية جيدة من سائل تعقيم العدسة، لأن سوء اختيار النوعية قد يؤذي ويؤدي إلى الاحمرار في العيون، لذا من الافضل استعمال العدسة اليومية التي تستعمل لمرة واحدة في اليوم، وليس العدسات المخصصة للاستعمال الطويل، كي لا يتراكم أي شيء من البروتينات على العين يتسبب بالاذى، فقلة النظافة وترك العدسة لاكثر من يوم تجرح الشبكة إلى حد الاذى، وتزيد من التهاب جرثومي مؤذ في حال لم تتم المعالجة السريعة التي من الممكن ان توصل للعمى، لذا نشدد على ضرورة استشارة الطبيب المختص بالعيون قبل استعمال أي من العدسات اللاصقة لحماية صحة العين من أي مضاعفات تلحق الاذى بها”.