منذ مطلع الألفية الثانية بدأت تظهر الأنواع الغازية في بحر لبنان، أكثر بكثير مما كان معهودا من قبل، خصوصا وأن أسماكا غازية وصلت إلى لبنان واستوطنت قبل عقود عدة من الزمن، لكن منذ نحو عشرين سنة، تحول الأمر ظاهرة لا عهد لنا بها من قبل، مع وصول أنواع جديدة، تقدر بأكثر من 100 نوعا من الكائنات الغازية في البحر المتوسط مصدرها البحر الأحمر.

وإذا ما تطلعنا إلى هذه الزيادة في الأنواع الغازية مؤخرا، نجد أن مصدرها البحر الأحمر بعد شق قناة السويس، ومن هنا يتبدى سؤال: إذا كانت قناة السويس شقت ما عام 1859 و1869 فلماذا تأخر وصول الأنواع الجديدة إلى البحر الأبيض المتوسط؟

الإجابة عن هذا السؤال، تؤكد بشكل مبدئي أن الأمر غير منفصل تغير المناخ، فضلا عن أن ليس ثمة أبحاث وافية في هذا المجال، لكن من المؤكد أن للإنسان دور في ما نشهد من تغيرات تطاول النظم الإيكولوجية.

 

سمكة النفيخة

 

في العام 2000 بدأ الصيادون يشتكون من سمكة غازية تعرف باسم “النفيخة” أو “سمكة البالون”  واسمها العلمي puffer fish (silver-cheeked toadfish) Lagocephalus sceleratus سمكة الأرنب المرقط ، وقد أثار ظهورها في ما بعد اهتمام الصيادي والمواطنين بعد أن تعرفوا إلى أخطارها، خصوصا في العام 2008، بعد أن تسبب بوفاة فتاة من مخيم عين الحلوة، وأدت في العام 2007 إلى تسمم الشيخ محمد عمار الذي نجا من الموت بأعجوبة، خصوصا بعد أن غاب عن الوعي لأكثر من أسبوعين في حينه.

وأجمع معظم الصيادين أن “سمكة النفيخة” قد غزت البحر الأبيض المتوسط ووصلت إلى شاطئ صيدا، وتنتشر بكثافة بعد أن كانو وجودها من قبل، وخبروا مع الوقت سلوكها، ولذلك يبتعدون عنها ولا يصطادونها لأنها لا تباع.

سمكة الفراشة

 

ووثق greenarea.info أول إصابة في لبنان ناجمة عن “سمكة الفراشة”، استهدفت أحد الصيادين في منطقة الدورة (شرق بيروت)، ويدعى أبو مارون ريمون مسلم (54 عاما)، وهو يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من اي امراض مزمنة.

وفي ما توافر لدينا من معلومات، أصيب مسلم بلسعة هذه السمكة صباح الاحد الماضي 2 نيسان (أبريل)، عندما علقت في شباكه، وقال لـ greenarea.info: “ان ما عانيت ولا أزال حتى اليوم من جراء لسعة هذه السمكة، يدفعني للتحذير والتأكيد على ضرورة تعميم معلومات حول كيفية التعامل مع هذا النوع من الأسماك من قبل الصيادين ورواد البحر”.

وتابع: “أول ما فعلته بعد أن لسعتني بيدي هو انني قمت بالضغط على مكان الاصابة، واستخرجت الدم منها، ومن ثم وضعت يدي تحت الماء الساخن الذي يخرج من مركب الصيد، وبعد مرور ساعات عدة، بدأت ترتفع حرارة جسدي، مع ارتفاع في حدة الالم ،فأدركت حينها أن الاصابة لن تمر على خير، فتوجهت الى المستشفى واجريت فحوصات الدم التي طلبها الطبيب، ولم تظهر النتائج اي شيء غير طبيعي، فاعطيت علاجا”.

وأشار مسلم إلى أنه ما زال يداوم على العلاج”، لافتا إلى أنه ما زالت نوبات الدوار تنتابني اي بعد ثمانية ايام من تاريخ الاصابة”.

اليوم وبعد مرور تسعة أيام من تاريخ الاصابة وخلال متابعتنا فيgreenarea.info  لحالة ابو مارون، أفادنا بأنه توجه الى المستشفى للمراقبة واجراء الفحوصات اللازمة لأن الحرارة عادت وارتفعت.

 

باريش: المراقبة ضرورية ولازمة

 

خبير علوم الأحياء البحرية في الجامعة الاميركية في بيروت البروفسور ميشال باريش كان قد زود موقعنا greenarea.info بدراسات علمية متتالية عن ظهور سمكة الفراشة لأول مرة في لبنان والبحر المتوسط عام 2012، وعن توسع انتشارها، ومؤخرا دراسة عن وصولها واعلان غزوها في ايطاليا.

أما عن الاجراءات التي يجب اتخاذها في حال اصابة احد بلسعتها، قال باريش: “على المصاب ان يخرج اولا من الماء ويعود الى البر، لأن الألم سيبدأ بعد دقائق عدة من الاصابة، ثانيا في حال اختراق اطراف الجوانح (العقوص) مكان الاصابة وبقائها عالقة، عليه ان يستخرجها ليخفف من حدة السم، ثالثا عليه ان يغسل مكان الاصابة وتعريضها لماء ساخن وفق قدرته على تحملها بحيث لا تسبب له الحروق لمدة نصف ساعة، ويستعمل الماء الساخن نظرا لتكون السم من البروتيين، والماء الساخن يفكك هذا السم”.

ولفت باريش إلى عدم استعمال الثلج في مثل هذه الحالات، وبعد ذلك عليه ان يتوجه الى المستشفى لمراقبة حالته نظرا الى ان السم قد يؤثر على مرضى القلب والضغط والشرايين فالمراقبة ضرورية ولازمة، هذا النوع من السم بحد ذاته لا يتسبب بالموت، ولكن شرط عدم الإهمال، واتباع ما ذكرته في هذا المجال”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This