في سياق متابعتها ورصدها لحالات الفقر وانعدام الأمن الغذائي، نسقت “منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة” Food and Agriculture Organization of the United Nations الـ “فاو” FAO اجتماعاً فنياً في بيروت، لتعزيز وبناء قدرة الحكومات على الحد من الفقر في المناطق الريفية من خلال وضع سياسات للحماية الاجتماعية في منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا.
وأشارت في بيان إلى أن الحماية الاجتماعية والسياسات الاجتماعية التي تحمي الفقراء في منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا محدودة، لا سيما في الأرياف حيث يعتمد أكثر من 70 بالمئة من الفقراء بشكل أساسي على الزراعة لتلبية حاجاتهم المعيشية، ولفتت إلى أن تجديد العقود الاجتماعية من خلال تعزيز الروابط بين الحماية الاجتماعية والتنمية الريفية يشكّل فرصة فريدة لتلبية احتياجات هذه الفئة من السكان.
لبنان وتزايد عدد اللاجئين
وقال ممثل منظمة الـ “فاو” FAO في لبنان موريس سعادة: “يعاني لبنان، كغيره من البلدان في منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا، من مشكلة الفقر ونقص ببرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وذلك بسبب الأزمات المتجددة نتيجة الصدمات الطبيعية أو تلك الناجمة من الانسان”.
وأضاف: “لقد أدى عدم الاستقرار السياسي في المنطقة إلى تزايد عدد اللاجئين، الأمر الذي أثر إلى حد كبير اقتصادياً واجتماعياً على لبنان وغيره من الدول المضيفة”. وأكد سعادة أن “منظمة الـ “فاو” FAO ستواصل تقديم دعمها للبنان وغيره من الدول في المنطقة لتطوير قطاع الزراعة وتعزيز صمود المجتمعات الريفية”.
وبإمكان منظمة الفاو استخدام برامج الحماية الاجتماعية كآلية مناسبة لاستدامة التنمية الريفية والحد من الفقر في الريف. فقد رسّخت مبادرة الـ “فاو” FAO الإقليمية للزراعة الأُسرية للحيازات الصغيرة دور المنظمة في مجال الحماية الاجتماعية في المنطقة.
آليات الحماية الاجتماعية
ومن جانبه، قال مدير تنفيذ مبادرة الـ “فاو” FAO الإقليمية بشأن الزراعة الاسرية للحيازات الصغيرة ألفريدو إمبيليا: “هذا الاجتماع الفني مهم للتوعية وبناء قدرات الحكومات في المنطقة. فمن الضروري لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا فهم آليات الحماية الاجتماعية خصوصا وأن نسبة البطالة فيها هي الأعلى في العالم”، ورأى أنه “يمكن لآليات الحماية الاجتماعية أن تكون مكملة لبرامج التنمية الريفية لزيادة الإنتاجية الزراعية وحماية سبل العيش في الأرياف”.
ويشكل هذا الاجتماع جزءاً من خطة التدخل لمبادرة الـ “فاو” FAO الإقليمية حول الزراعة الأسرية للحيازات الصغيرة، والتي بموجبها بدأت الدول الأعضاء في الـ “فاو” FAO بوضع استراتيجيات حول الحماية الاجتماعية كأداة لتقليص الفقر وتعزيز التنمية في الأرياف، كما إن هذا الاجتماع يطلع دول المنطقة على دور الـ “فاو” FAO في دعم تطوير مثل هذه الاستراتيجيات.
تقليص الفقر
وفي هذا السياق أيضا، قالت رئيسة فريق الحماية الاجتماعية في الـ “فاو” FAO نتاليا ويندر روسي: “الحماية الاجتماعية أساسية لتعزيز الإمكانيات الاقتصادية والإنتاجية للعائلات الريفية الفقيرة”، وأضافت: “لقد نجحت مثل هذه البرامج في تقليص الفقر في العديد من دول العالم”.
وأشارت روسي إلى أن الـ “فاو” FAO “اطلقت تقريراً عام 2016 حول التوجهات والآثار الإقليمية للحماية الاجتماعية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا”، وقالت أنه “يمكن لهذا التقرير أن يكون أساساً لتنفيذ استراتيجيات ضمن هذا المجال في المستقبل”.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع الفني عقد بين 29 و 30 آذار (مارس) 2017 وحضره حوالي 60 مشاركاً، بمن فيهم نظراء حكوميين من مصر وايران والعراق والكويت ولبنان والسودان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة واليمن.