تظهر تبعات التغير المناخي جلية على مختلف الاصعدة، فبينما من المفترض أن يشكّل شهر آذار (مارس) بداية لفصل الربيع، يسجّل اليوم اعلى درجات حرارة منذ 137 عاماً.
فقد أعلن معهد الدراسات التابع لوكالة ناسا أن شهر آذار (مارس) 2017 هو ثاني أعلى شهر بالنسبة لدرجات الحرارة منذ 137 سنة. وقد سبقه شهر آذار (مارس) 2016، الذي اعتبر الاكثر حرارة طوال الفترة نفسها.
وبينما بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية آذار (مارس) 2017 أعلى من الطبيعي بـ 1.12 درجة مئوية، سجّل الشهر نفسه من العام 2016 معدلا مرتفعا مقارنة بالسنوات التي سبقته، حيث ارتفع بمعدل 1.27 درجة مئوية فوق متوسط حرارة القرن الـ20.
كما اعتبر آذار (مارس) 2017 من الأشهر “الشاذة” من حيث درجات الحرارة حسب قاعدة بيانات “ناسا”، ورأت أن هذا الأمر غاية في الأهمية، لأن قادة العالم التزموا بالحد من الاحتباس الحراري عالميا، والمساهمة في التقليل منه عبر تخفيض نسبة التصنيع المضرة بالبيئة، في الوقت الذي دقت فيه أجراس الخطر بخصوص الجزر مثل الكاريبي والمالديف التي ستواجه خطرا وجوديا مع ارتفاع مستوى سطح البحر.
والجدير بالذكر أن متوسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية كان أكبر من المتوقع خلال آذار (مارس) الحالي.
ولمح الخبراء إلى إمكانية عودة ظاهرة “النينيو” التي قد تتطور خلال الأشهر الستة المقبلة ، وهو ما سيجر دول العالم إلى مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري والتي لم تعد اختيارا بل ضرورة بالنسبة لأغلبهم.