لا يمكن لموقعنا العلمي والبيئي greenarea.info، أو لـ “جمعية Green Area الدولية” الوقوف أن يظلا مكتوفي الأيدي أمام مجازر البيئة والحيوانات والطيور والتلوث والفساد، وقد تابعنا ملفات عدة وهامة، ولا سيما منها إنقاذ السلحفاة البحرية “لاكي” ورحلة العلاج الطويلة التي تخضع لها في ميناء الجية من خلال عناصر الدفاع المدني – الإنقاذ البحري، فضلا عن ملفات مجازر الطيور والتعرض للحيوانات الأليفة والبرية.

لكن ما استوقفنا خلال اليومين الماضيين، شريط مصور على طريق المطار في الثاني والعشرين من الشهر الجاري نيسان (أبريل) يظهر عراكا بين كلاب تحت أنظار أصحابها، وبدا الشريط صادما لجهة استغلال الحيوانات الأليفة والتباهي بشراستها، فضلا عن أن هذا الأمر من شأنه أن يسلط الضوء على ما تشهده مناطق لبنانية التي تعتمد صراع الكلاب الدموي للمتعة والمراهنة!

وفي الشريط المصور الذي أرسله ناشطون بيئيون لـ greenarea.info ومدته تزيد عن دقيقتين، وشاهده ما ينوف عن 4000 شخص، يظهر عدد من الأشخاص يمسك عدد منهم ببعض الكلاب المقيدة وبحوزتهم أسلحة حربية (مسدسات)، وقاموا بإفلات الكلاب على بعضها البعض، وتجمعت على كلب واحد لونه أسود، ومن المؤكد أن هذا الكلب قد أصيب إصابات كبيرة في أنحاء وجهه وخصوصا رأسه.

 

حمزة: تجاوزات كثيرة

 

وقد لاقى الفيديو المنشور على صفحة الناشط البيئي حسين حمزة تعليقات ومشاركات عديدة رافضة لهذه الممارسة اللاإنسانية والتي حرمتها القوانين الدولية، ويعتبر الناشط حمزة من قبل الناشطين البيئيين رائدا في جماية وإنقاذ الكلاب الشاردة، فهو يتابع إنقاذ هذه الحيوانات من الشوارع بمبادرات فردية، ويتعاون من وقت لآخر مع العديد من الناشطين في هذا المجال وبعض الجمعيات البيئية. كما أنه بعد إنقاذ هذه الكلاب يعمل على إيجاد من يتبناها بعد إخضاعها لعملية تعقيم (إخصاء).

وأكد حمزة لـ greenarea.info أن “هذه الحالة ليست الأولى مع هؤلاء الأشخاص”، لافتا إلى أن “أحد هؤلاء (الظاهر في الفيديو) يقوم بهذه الممارسات بشكل مستمر، وقد اتصل بي مواطن من المنطقة وأرسل الفيديو الذي وصله من طفل صادف وجوده هناك”، ورأى حمزة أن “ما يؤلم أنه تجمع عدد من المارة على الطريق وخصوصا أن بينهم عدد من الأطفال للمشاهدة كما في كل مرة، وهذا الأمر لا يجوز مشاهدته من قبلهم”.

وقال: “تحدث تجاوزات كثيرة، وإن تدخلنا للدفاع عن هذه الحيوانات يصبح الحق علينا، لأننا نتهجم على أفراد بسبب كلاب وحيوانات أليفة”، وأضاف: “لا يعرف الناس إن هذا الكائن من صنع الخالق ومن الواجب احترام حياته، والرأفة به التي هي من صفات الإنسان، ولكنها معدومة لدى البعض، لذا أشعر بالإحباط من الحالات التي أشاهدها وتعترضني، خصوصا وأنني أتابع حالات عدة وأشاهد ما يحصل للكلاب بعد هذه المصارعات، فلا قانون يحمينا كناشطين ويساعدنا على حماية الحيوانات”.

وناشد حمزة “كل من يستطيع مساعدتنا أن يقف إلى جانبنا لإنقاذ الكلاب الشاردة لجهة إطعامها وإخضاعها لعمليات خصي وتبنيها، بدلا من وضع السموم لها وقتلها، وبذلك لا يمكنها التكاثر”.

الفيديو

وأما عن حالة الكلب الجريح فقد أعطى greenarea.info رقم الناشط الذي أرسل الفيديو، وبعد التواصل معه رفض الكشف عن اسمه لـ “دواع خاصة”، لكنه قال: “هذه المرة السادسة التي أشهد فيها هذه المصارعات ومع الشخص نفسه، وفي نفس الموقع، وتحديدا قرب خزانات المطار جهة (منطقة الكوكودي) على طريق المطار، وبحضور عدد من المارة وخصوصا الأطفال منهم”.

وأكد الناشط أنه “وصلني الفيديو من أحد هؤلاء الأطفال، أما عن صاحب الكلب الأشقر من نوع  Pitbullفهو شاب عاطل عن العمل، وإن كان يتاجر بالكلاب خصوصا هذا النوع”، وأما عن حالة الكلب الأسود، فأكد أن “الكلب الأسود بحالة سيئة وقد فقد إحدى أذنيه وتعرض لإصابات خطيرة، وعلى الرغم من ذلك وبالإخلاص المعروف عن هذه المخلوقات الرائعة تبع صاحبه الذي قاد دراجة نارية، ولا أعرف ما حصل لهذا الكلب بعد ذلك”.

 

[https://www.facebook.com/100012432933097/videos/294529370971492/]

مصور: قتل الكلب الخاسر

 

وأكد الناشط البيئي وأحد مؤسسي جمعية Animals pride and freedom اللبنانية المعروفة بـ APAF طوني مصوّر أن “ملف مصارعة الحيوانات وخصوصا الكلاب في لبنان قديم ولم يتم توقيف أي مرتكب”، وقال: “عدا عن جراح وعذابات ونفوق العديد من هذه الكلاب، فهذه المصارعة تعلم الأطفال والمراهقين على الشراسة والعنف وعدم الرحمة خصوصا وأنهم يحضرون هذه المصارعات، كما أنها تمثل إحدى وسائل المقامرة غير الشرعية”.

وأضاف: “ثمة العديد من الحلبات في زحلة ونهر الموت وتحدث علنا في العديد من المناطق، ووصل التجار الكبار في Dog Fight لحد قتل الكلب الخاسر لأنه أهانهم بخسارته، أما الكلب الرابح، فيأخذونه إلى الطبيب البيطري لمعالجته ليخضع لمباراة جديدة، وشاهدت أحدهم لدى أحد الأطباء منذ سنوات يطلب معالجة كلبة أنثى من نوع Pitbull وهو نوع من أكثر أنواع الكلاب ذكاء وحنانا ولكن يتم تدريبها بصورة معينة لتصبح شرسة، من نوع الكلب الظاهر في الفيديو لإعادتها للحلبة”.

وقال مصور: “ليس لدى الطبيب البيطري أي خيار في هذه الحالة، وإن لم يعالجها يأخذون الكلب المصاب إلى طبيب آخر، طالما لا يوجد قانون يهدف إلى حماية الحيوانات والرفق بها، وطالما الشعب اللبناني يقبل بهذا الأمر، والتجارة بهذا النوع من الكلاب رائجة ولهذا الهدف”، وانتقد “عدم وجود قانون للرفق بالحيوان، وهذا ما يجب أن تقوم الدولة به وسن قوانين تتضمن عقوبات رادعة”.

ومن جهتنا كموقع greenarea.info و”جمعية Green Area الدولية” نضع هذه القضية برسم المسؤولين في كل من وزارة الزراعة والبيئة والداخلية، ونطالب بضرورة التدخل الفوري وإجراء التحقيقات اللازمة في هذه الممارسات، واتخاذ التدابير الرادعة بحق كل من تسوّل له نفسه ممارسة هذه الإعتداءات على الحيوانات وخصوصا في حالة مصارعة الكلاب.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This