خلافا لنظرة التفاؤل التي تطالعنا بها تقارير الأمم المتحدة حيال ما تم “إحرازه من تقدم” في مؤتمر تغير المناخ المنعقد في مدينة بون الألمانية، وقد دخل الأربعاء يومه الثالث، والمقرر أن يتسمر حتى 18 أيار (الجاري)، لم يتخطّ ما تحقق لغاية الآن مراجعة العناوين الأساسية لـ “اتفاق باريس”، والبحث في بعض النواحي التقنية من خلال فريق الاتصال الخاص بالفريق العامل المعني بـالاتفاق، فضلا عن انعقاد المشاورات غير الرسمية طوال يوم أمس الثلاثاء.

وما بات يهم الخبراء والمتابعين الآن ليس ما يجري في أروقة المؤتمر، إذ لا تزال الأنظار متجهة نحو موقف الولايات المتحدة، خصوصا عقب إعلان البيت الأبيض إرجاء اجتماع كان مقررا بعد ظهر أمس في واشنطن حول مسألة المناخ، وما ساهم في إشاعة أجواء مربكة بين المشاركين في المؤتمر أن البيت الأبيض لم يحدد الأسباب وراء إرجاء الاجتماع، وما يبقي الأمور مشرعة أكثر نحو الغموض، عدم الإعلان عن موعد جديد لمعرفة القرار الأخير للبيت الأبيض حيال “اتفاق باريس”.

 

بكين وباريس

 

وفي هذا السياق، بعث الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بـ “رسالة” من ميلانو الإيطالية أكد فيها أن الولايات المتحدة والصين عليهما ان “تكونا مثالا” في مجال مكافحة التغير المناخي.

وأثار موقف البيت الابيض ارتيابا لدى الوفود الممثلة لـ 196 في بون مع تزايد الشكوك حيال مستقبل الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد مفاوضات شاقة عام 2015، لكن في المقابل تبذل الصين جهودا مكثفة لحماية “اتفاق باريس”.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بكين نقلا عن الرئيس شي جينبينغ ان “بكين وباريس يجب ان تحافظا على التنسيق بينهما حول المسائل الدولية والاقليمية، وكذلك الدفاع عن انجازات الحوكمة العالمية بما يشمل اتفاق باريس حول المناخ”، وذلك إثر اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون.

ويتوقع متابعون أن تعلن الولايات المتحدة موقفا واضحا حيال موقفها من اتفاقية المناخ، قبل التئام القمة المقبلة لـ “مجموعة السبع” المقررة في نهاية أيار (مايو) الجاري في إيطاليا، خصوصا وأن المناخ سيكون حاضرا على جدول اعمال الاجتماع.

 

مسار لا عودة عنه

 

لا شك أنه في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، ستكون ثمة تداعيات ونتائج سلبية، لكن العالم اتخذ مسارا لا عودة عنه، إلا أن الأمر سيسبب إرباكا سيطاول أمورا عدة، ومن بينها التزام الولايات المتحدة بدعم صندوق المناخ، فضلا عن إشكاليات تنظيمية وتقنية، وهذا ما أكدته الخبيرة في معهد الموارد العالمية في بون باولا كابايرو، حين اعتبرت ان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق “ليس امرا لا يمكن تجاوزه”، وإن أكدت أن “هذا الامر سيخلق مشاكل”.

وفيما تماطل إدارة البيت الأبيض في قرارها، على الدول أن تتفق على آليات تطبيق “اتفاق باريس” الذي تنص أحكامه على شروط عامة، ولديها حتى نهاية العام 2018 لتقوم بذلك بحلول انعقاد مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين، بحسب ما أشار موقع “سويس إنفو”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This