على مدى سبعين عاما ونيّف، لم تخل من النكسات جراء ما عاش لبنان من حروب وويلات، ظلت شركة الطيران الأوسط الـ “الميدل إيست” Middle East Airlines-Air Liban في حدود معينة بمعزل عنها، لا بل كانت في خضم المواجهة والمنافسة والتحدي لبقاء أرزة لبنان محلقة في العالم، كما يحلو لكل مواطن أن يرى التألق والنجاح في مؤسساته الرسمية التي نطمح كلبنانيين أن تكون علامة فارقة حيال ما نشعر به من غبن وحزن وما نراه من فساد في العديد من مؤسسات الدولة.
دائما كانت تطلّ الـ “الميدل إيست” من رماد العدم، كما طائر الفينيق، دأبها التحليق عاليا، وجهتها السماء ومرمحها الغيوم، منذ تدمير أسطولها من قبل العدو الإسرائيلي في العام 1968، وبعدها في محطات خلال الحرب الأهلية، ودائما تعود أقوى حضورا وأمتن عودا لتعمل على تقديم افضل الخدمات للزبائن.
وبعد أن انتفضت الشركة وباتت في خضم المنافسة العالمية مع شركات الطيران الكبرى، وبعد ان جاب اسطولها العالم بتميز خدماتي، تقني والكتروني، توجهت لتستثمر التكنولوجيا، فضلا عن تحديث برامج الحجوزات والتطبيقات وتدريب العنصر البشري لرفع مستوى الخدمات عبر إنشاء مركز اقليمي للتدريب في بيروت، كما وانه بعد وصول مطار رفيق الحريري الدولي الى اقصى درجات الاستيعاب، بدأ البحث فعلا عن بدائل كمشاريع مستقبلية، وقد بدأت الميدل ايست بدراسة مخطط توجيهي لمطار بيروت وامكانية بناء منشآت جديدة مع وزارة الاشغال والنقل العام”.
كما أطلقت الشركة تطبيقها الجديد ليتمكن أي مسافر من الإطلاع على تفاصيل الرحلات كافة والحجز عبر هاتفه الذكي. وجاء إعلان وإطلاق هذا التطبيق الحديث، خلال حفل عشاء ساهر أقيم في “منتجع كونكورد السلام” في شرم الشيخ – مصر، ضمن برنامج الرحلة التي خصت بها الشركة 120 شخصا وناشطا إعلاميا في المجال الرقمي الالكتروني والاجتماعي، بالاضافة إلى الـ “بلوغرز” والمغردين والناشطين في قطاع السياحة في لبنان.
الحوت: مواكبة الشركات العالمية
وأشار رئيس مجلس إدارة “شركة طيران الشرق الاوسط” محمد الحوت بالمناسبة إلى ان “فكرة جمع الاعلاميين في ملتقى واحد ليس بجديدة”، وأنها تأتي “ضمن مسار عمل طويل من التشبيك مع الاعلام”، منوهاً إلى أن “إطلاق تطبيق خاص هو مهم جدا وسط هذا التطور الالكتروني اللافت للانتباه”، وتمنى على “الجميع استخدامه”. وقال الحوت: “ان طريقة استخدام التطبيق سهلة سريعة ومتطورة للتواصل، وهي متوفرة ومتاحة للجميع اذ أنه يمكن مستخدم التطبيق من إنهاء أعماله عبر وسيلة (التواصل الرقمي) وهذا مفيد من ناحية الوقت او الخيارات المتنوعة والكثيرة، كما أن هذه الطريقة محببة لدى الشباب واسهل لرجال الاعمال، وتمكن المستخدم من الحصول على افضل الاسعار ايضا”، وأكد الحوت ان “استخدام تطبيق الـ Online ما زال في طور النمو في العالم العربي”، آملا أن “يسجل انتشارا في لبنان والعالم العربي”، ومضيفا ان “مواكبة الشركات العالمية التي سبقتنا في هذا المجال يصب في خدمة الجميع”.
لم يقتصر الحفل على الحديث عن التطبيق فحسب، بل تخلله حوار عفوي بين الحوت ومدير المشاريع الالكترونية في الشركة الفنان عباس جعفر أضفى جوا من الحيوية عنوانه البسمة والمرح.
شريف: التطور وخدمة الزبائن
بعد هذا الحوار، أشار مدير المشاريع الاكترونية في الـ “ميدل ايست” عباس شريف الى ان “الهدف من اطلاق التطبيق هو مواكبة التطور وخدمة الزبائن في عصر الهواتف الذكية”، لافتاً إلى أن “فكرة الـ MEA application جاءت بعد دراسة السوق لأكثر من عشرين شركة طيران في مختلف انحاء العالم”. وقال شريف: “لقد تم تحديد المواصفات التي ستكون موجودة في التطبيق ليكون مختصرا وفعالا، بحيث أنه يمكن للمسافر أن يحجز بطاقته عبر هاتفه الذكي خلال عشرين ثانية، وفي مثل هذا الوقت يمكنه ان يختار مقعده على الطائرة، وأن يطلع على الاوزان المسموح بها، بالاضافة الى امكانية حصوله على معلومات عن تأخير الرحلة، تأجيلها، إلغائها وعن الرحلات الاخرى أيضا”.
وقدم عرضا تضمن تفاصيل حول كيفية تحميل التطبيق واستعماله، على الرابط التالي: https://www.mea.com.lb/english/Mobile-App?mode=desktop
أبو ضاهر: إنشاء مركز اقليمي للتدريب
ثم قدم مدير خدمات الزبائن في الشركة شادي أبو ضاهر شرحا عن بطاقة السيدر مايلز التي اهدتها الشركة للحاضرين وعن كيفية استخدامها، فقال: “إن هذه البطاقة تسمح للمسافر بحقائب وأوزان إضافية في مطار رفيق الحريري الدولي”، واضاف انها “مهمة بحيث أن Miles السفر التي يتم جمعها من قبل المسافر تضاف إلى بطاقته عند استخدامه رحلات الـ (ميدل إيست)، وهذا يمكنه عند جمع 35 ألف ميل خلال خمس سنوات مثلا من الحصول على بطاقة سفر مجانية الى اوروبا”. ويمكن لأي مسافر الحصول على بطاقة الـ Cedar miles إذا كان من المسافرين عبر الـ “ميدل ايست” أو شركة Skyteam العالمية التي تضم 17 شركة طيران، بالاضافة الى أنه هناك بطاقات عدة تبدأ من البطاقة الزرقاء مرورا بالفضية والذهبية وصولا الى البلاتينية.
وتابع الحفل بفقرات متنوعة تخللها عرض لفقرة ارتجالية ساخرة قدمها الفنانان زياد عيتاني وعباس شريف، ليختتم الحفل بسهرة غناء مع المطربة المصرية أمينة.