واجهت العالم في العام 2016 كوارث طبيعية لم يشهد مثيلاً لها منذ عقود، ولم تنته مع نهاية العام 2016، بل استمرت في بداية الـ 2017 لتشهد تغيرات مناخية غير مسبوقة في دول كثيرة.
أمطرت في الجزائر بعد حوالي 20 سنة من آخر تساقط للامطار، كما شهدت السعودية زخّات قوية في عاصمتها الرياض أرفقت بثلوج ورياح، وتحوّلت الكويت الى دولة أبرد من المعتاد. ولم تكن الدول الاجنبية عصيّة على التغيرات المناخية، بل طاولتها ايضاً الفيضانات والرياح العاتية، تماماً كأستراليا التي اجتاحتها العواصف فشرّدت الكثيرين خارج قراهم، فضلاً عن الفيضانات التي لم تستثن لا حجرا ولا بشرا في كولومبيا، ناهيك عن الاعاصير التي وصلت ذروتها مع إعصار “ماثيو” الذي ضرب منطقة غرب المحيط الأطلنطي بالقرب من منطقة الكاريبي وسواحل جنوب شرق الولايات المتحدة، وتم تصنيفه من الدرجة الخامسة.
وبينما صنّف العام 2016 موسم الاعاصير الاطلسية الاقوى، تخطى عدد تلك الكوارث المتوسّط المتعارف عليه منذ العام 2012 والاكثر دموية منذ العام 2008.
وكان الاعصار “ماثيو” الاقوى، وهو إعصار من الفئة الخامسة في المحيط الأطلسي، والأول من نوعه منذ فيليكس في عام 2007 والاعنف منذ الـ 2005. فسجّل اكثر من 1657 حالة وفاة، وقدّرت خسائره الاقتصادية بما لا يقل عن 15 مليار دولار أميركي، مما يجعل “ماثيو” تاسع أعنف إعصار اطلسي في التاريخ.
يبدو ان الجحيم الذي عاشه العالم في الاعوام السابقة سينحسر هذا العام، فقد أعلن موقع accuweather العالمي المتخصص بمتابعة تفاصيل الاحوال الجوية في تقرير، ان موسم الاعاصير سيكون عادياً في شتاء 2017 بفضل ظاهرة النينيو المحتملة التي ستساهم في الحد من تطور العواصف.
لا ينفي هذا التوقّع حصول اية كوارث طبيعية، الا انه يشير الى تراجع قوتها نسبة للسنوات السابقة. وتوقع علماء الارصاد الجوية 10 عواصف محتملة، خمسة منها يمكن ان تتحول الى اعاصير، فيما ثلاثة منها ستتحوّل الى اعاصير كبيرة.
وراهن الخبير دان كوتلوسكي على أن ظاهرة النينيو ستستمر خلال فترة الصيف وطوال موسم الاعاصير.
واذ تتميز ظاهرة النينيو بدرجات حرارة أكثر دفئاً من المعتاد لمياه المحيط الهادئ بالقرب من خط الاستواء. يساعد هذا الامر على تشكّل حلقات من الرياح الغربية القوية في المحيط الاطلسي المداري، الامر الذي يساهم في منع تطور العواصف. وقال كوتلوسكي “هذا هو السبب الاول في اننا سنذهب الى ما دون المستوى الطبيعي”.
الا انه على الرغم من أن عملية التحول ممكنة، فمن السابق لأوانه معرفة مدى سرعة تطور ظاهرة النينيو ومدى قوتها. وإذا أصبح نمط النينيو معتدلا في أواخر الصيف واصبحت حلقات الرياح أكثر تواترا، يمكن أن ينتهي موسم الاعاصير في وقت مبكر، وغالبية أعاصير المحيط الأطلسي والعواصف الاستوائية تتشكل بين 1 حزيران (يونيو) و30 تشرين الثاني (نوفمبر).
وعلى الرغم من هذه التوقعات، تحدث التقرير عن تأثر الولايات المتحدة الاميركية باثنين من التأثيرات المدارية.
في المقابل، شدد كوتلوسكي على ضرورة التنبّه الى المناطق الساحلية من خليج المكسيك الشمالية، بما في ذلك فلوريدا، والساحل الجنوبي الشرقي.
ويشير التقرير – بالنظر الى السنوات التي كان فيها النمط المناخي مشابها للنمط الحالي – إلى أن هذه المناطق قد تكون معرضة بشكل خاص للتأثيرات المناخية. وبالتالي، فإن عمق المياه ودفئها وارتفاع درجة حرارة سطح البحر فوق خليج المكسيك والبحر الكاريبي، كلها عوامل تشير الى امكانية تأثر المنطقة بإعصار واحد على الاقل يكون شبيهاً بإعصار “جواكين” في عام 2015 و”ماثيو” في عام 2016.
تفاصيل هذا التقرير يمكن متابعتها عبر الفيديو المرفق:
مصائب قوم عند قوم فوائد، فرغم التوقعات بشتاء آمن من الاعاصير المدمّرة لبعض المناطق، الا انه لظاهرة النينيو تأثيراتها السلبية ايضاً في مناطق أخرى.