هل هناك علاقة بين ارتفاع نسب تلوث الهواء والأمراض الصدرية من حساسية وغيرها؟ هذا السؤال يأتي بالتزامن مع نداءات متكررة من قبل “منظمة الصحة العالمية”، حذرت فيها مجددا من مخاطر تلوث الهواء على الجهاز التنفسي، في ظل غياب اي من المعالجات الجذرية، وثمة سؤال آخر: إزاء تقاعس الدولة في الحد من تلوث الهواء، ما هي الاجراءات الوقائية الواجب اتخاذها لحماية أنفسنا من هذا التلوث؟

منظمة الصحة العالمية

يعتبر تلوث الهواء من المخاطر البيئية الرئيسية المهددة للصحة، حسب ما اكدت “منظمة الصحة العالمية”، ويمكن للبلدان من خلال خفض مستويات تلوث الهواء، أن تقلل العبء المرضي الناجم عن السكتات الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة، ومن الأمراض التنفسية المزمنة والحادة على السواء، بما في ذلك الربو، لذا لا بد من مساعدة البلدان على التخفيف من عبء المرض العالمي الناجم عن أنواع العدوى التنفسية وأمراض القلب وسرطان الرئة، لأنه كلّما انخفضت مستويات تلوّث الهواء في المدن كلما تحسّنت صحة سكانها.

الأمراض الصدرية وتلوث الهواء

في هذا السياق قال الأخصائي في أمراض الرئة الدكتور جودي بحوث لـ greenarea.info: “ان الحساسية تزداد في فصل الربيع حسب انتشار الرحيق الذي يتفاعل في هذا الموسم، كما وأنها تنتشر أكثر وفق تفاعلها مع المحيط، خصوصا عند تلوث الهواء، والاكثر تأثرا هم المصابون بالإنسداد الرئوي والربو وكل شخص لديه تحسس ويتأثر من هذا الطقس، أما العلاجات الدوائية فقد شهدت تطورا على صعيد المعالجة بدءا من القصبة الرئوية التي تساعد المريض على تحمل حالته الصحية، انما بالمقابل لم نصل بعد الى شفاء كلي من أمراض الحساسية”.
وقالت الأخصائية في امراض الرئة الدكتورة ميرنا واكد لـ greenarea.info: “من الطبيعي ان نجد في فصل الربيع حالات من الحساسية، وهي ليست الى ارتفاع، انما الذي لاحظناه ان فصل الشتاء كان قاسيا على المرضى المصابين بالأمراض الصدرية التي كانت الى ازدياد، الا ان أهم ما نود ان نشير اليه، هو ان الاشخاص الذين لديهم حساسية او ربو عليهم متابعة العلاج واستشارة الطبيب المختص من دون إهمال، ويجب التنبه انه عند هبوب الرياح الخمسينية او اي تلوث في الهواء فمن الافضل اقفال النوافذ ووضع الاقنعة للحد من تفاعلات الامراض التنفسية”.

المولدات الكهربائية ضاعفت التلوث

من جهة اخرى، قال الخبير في البيئة الدكتور فريد شعبان لـ greenarea.info: “اهم ما يجب معرفته، هو انه فضلا عن التلوث الناتج عن قطاع النقل من حيث نوعية المازوت المستعمل نواجه اليوم كثرة انتشار المولدات الكهربائية في الاحياء من دون رقابة، خصوصا وان المولدات دون فلاتر وتبث السموم من الغازات السامة في الهواء بين البيوت، ولا من يراقب أو يحاسب، زد الى ذلك الحرق العشوائي في مكبات النفايات المنتشرة، عدا غياب الرقابة الفاعلة على المصانع، فمنذ 15 سنة الى اليوم لم نلمس اي جدية من قبل المعنيين في الحد من تلوث الهواء، وبالتالي نسبة ارتفاع الامراض الصدرية والتنفسية الى ارتفاع متزايد”.
بدورها الخبيرة في البيئة الدكتورة فيفي كلاب قالت لـ greenarea.info: “لا عجب بأن تشير منظمة الصحة العالمية ان لبنان من بين الدول الاكثر تلوثا في الهواء في ظل غياب المراقبة، ان كان في المعامل ومدى جدية وضع الفلاتر، سواء من شركات الترابة والكهرباء، كما أن هناك تقاعسا بكل أسف من وزارة البيئة في الكشف المستمر والمتابعة والتدقيق والمراقبة على المعامل الصناعية التي تلوث الهواء، باختصار لو ان المسؤولين في لبنان يهتمون بالمحافظة على البيئة لما طمرونا بالزبالة نحو سنة من دون حل، وها هي اليوم تحرق عشوائيا دون حلول جذرية”.

ارتفاع الحرارة وحرق النفايات

الأخصائي في الكيمياء الدكتور جميل ريما قال لـ greenarea.info: “ان تلوث الهواء الى ازدياد نتيجة محارق النفايات التي لا تلتزم بشروط منظمة الصحة العالمية، وبالتالي تزيد من ارتفاع مادة سامة، ألا وهي الديوكسين التي لا تزيد من الحساسية فحسب، انما ايضا الاخطر في الأمر سرطان الرئة، عدا الهيدروكربور، اي الاحتراق غير الكامل، سواء من المعامل الصناعية من الترابة او الكهرباء كالذوق، ما ينتج عنها الـ (اسيد سولفوريك) الذي يزيد ويضاعف الامراض الصدرية”.
من جهة اخرى اكد الخبير في البيئة الدكتور ولسون رزق لـ greenarea.info: “لم تتغير الاسباب لجهة انتشار الاوبئة وارتفاع الاصابات الصدرية نتيجة تلوث الهواء، سواء من المعامل الصناعية كالكورة والشمال وايضا من المقالع والكسارات واستعمال البتروكوك وحرق النفايات، وجميعها تزيد من تلوث الهواء، خصوصا ان اغلب المصانع في لبنان لا تتواجد فيها الفلاتر، عدا انتشار المكبات العشوائية للنفايات من دون اتباع اي طريقة متطورة للتخلص منها”.
اخيرا، قال الأخصائي في الطب الداخلي الدكتور عبدو فرام لـ greenarea.info انه “لا داعي للقلق لان الحساسية عادة والامراض التنفسية تظهر في الربيع، والاصابات ما زالت على حالها، وعلى المصابين بالربو اخذ العلاج بشكل متواصل لنهاية 21 أيار (مايو) حيث تنتهي فترة التحسس الموسمي، الا اذا اشتدت الحرارة حيث تكثر الذباب عند تخمر النفايات، وبالتالي نزداد الأمراض التنفسية نتيجة الحرق العشوائي للنفايات”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This