بحر من دون أسماك قرش، بحسب الدراسات، يعني تدمير نظام بيئي بأكمله، ومن الجهل الاستمرار في صيدها، خصوصا وأن تداعيات هذا الأمر يمكن ان تكون مدمرة لكافة أشكال الحياة على الأرض، فالخلل الذي يحدثه الانسان في النظم الإيكولوجية تكون آثاره مدمرة ليس على البحر أو البر فحسب، إنما على سائر مظاهر الحياة.
في هذا السياق نشر أمس على صفحة “موقع الرشيدية” خبر مع صورتين، جاء فيه بأن القرش “اجتاح” صور، وبأنه تمت ظهر أمس مطاردته من قبل بعد الصيادين وتم اخراجها منه بعد قتله.
بعد التواصل مع الصفحة وأحد الصيادين في مدينة صور، تأكد لنا بأن القرش تم اصطياده أمس في منطقة الناعمة (جنوب بيروت)، وأشار الصياد إلى أن “أحد أقاربه زوده بالصور والخبر وبعض التفاصيل”، وقال: “تم قتله بواسطة سلاح صيد بري (جفت)”، وزودنا بصور اضافية للقرش المقتول.
تواصل على الفور greenarea.info مع وزارة الزراعة، وزودها بالصور، وقد وعد مسؤول في الوزارة بمتابعة الموضوع، وقد علمنا لاحقا بأن الوزارة قامت بواجباتها من حيث المتابعة والتأكد من الموضوع.
وقد وصلتنا بلاغات عدة للتحرك ومواكبة الأمر اثناء متابعتنا له، فضلا عن معلومات أكدت أنه تم استعمال الديناميت
من قبل الصيادين، بعد ان تبين انه في المنطقة كمية كبيرة من سمك (التريخون)، ما ساهم في تجمع أسماك القرش في المنطقة، ولكن يبقى أمر تواجد سلاح صيد بري في مركب بحري أمرا مثيرا للجدل، كما وانه من اللافت ايضا خلال التدقيق في بعض الصور وجود مخالفات اخرى ما يضاعف حجم المخالفات القانونية التي ارتكبها الفاعل، ويضع الجهات المعنية أمام مسؤوليتها في قمع هذه المخالفات وعدم السماح بتكرارها.
باريش: أقرب ما يكون لنوع القرش الحريري
خبير الاحياء البحرية في الجامعة الاميركية البروفسير ميشال باريش قال لـ greenarea.info أنه “بحسب الصور التي تم تزويدي بها والتفاصيل التي ظهرت فيها ان هذا النوع هو اقرب ما يكون لنوع (القرش الحريري)، وهو ينتمي الى عائلة “كواسح الترتيلة” mrequie sharks Carcharhinidae واسمه العلمي Silky shark وبالفرنسية soyeux Requin، أي القرش الناعم الحريري، من هنا جاءت تسميته بالعربية بـ (القرش الحريري)”.
وبحسب باريش “يقضي هذا النوع معظم أوقاته في أعماق تتفاوت ما بين السطح وعمق 500 متر, ويمكن العثور عليه غرب البحر المتوسط كما يعتبر شديد الندرة في باقي انحائه ينتشر في المياه المدارية وشبه المدارية”.
يبلغ طوله الكلي ما 200 و 250 سنتيمترا، والاقصى 350 سنتيمترا، ويتميز من حيث الشكل بلونه الرمادي، وبوجود خط مساو لعرض الفم أو أقصر قليلا في الجانب السفلي للرأس, أما أسنانه فثلاثية ومسننة جدا, منشأ زعنفته الظهرية الأولى يقع فوق النهاية
الخلفية للزعنفة الصدرية، كما ان زعنفته الصدرية الأولى معقوفة متوسطة الحجم، ونستطيع أيضا ان نميز وجود الحرف بين الزعنفتين الظهريتين, ويلاحظ أيضا طول النهاية الخلفية الحرة لكل من الزعنفة الظهرية الثانية والزعنفة الشرجية.
موجود في بحرنا
يتغذى القرش الحريري، بحسب باريش “على الأسماك والحبار والسرطانات البحرية, ولا يعتبر الانسان ضمن قائمة غذائه، كما ان وجوده لا يشكل أي خطر على النشاط البشري في البحر، إلا في حالات الاستفزاز من قبل الانسان بحيث تجذبه رائحة الدم خلال نشاط الصيد بواسطة بارودة البحر، اذ يمكن ان يهاجم بهدف الحصول على السمك وليس الانسان، لذلك يجب رفع السمك من الماء مباشرة بعد صيده من قبل الصيادين بالبارودة”.
وأشار باريش إلى أن ثمة “طريقة لإبعاده بنكزه بطرف بارودة الصيد فيبتعد تلقائيا”، وأكد أن “هذا النوع موجود في بحرنا”، لافتا إلى أن التطور التكنولوجي وتوفر وسائل الاتصالات والجوالات بيد كل الناس ساهم في الاعلام بشكل واسع عن وجوده أمام الجميع”.
وختم باريش: “لا معلومات عن ازدياد أعداده كما يظن البعض، انما ازدادت حالة توثيق المشاهدات بالصور والفيديو ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.