في سياق فعاليات مؤتمر بون للمناخ، انطلقت أمس “لجنة باريس لبناء القدرات” في Paris Committee on Capacity Building أول اجتماع لها لبلورة برنامج عمل يمتد حتى العام 2020، وتحديد الآليات الأنجع في مجال التمويل لدعم مبادرات تتمحور حول بناء القدرات، فضلا عن التنسيق بين مختلف مبادرات الدعم لضمان بناء القدرات بشكل أفضل، بما يساعد الدول في مواجهة تبعات تغير المناخ والحد من نتائجها المدمرة، وذلك في أول اجتماع لها منذ إعلان تشكيلها.
يذكر في هذا المجال، أن هذه اللجنة تم تشكيلها والإعلان عنها في مؤتمر باريس للمناخ COP21 في العام 2015، وانطلقت أعمالها الخميس 11 أيار (مايو) الجاري، بانتخاب مدير “مركز الكفاءات للتغير المناخي” 4C Maroc المغربي محمد نبو للرئاسة المشتركة للجنة مع فنلندا، تقديرا “للدور الريادي الذي يلعبه المغرب في بناء القدرات من أجل التقليص من الآثار السلبية للتغيرات المناخية والتخفيف من الغازات المسببة للاحتباس الحراري”، بحسب “وكالة المغرب العربي للأنباء” Arab Maghreb News Agency.
وإلى احتضانه لمؤتمر COP22 في مراكش العام الماضي، يساهم المغرب بدور مهم في المنظومة الدولية لمكافحة التغيرات المناخية ونقل الخبرات والكفاءات بين بلدان الجنوب، ولا سيما في أفريقيا، التي يمثلها اليوم ضمن “لجنة باريس لبناء القدرات”.
نبو: مراكمة خبرات
وأكد نبو خلال هذا الاجتماع في بون للمناخ الذي تتواصل أعماله تحت رعاية الأمم المتحدة للمناخ حتى 18 أيار (مايو) الجاري على “أهمية إدماج مقاربة عمودية سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو المحلي، من أجل ضمان القدرة الكافية للفاعلين على كل مستوى”.
وأشار إلى أن “المغرب ساهم في مراكمة خبرات مهمة في مجال بناء القدرات، يمكن أن يتقاسمها مع متعاونين من كافة أنحاء العالم، خصوصا في سياق الطاقات المتجددة، إذ سجلت المملكة تطورا سريعا في السنوات الأخيرة يقوم على التعاون الوثيق مع العديد من الشركاء من دول أوروبية”.
وبحسب نبو “تم استخدام القدرات لتطوير برنامج بناء مراكز للطاقة الشمسية والريحية على نطاق واسع، التي تعتبر نشاطا نموذجيا بالنسبة للعديد من الخبراء”.
ولفت إلى أن “نقل القدرات ولا سيما في القارة الأفريقية، كان أولوية بالنسبة للمغرب”، مضيفا أنه “على المستوى الوطني، اعتبر المغرب مؤتمر الاتفاقية الاطارية للأمم المتحدة للتغيرات المناخية المنعقد في مراكش في 2001 و 2016، كدعامة لخلق قدرات هامة للمؤسسات المغربية، وهذه المقاربة تهم الجماعات المحلية والباحثين والمنظمات غير الحكومية”.
دور المركز
وتجدر الإشارة إلى أن مركز الكفاءات للتغير المناخي، تأسس باعتباره تجمعا للنفع العام، ليكون بمثابة أرضية ثابتة لتطوير الكفاءات الوطنية في مجال التكيف مع التغيرات المناخية، والحد من انبعاثات غازات الدفيئة، ودعم تحسين البحث وتدبير المعارف في هذه المجالات على الصعيد الوطني والإقليمي.
ويتمثل دور المركز في تجميع الخبرة الموجودة بالمغرب من أجل نقلها إلى البلدان الأفريقية، في إطار الدور الريادي الذي يضطلع به في مجال مكافحة آثار التغيرات المناخية في أفريقيا.
