كل المخلفات الناتجة عن النشاطات الطبية والتي تتكون من أنسجة بشرية، دماء، سوائل الجسم البشري وإفرازاته المتعددة، اضافة الى الأدوية والمنتجات الصيدلانية والمخبرية الأخرى، والنفايات الناتجة من مراكز ومختبرات الأبحاث التي تحتوي على الجزيئات الحيوية أو الكائنات العضوية والمخلفات الكيميائية والمشعة تصنف على أنها نفايات طبية.
والنفايات الطبية قد تكون صلبة نذكر منها: المحاقن، المحاقن، الشاش والضمادات، القفازات، أعواد التنظيف، ملابس أقسام الجراحة، الادوات الحادة، الشفرات، إبر الخياطة، الانابيب الزجاجية الشعرية، المشارط والمباضع الملوثة سواء مستخدمة أو غير مستخدمة، والألبسة والمفروشات، إضافة إلى العبوات البلاستيكية والزجاجية الفارغة والأجهزة البلاستيكية التي تستعمل مرة واحدة، وغيرها من الادوات الطبية التي قد تكون تعرضت للاتصال المباشر مع الدم أو سوائل أجسام المرضى.
وهناك نفايات طبية سائلة، فبالاضافة الى المجموعات الحيوية الدقيقة والانسجة البشرية، الدماء والأمصال، والمواد الكيميائية اللازمة لإجراء التحاليل المخبرية، ويصنف بعضها على أنه شديد الخطورة، مثل: المواد الكيماوية المستخدمة في الإجراءات الطبية والمواد المشعة التي تستخدم بالحقن الوريدي أو بالزرع الموضعي، وبقايا عبوات الأدوية المسرطنة التي توثر على الـDNA، إضافة إلى مخلفات المريض العضوية “براز وبول” الذي يعالج بالمواد المشعة.
هناك عدد كبير من طرق التخلص من النفايات الطبية، حيث يمكن حرقها أو وضعها بأجهزة التعقيم المتطورة وغيرها، وعلى الرغم من أن هذا هو الاسلوب الصحيح، إلا ان بعض المؤسسات الصحية في سوريا لا تزال تخالف القوانين والانظمة. لكن مشفى الشهيد مجد عبدلله في طرطوس له تجربة رائدة في التخلص من هذه النفايات، ذلك لعلم إدارته بأن التخلص غير الصحيح من النفايات ممكن أن يسبب أضراراً خطيرة وكثيرة في البيئة وفي صحة الانسان.
وفي هذا المجال، تقول مديرة المستشفى الدكتورة ريم العاتكي لـ greenarea.info: نقوم منذ فترة بجمع النفايات الطبية اسبوعياً في حاويات مانعة للتسرب، وقوية بما في الكفاية لمنع حدوث كسر فيها اثناء نقلها، وقد تصل كمية النفايات الطبية في المستشفى، نتيجة الضغط المتزايد بسبب الحرب الدائرة في البلاد الى مايقارب 1200كلغ شهرياً، تُرحل جميعها الى وادي البصة (محافظة اللاذقية) حيث يتم التخلص منها، وتشرف على عملية فرز النفايات لجان خاصة، تحت اشراف اطباء من كادر المستشفى ذاته.
تضيف العاتكي: “تبدأ عملية معالجة النفايات الطبية منذ دخول المريض الى المستشفى، وتجري عملية الفرز في صناديق معقمة ومحكمة الاغلاق، وفي أكياس ملونة تحمل أرقاماً خاصة تحدد نوع النفايات ومستوى خطورتها لمنع اختلاطها بالنفايات العامة، كل منها يدل على نوع النفايات التي في داخله، على سبيل المثال، الابر والضمادات المتسخة بالدم يجب التخلص منها جميعها في الحقائب او الصناديق ذات اللون الاحمر حيث يتم لاحقاً حرقها”.
وعلم greenarea.info أنه وعلى الرغم من أن المستشفى يفرز تلك النفايات إلا أن العملية لا تكتمل، فالشركة المسؤولة عن النقل والتخلص من النفايات لا تهتم بإعادة تدوير تلك المخلفات الطبية.
وعن النفايات الطبية السائلة تقول مديرة مستشفى التوليد في طرطوس: “ينتج عن كمية العمليات الجراحية الهائلة التي نجريها كمستشفى متخصص في التوليد والامراض النسائية، كافة أنواع الأنسجة البشرية، مشيمات، أجنة، دم وسوائل الجسم الأخرى التي يلزم التخلص منها، وهذه لها طريقة خاصة، فالسوائل نلقيها في شبكة الصرف الصحي وذلك بشرط القاء كميات كبيرة من المواد المعقمة والمطهرات، وأهم المطهرات الكيميائية المستخدمة بهذه الطريقة ثاني أوكسيدات الكلورين CLOx وهيبوكلورين الصوديومNaClO وحمض الباراسيتيك CH3CO3 H، لمنع تراكم الدم والجراثيم الاخرى في المجاري، إلا أن هذه الطريقة لا تتبع لمعالجة الأنسجة البشرية أو الكيماويات الخطرة فالأجنة تسلم لأهلها، فيما يتم إرسال ما تبقى الى الدفن في مطمر خاص.
على الرغم من أن المحارق تنتج الديوكسين والفيوران، وهي من مسببات السرطان، وعلى الرغم من تحذير منظمة الصحة العالمية WOH الدائم، وعلى الرغم من كل المبادرات التي قدمتها منظمتا الصليب والهلال الاحمر لاستبدالها بتقنيات جديدة لمعالجة النفايات الطبية تعتبر صديقة للبيئة، إلا أن بعض المستشفيات في سوريا، وعلى عكس مستشفى الشهيد مجد عبدلله في طرطوس، لا تزال تستخدم المحارق للتخلص من النفايات الطبية، في الوقت الذي لا يعلم احد حجم الكارثة التي قد تسببها تلك النفايات والمحارق المستخدمة.
