نسمع بين الحين والآخر عن حالات انتحار سببها الانفصام بالشخصية، وقد تبين ان هذا المرض يزداد عند المراهقين، من عمر عمر 16 سنة وما فوق، حسب ما اكده الاطباء في الطب النفسي لـ greenarea.info، فما سبب تزايده؟ وهل الأمر له علاقة بالضغوط النفسية أو حالات الاكتئاب؟ أم ان هناك اسبابا اخرى؟

وذكر الاطباء من ذوي الاختصاص في الطب النفسي ان “شخصية المصاب بالإنفصام تصبح خطرة على من حوله في حال لم يتم اكتشافها مسبقا”.

 

مراقبة تصرفات المصاب بالانفصام

 

في هذا السياق تحدث الأخصائي في الطب النفسي الدكتور مرام الحكيم لـ greenarea.info عن هذا المرض وكيفية تجنبه، فقال: “ليس هناك من احصاءات فعلية  عن حالات الانفصام، وما اذا كانت الى تزايد، انما أصبح اكتشافه اسهل ، فهو مرض قديم معروف منذ زمن بعيد، والحديث عنه كثر هذه الأيام كونه بات يشكل نسبة 15 بالمئة من المصابين به، منهم من  يحاولون  الانتحار  والبعض منهم يسمعون اصواتا انهم غير صالحين في الحياة أو الدعوة الى الموت، وليس هناك من أمل للعيش، تلك الاصوات الصوتية أو الهلوسات  فيها الكثير من الوهم الذي يسيطر على تفكير المصاب بالانفصم، بحيث يصبح العلاج  ضروريا، ولا بد من الكشف المبكر بالدلالات الشخصية عن تصرف المصاب بالمرض، ومدى انعزاله عن المجتمع وارتكابه أمور غريبة في هذه المرحلة الدقيقة، وهنا لا بد من مراقبة تصرفات الأولاد، خصوصا المراهقين الاكثر تعرضا لهذا المرض، لذلك ننصح الاهل أنه كلما ظهرت  تبدلات في شخصية احدهم في المنزل، يجب استشارة الطبيب المختص في الطب النفسي للعلاج، لانه إذا تمكنا من أن نشخص مرض الانفصام مبكرا، عندها نستطيع ان نحد من تداعياته من خلال ادوية معينة”.

وأضاف الحكيم: “ان الدراسات الحديثة اشارت الى ان 30 بالمئة من حالات الانفصام تعالج  دون دواء، لكن ذلك لا يعني انه يجب ان نترك المصاب به لوحده، فالمراقبة يجب ان تكون مستمرة، كما وأن 30 بالمئة من حالات الانفصام تعالج عن طريق الدواء، وحوالي 20 بالمئة  من المرضى يظل يراودهم الشعور بالانتحار حتى لو تناولوا الدواء، أما البقية فتتم معالجتهم تلقائيا، لذا علينا التشديد على العلاج ما قبل وما بعد الاصابة، والاهم ان يكون العلاج سريعا كي لا تزيد الهلوسات لدى المريض وتصبح  مؤذية، لان اي ردة فعل يقوم بها المصاب بالانفصم ستلحق به الاذى النفسي والجسدي معا، لذلك نشدد على اهمية الوعي عند الاهل في حسن التعامل مع مريضهم، فمع اي انفعال تجاهه قد تسيء حالته والمرض يصبح اسوأ بكثير، لذلك لا يجب الاستهتار بمريضهم خصوصا لجهة أي تغيرات شخصية، واذا استمرت لفترة طويلة كحالات التعنيف وقلة النوم، وهنا فورا لا بد من استشارة الطبيب المختص للاطمئان على المريض الذي من الممكن ان يعود الى حياته الطبيعية ويعمل، فاي اهمال بصحة المريض يجعله عاجزا لا يستطيع حتى ان يعمل”.

 

استشارة الطبيب المختص

 

أما الأخصائي في علم النفس الدكتور نبيل خوري، فقال لـ greenarea.info: “ان انفصام الشخصية مشكلة عضوية وفيزيولوجية لها علاقة بالاضطربات الهورمونية في الدماغ، حيث ان الهورمون السيروتونين يرتفع، وفي بالمقابل لا يعني هذا المرض بالضرورة مثلما هو معروف بالعامية ان الشخص المصاب به له في كل مرة شخصية، الا ان الصحيح انه انسان يعيش في عالم لوحده بعيدا عن الحقيقة، وسط عالم من الهلوسات النظرية أو السمعية يسمع اصوات غير موجودة، أو متعايشا بعدة شخصيات متناقضة، كأن يتهيأ له أن اخاه سيقتله أو أو أمه ستقتله”.

وأضاف خوري: “ان زيادة مرض الانفصام ناجمة عن الظروف الصعبة الضاغطة، قد يظهر هذا المرض بصورة أكبر عند الشباب، بدءا من عمر 15 و 16 سنة، وعند الفتيات من عمر 16 الى 17 سنة، أما بالنسبة للعلاج فهناك بعض الحالات المرضية للانفصام يتم ضبطها بالدواء، والبعض منها تحتاج الى علاج لفترة معينة واخرى لعلاج طويل، ومن المحتمل ان يؤدي الانفصام الى الانتحار عندما يشعر المريض انه غريب عن عالمه ومختلف عن غيره، أو نتيجة سوء التعامل، لذلك على الاهل مراقبة أولادهم جيدا من ناحية التغيير في تصرفاتهم  عندما تكون خارجة عن الواقع دون الاستهتار بها، بل استشارة الطبيب النفسي المختص للعلاج لتحديد نوعية المشكلة النفسية التي يعاني منها، لذا لابد من معرفة انه كلما كان الاكتشاف مبكرا للمرض كلما استطعنا السيطرة على تداعياته السلبية على الصحة النفسية والجسدية في آن معا”.

 

هلوسات بعيدة عن الواقع

 

وقالت الأخصائية في الطب النفسي الدكتورة دالين باسط لـ greenarea.info: “ان المصاب بالانفصام بالشخصية، أو المرض الذهاني يكون لديه عالم خاص به لوحده بعيدا عن العالم الواقعي، اي يهلوس سمعيا ويتكلم مع اشخاص غير موجودين، لذا نعتبر ان الهلوسة اذا لم تكن موجودة عند المريض النفسي لا نستطيع التحدث عن الانفصام بشكل عام، كما وان التواصل معه صعب للغاية، اذ انه عندما تتحدت معه نجده يتحدث بعالم من الخيال، حيث انه من المحتمل ليس فقط ان ينتحر، بل ايضا ان يلحق الاذى بغيره، لان تصرفاته غير مراقبة ولا يسيطر على نفسه، لذلك نجده في اغلب الاحيان في  المصحات العقلية مكبل اليدين كي لا يؤذي غيره، وما يجب معرفته ان المصاب بالانفصام يعرف انه مريض ومن المحتمل ان لا يأخذ الدواء للعلاج، حتى انه من الصعب علاجه، مع الاشارة الى ان الدواء يلعب دورا  في تخفيف العوارض”.

 

الاكتئاب والانفصام

 

وقال الأخصائي في الطب النفسي الدكتور انطوان بستاني لـ greenarea.info: “ان الانفصام مرض قديم ليس له اسباب لتزايده، مثل القلق والاكتئاب نتيجة الضغوط النفسية أو  تداعيات الحروب، اذ انه ليس هناك من رابط بين حالة الانتحار والانفصام، المهم معرفته ان لا الطبيب ولا اهل المريض يعرفون ان الفصامي سيلجأ به الى الانتحار، عكس المكتئب الذي نتوقع ان ينتحر اذا لم يتعالج، بينما الفصاصي مرة نشعر انه بحالة نفسية جيدة وفجاة يكتئب، ما قد يؤدي به الى الانتحار، وهذا خطر جدا، ولتفادي هذا الأمر يجب تغيير نمط تفكيره باقناعه بان حالته المرضية عند الطبيب المختص للعلاج دون التهرب أو اللجوء الى علاج عشوائي قد يلحق به الاذى الصحي”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This