أعلن “المرصد الأخضر” التابع لجمعية “الجنوبيون الخضر” عن توثيق سلحفاتين نافقتين جنوبي شاطئ عدلون خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية في الأول والثّاني من أيّار (مايو) الجاري. وأفاد المرصد ان عدة أعضاء من الجمعية قاموا بمعاينة السلحفاتين في موقعهما، وتبين انهما نفقتا في مواقع يفصل بينها أقل من ٣ كلم، وبدت آثار التحلل على كلا السلحفاتين وقد تعرضت ترستهما للتهشيم نتيجة الاصطدام بجسم حاد، فيما بدا ان أحدهما تعرضت لتهشم كبير في الرأس والترسة بعد نفوقها وبلوغها الشاطئ من قبل بعض العابثين بحسب شهود من المحلة.
وذكر المرصد الأخضر، أنه ومع توثيق هاتين السلحفاتين بلغ عدد السلاحف النافقة على شاطئ عدلون ومحيطه سبعة سلاحف بالغة خلال ثمانية أشهر، في معدل وصفه بيان المرصد “بالمؤشر البيئي الخطير” للدور الحيوي الذي تلعبه السلاحف البحرية في النظم البيئية البحرية والشاطئية.
إرث بيولوجي وطبيعي
وأشار المرصد إلى أن “ذلك يؤكد مرة أخرى أهمية وخصوصية موقع وشاطئ عدلون وتنوعه البيولوجي، والذي يعد أحد أهم مواقع الساحل اللبناني وموقع نشاط للسلاحف البحرية المهددة بالإنقراض، وفق قائمة الإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، والتي تشكل إرثاً بيولوجياً وطبيعياً يستوجب الحماية.
وكانت “الجنوبيون الخضر” قد تقدموا باقتراح لدى وزارتي البيئة والثقافة لتصنيف الشاطئ وإعلانه محمية طبيعية وثقافية وطنية.
عضو لجنة الحياة البرية ووحدة المرصد الاخضر الدكتور أحمد قانصو قال لـ greenarea.info أن ما “حصل نهاية الاسبوع الفائت بخصوص السلاحف التي وجدت نافقة جنوب مرفأ عدلون، يعتبر مؤشرا خطيرا للغاية، خصوصا ان المسافة بينهما تقل عن ثلاثة كيلومترات، اي فقدان تلك المنطقة واحدا من اهم العوامل الطبيعية والفعالة في كيان العالم البحري”.
ورأى أن “الاستهتار بهذه القضية التي طالما سعى الجنوبيون الخضر لجعلها على سلم الاولويات البيئية عند الناس والسلطات المعنية، ستكون تبعاتها كارثية ما لم يتم تدارك الامر والسعي الجدي، ان كان من الناحية القانونية عبر معاقبة الملوثين والعابثين بالشاطئ والبحر او من الناحية التوعوية التي ما زالت للاسف بالرغم من جهود العديد من الجمعيات والناشطين ضعيفة جدا بين الناس”.
سلحفاة خضراء وأخرى ضخمة الرأس
أما عن حالة السلاحف، فقال قانصو: “كانت قد تحللت بعض الشيء عند العثور عليها، ولوحظ على احداها تكسرا بالهيكل الخارجي، وكانت مربوطة بحبل بلاستيكي، وعلمت من احد سكان المنطقة انه بعد نفوقها باتجاه الشاطئ قام بضعة اطفال بربطها واللهو بها وتكسير قوقعتها بالعصي”.
منسقة لجنة الحياة البرية والاعلام وعضو وحدة المرصد الاخضر فاتن مروة، قالت لـ greenarea.info: “تبلغنا من صديق الجمعية الناشط علي طحان في الاول من ايار (مايو) عن نفوق سلحفاة في منطقة عدلون (تحديدا عند جورة لبيب ضهر العرب)، وكانت في حالة تحلل كبيرة، وقد تبين انها من نوع السلاحف الخضراء، لنبلغ في اليوم الثاني عن حالة نفوق اخرى من السيد علي عز الدين عند شاطئ الخرايب (بالقرب من استراحة الفرح)، وقد تبين انها من نوع ضخمة الرأس، وقد بدت حالتها سيئة ورائحتها كريهة واكثر تحللا، وقوقعتها مهشمة ويرجح انها تعرضت للتعذيب على الشاطئ قبيل نفوقها”.