فيما نوثق يوميا اعتداءات على الحيوانات الأليفة والبرية والطيور المهاجرة، تطالعنا من حين لآخر مبادرات إنسانية تجسد القيم المثلى المفترض التعامل بها مع بعض الكائنات، فوسط ما نشهد من ممارسات لا يقرها عقل أو ضمير، صار لزاماً علينا، خصوصا بعد بشاعة الصور لكلبة مرضعة تعرضت للتنكيل والقتل (راجع greenarea.info) في مصر قبل يومين، أن نطلّ على أمثلة نقيضة، تمثل الرأفة كمعيار إنساني وأخلاقي، إذ لا يجوز التصويب على الممارسات الصادمة فحسب، والمطلوب أن نستعرض ما يمكن تعميمه في مسار مراكمة ثقافة تؤسس لقيم تحترم الحياة وقوانينها.
قبل نحو سنتين، استوقفتنا مبادرة انسانية تحمل الكثير من الحب والوفاء تجاه سلحفاة برية معمرة فقدت قائمتيها الاماميتين، لكن مالكتها الأميركية لم تفقد الأمل، وعملت ما بوسعها لتتمكن السلحفاة من السير مجددا، وفكرت بالعديد من الحلول، ولم تدخر وسيلة من أجل مساعدتها.
عجلتان بلاستيكيتان
تعرضت السلحفاة المعمرة لهجوم من الجرذان تمكنت من قضم والتهام قائمتيها الأماميتين، خلال فترة “بياتها الشتوي” Winter slumber، بحيث أنه لا تملك في هذه الفترة فرصة الابتعاد عنها والدفاع عن نفسها، لكن هذه السلحفاة، وتبلغ من العمر ما بين 90 و 100 عاما، عات لتنطلق في حياة جديدة، وتسير من جديد، وأيضا بضعفي سرعتها الطبيعية، وذلك بعد أن تم تزويدها بعجلتين بلاستيكيتين.
ونقلا عن صحيفة “التلغراف” Telegraph The البريطانية التي أفردت مساحة لهذا الحدث في عددها الصادر في أواخر العام 2015، فإن السلحفاة الأليفة، التي تطلق عليها مالكتها الأميركية جود رايدر Jude Ryder اسم “مسز تي” T Mrs، كانت قد فقدت ساقيها الأماميتين بعد أن قضمتهما الجرذان خلال فترة بياتها الشتوي.
يمكن مشاهدة الفيديو على الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=4TDlBT5iokE
التحرك بسرعة أكبر
وبحسب رايدر “أردت أن أعيد إلى السلحفاة القدرة على الحركة والتجول، فقمت بتزويدها بعجلتين بلاستيكيتين، حيث صنعت لهما إطاراً معدنياً وثبتهما على بطنها، بحيث أصبحت قادرة على التحرك بسرعة أعلى من سرعتها الطبيعية”.
وأشارت رايدر إلى أنها كانت قد ذهبت بالسلحفاة في البداية إلى طبيب بيطري طلباً للمساعدة في إيجاد حل لمشكلة فقدان ساقيها، لكن الطبيب لم يستطع أن يقترح حلاً، فلجأت إلى ابنها مهندس الميكانيك الشاب ديل سينكلير Dell Sinclair، وقالت: “طلبت من ابني أن يفكر في حل ما يساعد السلحفاة على معاودة السير مجددا، فاقترح علي فكرة تزويدها بعجلتين لتعويضها عن ساقيها المفقودتين”.
سعادة غامرة
وإذ أعربت عن سعادتها الغامرة، ذكرت رايدر أن سلحفاتها Mrs T اعتادت بسرعة على العجلتين، وبدت سعيدة بهما، إذ إنها تتجول بهما في أرجاء حديقة المنزل في سعادة واضحة.
