خلصت دراسة حديثة إلى أن ثعابين البحر الأوروبية الصغيرة تستخدم “خارطة مغناطيسية” Magnetic map لعبور المحيط الأطلسي، خلال هجرتها التي تمتد لستة آلاف (6000) كيلومتر، لتعود إلى السواحل التي انطلقت منها، وتعتبر موطنها الأساس، وظلت حركة هجرتها لأمد طويل لغزا حير العلماء.
وقاد هذه الدراسة البحثية كل من عالم الأحياء البحرية لويس نايسبيت جونز Lewis Naisbett-Jones من “جامعة نورث كارولينا” University of North Carolina في تشابل هيل، وعالم الأحياء ناثان بوتمان Nathan Putman من “جامعة ميامي في فلوريدا” University of Miami in Florida وعدد من زملائهما في الجامعتين.
نمذجة هجرة ثعابين البحر
وعمد جونز وهيل إلى جمع ثعابين البحر الأوروبية (إنكليس البحر) واسمها العلمي Anguilla Anguilla التي هاجرت من أراضي تكاثرها في “بحر سارغاسو” Sargasso Sea في غرب المحيط الأطلسي إلى مياه المملكة المتحدة. وعندما تم تعريضها لمجالات مغناطيسية مقابِلة للمناطق التي تمر عليها في مسار هجرتها، بدا وكأنها تعيد توجيه نفسها بطريقةٍ مِن شأنها أن تضعها في مسار في اتجاه أوروبا، بحسب دورية “نايتشر” Science العلمية التي نشرت ملخصا عن الدراسة.
في سياق الدراسة، قام الباحثون بنمذجة هجرة ثعابين بحر تَمَّت محاكاتها، فوجدوا أن احتمال وصول الحيوانات الافتراضية تلك التي تستخدم التوجّه المغناطيسي في اجتياز المحيط إلى تيار الخليج، وإلى وجهتها النهائية، كان أعلى من تلك التي تركت نفسها تنجرف مع المياه.
وقال جونز: “لم نكن مندهشين عندما وجدنا أن الثعابين لديها خارطة مغناطيسية، لكننا فوجئنا لاكتشافنا مدى إمكانية معرفة وفهم الاختلافات الدقيقة في المجالات المغناطيسية”.