بدأ موسم الفول الأخضر وبدأ الناس بتناوله بكثرة، انه لذيذ وهذا موسمه، لكن غالبا ما تتردد التحذيرات من خطورة تناوله بكثرة، كأن يقال لك “انتبه ما تفوّل… صحتك في خطر”، وهذا ما دفعنا للبحث مع الاطباء من ذوي الاختصاص خصوصا في امراض الدم حول السبب الذي قد يوصل الانسان الى هذه مرحلة الخطر، ولنسأل: هل كل شخص تناول كمية فائضة من الفول الاخضر يتعرض لخطر النزف والوفاة؟

 

التفوّل في الدم

 

ان “التفول” هو نوع من فقر الدم ناجم عن الحساسية من الفول، وهو مرض وراثي يحصل نتيجة خلل في عملية تصنيع انزيم يسمى G6PD، وهو أحد أكثر اضطرابات نقص الانزيمات انتشاراً في العالم، إذ يقدر عدد المصابين به بحوالي 400 الى 600 مليون شخص، إلا أن التفول ينتشر بشكل شبه حصري في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.

ويسبب فقدان هذا الانزيم G6PD تحللاً مفاجئاً لخلايا الدم الحمراء عند تعرض المريض لحبوب الفول (Fava beans)، مما يسبب “فقر الدم التحللي” واليرقان.

أما عن اعراضه فهي الشحوب والصداع والدوار وتغير لون البول ليصبح داكنا، كما وانه في اكثر الاحيان يصيب الأطفال حديثي الولادة، ويعرضهم لمشاكل صحية خطيرة في حال لم تكن ثمة معالجة ومتابعة.

تجدر الاشارة الى انه لا يوجد حتى الآن علاج شافٍ لمرض تكسر الدم الفولي، ولا يمكن منعه من الانتقال من جيل لآخر، ولكن تجرى أبحاث على العلاج بالجينات والخلايا الجذعية لإصلاح الجين المعطوب.

 

مرض وراثي لا علاج له

 

في هذا السياق، قال الأخصائي في أمراض الدم الدكتور نزار بيطار لـ greenarea.info: “عندما نسمع أن شخصا ما (فوّل) يعني ان لديه نقصا في انزيمG6pd ، ما يؤدي الى اكسدة في الدم، وهنا من الضروري ان لا يتناول الفول لكي لا يصاب بفقر دم انحلالي، وعادة الذي يصاب به يكون احد من العائلة قد نقله له وراثيا، باختصار انه مرض وراثي، لكننا نستطيع الكشف عنه عند الولادة من خلال اجراء فحص الدم لاي مولود، ومن الضروري معرفة ان المصاب بهذا الانزيم قد يتعرض للخطر الصحي ليس فقط لجهة تناول الفول فحسب، انما ايضا حتى ولو مر امام حقل مزروع بشتول من الفول وتنشق هواءه فإنه يعرض صحته للاذى، والجدير ذكره ان هذا المرض لا يصيب الذكور لان الجين المسؤول عن فبركة السبب المباشر للاصابة بالمرض موجود عند الذكور فقط، فضلا عن أن خطورة هذا المرض تطاول الاطفال الصغار لأنهم معرضون لخطر نزيفي في الدم”.

من جهة اخرى، أوضح الأخصائي في المختبرات الطبية الدكتور كريستيان حداد  لـgreenarea.info  انه “أن المرض هو نتيجة نقص في انزيم G6pd الذي يزيد من تفقع الكريات الحمراء ما يؤدي الى فقر الدم ونزيف، وللاسف هو متكاثر في مناطق الشمال وخصوصا في عكار، وهناك قرار اليوم بوجوب إخضاع حديثي الولادة لعدة فحوصات مخبرية لكشف نقص الانزيمG6pd ، خصوصا لدى العائلات الالكثر تعرضا لهذا  المرض الوراثي،  لاتخاذ الاجراءات الصحية الضرورية”

 

نزف خطير

 

وقال الأخصائي في طب الاطفال الدكتور روني صياد لـ greenarea.info: “إن أهم ما يجب معرفته هو أن الطفل الذي (يفوّل) يكون قد ولد ولديه نقصا في الانزيم G6pd، وكأطباء اطفال بتنا نكشتفه بسهولة من خلال إجراء فحوصات الدم التي تبين لنا ما اذا كان هناك تكسر في الكريات الحمراء التي في ما بعد تؤدي الى نزيف في الدم ومن ثم الى وفاة الطفل في حال ترك دون علاج، لذلك ما ان يتأكد الاهل من وجود دم في البول فورا عليهم معالجة الطفل في المستشفى لإعطائه الدم، لأن ليس هناك من دواء شاف لهذا المرض”.

وأخيرا شدد الأخصائي في طب الاطفال الدكتور روبير صاصي على الوقاية  من مرض التفول في الدم، وقال لـ greenarea.info: “لا شم ولا أكل ولا حتى الاقتراب من الفول لمن يعانون نقصا في انزيم G6pd، وهذه المسألة الوراثية دفعت بالمستشفيات في قسم الولادات إلى إجراء فحص الدم عن نقص في الانزيم المذكور لحديثي الولادة من اجل اتخاذ التدابير العلاجية اللازمة”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This