كل سنة في مثل هذه الايام تطلق نقابة التمريض صرختها في “اليوم العالمي للممرضات  والممرضين”، لكن يبقى السؤال: ما الذي تحسن في هذه المهنة وسط عدة مطالب سابقة، خصوصا وأن وزير الصحة غسان حاصباني من اهم الداعمين لهذا القطاع الصحي التمريضي وذلك من خلال تصويره حملة اعلانية داعمة؟ لكن هل يكفي هذا الدعم المعنوي؟

هناك هجرة قسم كبير من الممرضات والممرضين الى الخارج نظرا للتزاحم والتضارب المهني من اليد العاملة الاجنبية، عدا ان الحقوق غير متوفرة بشكل كامل وعادل، ومن هنا لا بد من سؤال: هل من خطة طارئة صحية نقابية لانقاذ ملائكة الرحمة من المعتدين على هذه المهنة الانسانية بأسمى رسالتها؟

 

الدعم مستمر

 

آخر ما أفادت به وزارة الصحة ان في لبنان نحو سبعة آلاف ممرضة وممرضا يعملون في العناية التمريضية المباشرة، ولبنان بحاجة الى أربعة عشر الف على الاقل، أي الى مضاعفة العدد، من هنا أطلق وزير الصحة العامة غسان حاصباني المشروع الوطني لبناء القدرات التمريضية، بدعوة من نقابة الممرضات والممرضين في لبنان، وبالتعاون مع نقابة المستشفيات الخاصة، مؤكدا أن “الوزارة كانت دوما وستبقى إلى جانبهم في كل الجهود التي بذلت لتطوير الأنظمة والقوانين التي ترعى مهنة التمريض. وبأنه سبق لوزارة الصحة العامة أن اعتمدت سلسلة رتب ورواتب للممرضين والممرضات العاملين في القطاع العام، وقطاع الاستشفاء في لبنان في تطور مستمر والمستشفيات تمثل حاليا أكبر سوق عمل للتمريض”.

الا ان اهم ما ذكرته وزارة الصحة اللبنانية هو ان لدى لبنان مشكلة لجهة النقص في عدد الممرضين والممرضات، وهذا الامر يعترض مشروع تحسين نوعية الخدمة الاستشفائية. وبحسب آخر استطلاع، تبين أن عدد الحالات التي يمكن أن تستقبلها المستشفيات يوازي 10500 سريرا في القطاعين العام والخاص، بينما لوحظ ان عدد الممرضين والممرضات العاملين في المستشفيات لا يتجاوز الـ 7000 وهناك حاجة لضعف هذا العدد، وللمفارقة هناك بالمقابل ما لا يقل عن 12 ألف طبيب وهذا مؤشر غير صحي، لذلك لا بد من أن تكون هناك خطة للتشجيع على الالتحاق بمهنة التمريض.

 

نقابة التمريض: لاقرار السلسة

 

في هذا السياق تحدثت نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان نهاد يزبك ضومط لـgreenarea.info  قائلة: “ان هناك انجازا ومؤشرا جيدا بالنسبة للحد من العمالة الاجنبية في العمل بقطاع التمريض، حيث لمسنا تحسنا في هذا المجال، اذ ارسل لنا الامن العام رسالة تبليغ عن عدد الممرضات والممرضين الذين يعملون في المستشفيات وفي المراكز الصحية، ويطلب من النقابة اتخاذ الاجراءات المناسبة في حال تم توظيف غير اليد العاملة اللبنانية في مجال التمريض، ونحن بدورنا أبلغنا كل من وزارتي العمل والصحة ونقابة المستشفيات الخاصة لإعلامنا عن ما هو الجديد في هذا المضمار، حيث لمسنا تجاوبا سريعا من المعنيين في قطاع الصحة، خصوصا من نقابة المستشفيات التي حرصت على منع العمالة الاجنبية بصفة تمريض، فهو محصور فقط عند اللبنانيين في المستشفيات، وحصل تقدم في التوعية حول الحقوق لدى الممرضات والممرضين والمطالبة بها، وتبليغنا باي تعدي على المهنة، وبالمقابل هنك بعض المستشفيات الخاصة غير ملتزمة بقرارات نقابة التمريض، ونسعى الى حل هذه المشكلة، الا ان الاهم لدينا اليوم هو ضرورة اقرار سلسلة الرتب والرواتب لكي تشعر الممرضة بان حقها محفوظ. كما وننوه بدور وزير الصحة غسان حاصباني بدعمه لنا ومواكبة معاناة مهنة التمريض عن قرب، والدليل على ذلك ما قام به من خطوات عملية في دعم قطاعنا”.

وأضافت ضومط: “ان الدراسات التي أعدتها منظمة الصحة العالمية منذ عام 2007  تشدد على تحسين نوعية العناية التمريضية، وهو السبيل الى تعزيز صحة الانسان والعائلة والمجتمع وخفض الكلفة الاستشفائية والحد من الاخطاء الطبية، وهذا يتماشى بشكل كبير مع اهداف النقابة وتطلعاتها في السعي الى تطوير المهنة ورفع مستواها، مع الحاجة إلى خطة استراتيجية تتضمن الزامية التعليم المستمر وبناء القدرات التمريضية، لأن الكفاءة والجدارة هما المدخل الى عناية تمريضية ذات نوعية عالية وموحدة، ويجب أن تتوافر لدى العاملين في جميع المناطق على حد سواء. حيث قامت النقابة للوصول الى هذه الغاية بإعداد دراسة وطنية خلال العام 2015 لتحديد الحاجات التعليمية ومجالات المعرفة والمهارات للعاملين في المستشفيات، وهي على تماس مباشر مع المرضى، وتم وضع برنامج مفصل لبناء القدرات التمريضية، يتمحور حول الفحص الصحي وكيفية ادارة المشاكل الصحية لكافة اجهزة الجسم”.

 

نقابة المستشفيات الخاصة

 

وقال نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون  لـ greenarea.info: “على قدر  ما نعطيهم من زيادة في الرواتب نكون مقصرين معهم، نظرا لما يقدمونه من عمل دؤوب ومتفان، فقد بدأنا اعطاءهم زيادة في الرواتب قدر الامكان قبل اقرار سلسة الرواتب الرواتب، على الرغم من الازمة المالية التي تعاني منها المستشفيات، عدا اننا نشدد مع نقابة التمريض على اهمية الدورات التعليمية والتثقيفية للممرضات والممرضين للحفاظ على المستوى التمريضي العالي من اجل تقديم خدمة افضل للمريض”.

وقال: التزاما منا، وبالتنسيق مع نقابة التمريض لا نقوم بتوظيف غير اللبنانيين في القطاع التمريضي المجاز”.

 

وزارة الصحة: دعم قانون التمريض

 

بدوره مستشار وزير الصحة الدكتور وليد عربيد  قال لـ greenarea.info: “ان وزارة الصحة تهتم كتيرا بمهنة التمريض، من بينها دعم القانون التمريضي، كما ان المستشفيات الحكومية تدفع للممرضين والممرضات رواتب افضل من المستشفيات الخاصة، انما مع كل ذلك لا بد التوقف عند كيفية تطوير مهنة التمريض لان هناك نقصا كبيرا في مجالات التمريض، ومنها ما هو مرتبط بشروط العمل، الهجرة المتزايدة والإقبال الضعيف على هذه المهنة، وافتقاد التمريض كمهنة إلى مفهوم المهنة التي تنظمه وتعطي ضمانات للمستقبل، مع اهمية وقوف وزارة الصحة إلى جانب نقابة التمريض في إعتماد الشهادة الجامعية كأساس لعمل الممرضة والحفاظ على حقوقها في مجال عملها”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This